لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد
راجت مؤخرًا صنعة كتابة المحتوى وأصبح لها سوقها وروادها، ورغم أنها في البداية اقتصرت على من يملكون موهبة الكتابة إلا أنه قد ثبت في القرن الحالي أن الكتابة مهارة كغيرها من المهارات يمكن أن تكتسب وتتطور بالممارسة والتدريب والاطلاع على أحدث الأساليب التي يذكرها المدربون في هذا المجال.ولعل من أعجب ما اطلعت عليه قبل سنوات بخصوص موضوع الكتابة وأساليبها كتابًا ضخمًا لكاتب أجنبي يقول في مقدمة الكتاب:إن الكتابة كانت تمثل له عقبة كبيرة في حياته وقد فشل في كتابة محتوى جيد عدة مرات إلى أن ساقته الأقدار إلى أن يجد حلًّا لهذه المشكلة، بعد أن تأكد من أن الكتابة مهارة يمكن أن تكتسب، وقد استطاع بعد ذلك أن يؤلف هذا الكتاب -الذي تزيد صفحاته عن الثلاثمائة صفحة معززة بالتمارين والأساليب- لتحفيز الكتابة وتطويرها.ولو لم يذكر المؤلف معاناته التي ذكرها لما صدقت! ولظننت أن الكتابة بلا شك فطرة عنده، ولا يمكن أن أصل إلى مستواه بأي حال، وذلك لما رأيت من جميل كتابته وأسلوبه.لذا أحببت في هذا المقال مشاركتكم ببعض ما أسعفتني الذاكرة من أمور تحفز على الكتابة وتمكنكم من اكتسابها والتي وجدتها خلال قراءاتي المتنوعة في هذا المجال لعلها تفتح بابًا مغلقًا لشخص ظنّ أن الكتابة عمل محصور على فئة معينة.
أولًا: الكتابة الحرة
وأعني بالكتابة الحرة هو تدوين كل ما يخطر ببالك من أفكار على الورق بطريقة مستمرة، ومحاولة التفريغ الدائم لكل ما يجول بخاطرك من قصص، أفكار، عناوين لمقالات لمعت في ذهنك وأنت تتصفح الشبكة العنكبوتية مثلا أو عند قراءاتك لمقالات أشخاص مشهورين أو حين مطالعتك لبعض الكتب فهذا من شأنه أن يساعدك على البدء بأولى خطوات الكتابة التي إن داومت عليها وجدت فرقًا بين أوّل ما دونته وبين ما دونته بعد فترة من الزمن ولا تبالي بارتكاب الأخطاء فهذه تعتبر مسودة ليست للنشر وإنما للتفريغ فقط والتمرين.ثانيا: القراءة الواعية
والقراءة الواعية تكون بملاحظة الأساليب المتنوعة للكتاب وتتبع طريقة طرحهم للفكرة وما يستخدمونه من جمل تعبيرية وأوصاف لمختلف المشاهد، وهذه القراءة من شأنها أن تثري الحصيلة اللغوية لديك وتمنحك فرصة للإبحار بفكرك وتفتح لك آفاقًا في الكتابة، فقد يعجبك أسلوب الكاتب (أ) مثلًا وأسلوب الكاتب (ب) فيبادر إلى ذهنك فكرة ماذا لو جمعت بين الأسلوبين لأنعم بأسلوب جديد متميز خاص بي؟ وهكذا في طريقة تتبع تسلسل الفكرة المطروحة واستخدام الأوصاف والتشبيهات البلاغية.ثالثا: الأسئلة
إثارة العقل بالأسئلة من شأنها أن تحفز الكتابة وتعتبر مصدر إلهام للأحداث في كثير من الأحيان، فمثلا تود كتابة موضوع عن علاقة الأطفال بعائلاتهم فحينها فكر بكل الأسئلة التي تشمل الموضوع من كل جانب وأجب عنها حيث إن الإجابات ستشكل العمود الفقري لموضوع المقال أو البحث المراد صياغته، فمثلا في هذه الحالة يمكن طرح الأسئلة التالية:- لماذا يتعلق الأطفال بأسرهم؟
- مَن الطفل الذي لا يكترث بعائلته؟
- هل علاقة الطفل بعائلته تفوق علاقته بصديقه؟
- ماذا يحتاج الطفل من عائلته لتزداد علاقته بهم؟
- كيف ينظر الطفل إلى عائلته من وجهة نظر علم النفس؟