Loading Offers..
100 100 100

هل شعر مونك بما نشعر به اليوم؟

لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد

هل رأيتم ذلك الرجل الذي يقف على الجسر في حالة هلع شديد؟ هل دققتم النظر في ملامحه الفزعة؟ ترى مِمَّنْ هو خائف؟ ترى ما الحقيقة المفزعة التي اكتشفها وأصابته بهذه الحالة؟ هل سمعتم هذه الصرخة؟ يالله لم أصبحت السماء بهذا اللون الأحمرهل علمتم عمَّا أتحدث؟ بالطبع أتحدث عن لوحة الصرخة للفنان العظيم إدفارت مونك التي رسمها عام (١٩٨٣م).

دعوني أحدثكم قليلا عنها

رسم مونك اللوحة بعد تجربة نفسية مرّ بها بدوره، كتب عنها في مذكراته وقال إنه كان يسير في الطريق مع صديقين وكان يشعر بالكآبة وفجأة أصبحت السماء حمراء فتوقف على سياج بجانب الطريق وغلبه الإرهاق ثم نظر إلى السحب الملتهبة مثل دم وسيف فوق جرف البحر الأزرق المائل إلى السواد، استمر صديقاه في سيرهما ولكنه توقف هناك مرتعشًا من الخوف ثم سمع صرخة تتردد في الطبيعة بلا نهاية. لن أطيل عليكم أكثر من ذلك في الحديث عن اللوحة ولعلكم تتساءلون الآن:
ما الذي دفعني للحديث عن هذه اللوحة؟
دعوني أخبركم ما أراه في هذه اللوحة، عندما أرى هذا الرجل أتذكر كل شيء كأنه البارحة كنت في السادسة عشر عندما تعرضت لحادث كبير مع عائلتي وأعتقد أنها كانت المرة الأولى التي أواجه فيها الموت وجهًا لوجه، لن أطيل الحديث عن الحادث ولكن مضى الحادث بكل تبعاته ولم أُلْق بالًا للآثار النفسية الناجمة عن هذا الحادث وأكملت حياتي أو هكذا اعتقدت إلى أن استيقظت في يوم ما صدري مشدود من الداخل ولم أستطع التنفس، أو أعتقد أنني لم أستطع حتى ملاحقة أنفاسي، لا أعلم تحديدًا ولكن كنت أعلم بداخلي أن هذه هي النهاية ولم أشعر بأيّ شيء سوى الذعر والهلع، أعتذر منكم بشدة أشعر أن قلمي يعجز عن وصف ما مررت به وقتها، دعوني أحاول مرة أخرى ارتعاش، بكاء، ضيق تنفس، غثيان، ظللت أردّد لا يمكن أن يلاحظ أحد، لا يمكن أن يلاحظ أحد.لا أتذكر جيدًا ماذا فعلت كي أهدأ لكني أتذكر جيدًا أنني رأيت في مشهد من فيلم ما لا أتذكر اسمه كان البطل يتحدث عن تقنية تنفس حيث يَعُدّ من واحد إلى خمسة ثم يقوم بعكسهم لإرباك العقل التفكير بشيء آخر وهذا ما فعلت.بعد قليل أحسست أنني أفضل وكعادتي منذ صغري أحب أن أفهم كل شيء، نعم أعلم ما تفكرون به أن هذه الفتاة تحبّ تعذيب نفسها بالمعرفة منذ نعومة أظافرها، أعتقد ذلك، وبالفعل قرأت وبحثت حتى تأكدت أن ما مررت به يسمى (نوبة هلع) وبدأت رحلتى.بحثت على مواقع التواصل عن قصص وتجارب مع هذا المرض تابعت الكثير من الأطباء النفسيين على مواقع التواصل الذين يهتمون بهذا الموضوع . قال أحد الأطباء في وصفه لنوبة الهلع: "إنها نوبة مفاجئة من الخوف الشديد الذي يحفّز ردود الأفعال الجسمانية الشديدة بينما لا يوجد خطر حقيقي أو سبب واضح للخوف. يمكن أن تكون نوبات الهلع مخيفة للغاية. عند حدوث نوبات الهلع، قد تعتقد أنك تفقد السيطرة، أو أنك تُصاب بنوبة قلبية أو حتى أنك تموت".قرأت أيضا أنه يجب تعديل الروتين اليومي قليلًا بإضافة أنشطة أكثر، قمت بتعلم التحكم في التنفس وهذا ما ساعدني كثيرًا لأنه يعمل على تهدئتك عند الشعور بالقلق، وبعد فترة وجيزة وجدت نفسي أواجه النوبة بالسيطرة تدريجيًّا على أعراضها وإيقاني أنها نوبة وتنتهي وأنني أستطيع مواجهة جميع مخاوفها.

صديقتي والهلع

كانت لدي صديقة أصيبت بهذه النوبات وأصبحت متكررة جدًّا وفي أوقات غير متوقعة اعتقد أهلها أنها حزينة أو أنها تواجه بعض الصعوبات في عملها، ولم يعيروا اهتمامًا، وعندما بدأت النوبات تؤثر على حياتها قرأت الكثير عن حالتها وكان أهمها أن نوبة الهلع إذا تكررت بهذا الشكل تسمى (اضطراب الهلع)، وبعد تفكير عميق قررت إخبار أهلها إنها تريد الذهاب لطبيب نفسي وكما هو متوقَّع رفضوا بشدة بحجة أنه إذا علم أحدٌّ سيصفونها "بأنها مجنونة"، ونحن نعلم جيدًا أن ثقافة الصحة النفسية ليس لها أيّ وجود في مجتمعنا. وبعد محاولات عديدة وافقوا وذهبت للطبيب. تحدثت له عن أعراضها التي تتضمن معدّل خفقان سريع بالقلب، ضيق في التنفس، التعرق الشديد وقالت لي: إنه أعطاها بعض النصائح منها: تحديد وقت معين للنوم، عدم تناول المنبهات، وفي الأساس اليقين بأن العلاج يكمن في الارادة والعزيمة.

٥ أشياء يمكنك رؤيتها

هناك مسلسل اسمه (بنات الملاكمة) تم عرضه منذ سنة اعتقد، إحدى بطلاته كانت مصابة بنوبات الهلع التي كانت عائقًا في مستقبلها في الملاكمة وكانت تذهب لطبيبة نفسية لمعالجتها، وقالت لها هذه الطبيبة إنه عندما تأتي نوبة الهلع يمكنها إرباك عقلها للتفكير في شيء آخر عن طريق أن تركز على (٥) أشياء يمكنها رؤيتها حولها، وإذا لم تستطع يمكنها عَدّ (٣) أشياء يمكنها لمسها، أثارت انتباهي هذه التقنية فلقد بحثت كثيرًا في تقنيات التعامل مع نوبات الهلع ولم أسمع بها من قبل، قمت بعمل بحث جديد عن التقنيات الحديثة وبالفعل وجدت هذه التقنية في كثير من تجارب الناس الذين تحدثوا عن فاعليتها وعن نجاحها في كل مرة.في نهاية كلامي أريد أن أؤكد أنه لا داعي من الخجل أو الخوف أن يتم الحكم عليك إذا طلبت المساعدة، لأن صحتك النفسية مهمة جدًّا كصحتك الجسدية. نوبات الهلع ليست خطيرة مع أنها مزعجة بشدّة. لكن التعامل مع نوبات الهلع بمفردك صعب، وقد تزداد سوءًا بدون علاج.
إليك أيضًا

تابع قراءة عشرات المقالات الملهمة على زد

ربما تستفيد من هذه المواضيع كذلك :

تعليقات الفيسبوك
0 تعليقات المدونة

تعليق الفايسبوك

01ne-blogger

إرسال تعليق

Loading Offers..