لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد
في البرنامج التلفزيوني (وصفولي الصبر) يسأل الكاتب ومقدم البرنامج عمر طاهر، ضيفه الكاتب عزت القمحاوي، عن قفلة القراء، حيث يقول أنه لا يقتنع بمقولة أن لا مزاج للقراءة لأنه يؤمن أن القراءة هي ما تجلب المزاج الحسن، ولكنها واقعية والكثيرون يعانون منها وهو أحيانًا يعاني منها، فيجيبه الكاتب عزت القمحاوي بوصفته الخاصة التي يستخدمها حينما تحدث قفلة القراءة، والتي تتمثل في طلب ترشيح كتاب من أحد الأشخاص الذي تثق في ذائقتهم، أو إعادة قراءة نص قد أعجبك من قبل والإيمان بقدرته على إعادتك لعالم القراءة مجددًا، حيث يسحبك برقّة إلى العالم الذي تحبه.لنتفق أولًا على أن عملية القراءة هي عملية متعة، قبل أن يكون هدفها تحصيل الفائدة، فإذا لم تكن تقرأ لأنك تحب القراءة فلا حاجة لك بذلك، يمكنك أن تحصل الاستفادة من عدة طرق مثل الأفلام الوثائقية مثلًا، لكن القراءة بالذات لابد أن تكون عادتك المحببة، أن يحركك نحو الكتاب فضول شديد، فما دمت تشعر بالنفور من الكتاب لن تتمكن من المواصلة، يمكنك حينها أن تبتعد عن القراءة لفترة حتى تعاودك رغبتك.ستقول لي: القراءة تجري في شراييني لا يمكنني تركها قليلًا وفي نفس الوقت أفتح كتابًا وأتركه على مصراعيه لأن رغبتي تركتني وهربت إلى حيث لا أدري، وأنا أقول: تلك حالة طبيعية، ألا يصيبك الملل في علاقاتك الإنسانية، إلا تشعر بالفتور أحيانًا وفقد الشغف تجاه من تحب؟القراءة تشبه ذلك الأمر، فربما تحتاج عقولنا هدنة، أو نحتاج لتغيير نوع الكتاب، لأن -ذلك الكتاب- لا يناسبنا أو لا نحبه أو لا يحرك فضولنا على الإطلاق، في هذه الحالة أغلق الكتاب واتركه في مكتبتك وأحظى بوقت رائع مع كتاب أخر، فالحياة قصيرة والكتب كثيرة ويمكننا الاختيار بين خيارات متنوعة في نفس الموضوع فلنختر كتابًا أخر، أنني أؤمن أن كل الكتب جيدة لكن هناك كتابًا يدفعنا لنكمله وأخر لا يناسبنا.يقول ألبرتو مانغويل: (ليس لدي شعور بالذنب تجاه الكتب التي لم أقرأها و ربما التي لن أقرأها ، أعرف ان لكتبي صبرًا لا ينفذ ، ستنتظرني حتى نهاية حياتي)لابد أن أقرأ ذلك الكتاب
لا أذكر أول مرة أُصبت بقفلة القراءة، لكن أخرها كان منذ عدة أسابيع، وكان لدي مقال من المهم أن أقرا كتابًا ما لأتمكن من كتابته بشكل جيد، تلك المرة لم تكن القراء عملية اختيارية يمكنني أن أتخلي عنها، ولا يمكنني التأخر أو التأجيل، بسرعة أحصيت الأسباب التي تسبب لي قفلة القراءة، إرهاق عقلي، أم تشتت وعدم تركيز، أم هو نوع الكتاب؟لم يكن بالطبع نوع الكتاب لأن فضولي ناحية ذلك الموضوع هو ما حركني، فتبقت قلة التركيز والإرهاق وحينما استيقظت من النوم ذهبت قلة التركيز فاتضح أنه إرهاق عقلي، وأنا أمتلك حكمتي الخاصة حيال هذا الأمر وهي: إذا تعب العقل اِشغل الجسد أشغال البيت العادية، التأمل في السماء من شرفة عالية، الغناء بصوت ٍ عالٍ، بعض الرياضة المنزلية الخفيفة.وحينما عدت للكتاب؛ عدت بشهيتي المفتوحة، والتهمت الكتاب في سبع ساعات فقط.من الحلول الناجحة أيضًا والتي تفيدني، أن أغير نوع الكتاب المقروء منه، من إلكتروني إلي ورقي، أو العكس، أو حل الكتب الصوتية التي بدأت تأخذ مساحتها مؤخرًا من أوقاتنا وتزيح هيمنة الكتاب الإلكتروني، بينما الورقي يراقبهم من الزاوية، فلم يعد يذهب إليه إلا هواة الاقتناء أو الكتب التي لم تتوفر بالشكلين الآخرين بعد. أو أغير النوع الأدبي نفسه فمن كتاب إلى رواية، أو من رواية إلى مجموعة قصصية، أو إلى ديوان شعر، أو حتى كتاب شذرات، او حتى تغيير التوقيت، أذكر أن القراءة قبل النوم كانت الفعل المحبب إلى نفسي حينما تحصل لي تلك القفلة، كنت أصطحب الكتاب للسرير وبين دفء الأغطية تدفق الحكايات لرأسي.يقول ألبرتوا مانغويل: (القراءة في الفراش تغلق العالم في وجهنا وتفتحه لنا في آن)- هكذا تغيرت حياتي بين كتاب أوبرا وينفري وعبدالكريم بكار
- 9 أسباب تجعلني أفضّل الكتاب الإلكتروني على الورقي