خمسة محاور أساسية تدور عليها حياتك فضعها على قائمة أولوياتك

لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد

بعد التفكير والـتأمل ومطالعة ما يكتب هنا وهناك من مقالات وكتب، وجدت أن حياة الإنسان تدور على خمسة محاور أساسية لا بد منها للعيش بتوازن وكرامة، أما باقي الأمور فهي مكملة لهذه المحاور أو متفرعة عنها؛ لذا أحببت مشاركتكم في هذا المقال بعرض سريع لهذه المحاور الخمسة لكي يضع كل واحد منا أولوياته في الحياة وفقها.

المحور الأول: الاهتمام بالدين

الاهتمام بالدين والمحافظة على بناء عقيدة سليمة والسير وفق المنهج الذي ارتضاه الله لنا وخطّه لنا رسوله الكريم يعتبر الأولوية الأولى في حياة كل مسلم، وعليه فإن المداومة على قراءة القرآن بتدبر وإدامة النظر في سيرة الرسول الكريم ومن تبعه من الصحابة والتابعين تدل المرء على كيفية الالتزام بالعمل والتخلق بأخلاق الإسلام، كما يجب تصحيح المسار بالتوبة والإنابة كلما أخطأ المرء وتجديد النية كل صباح بالسير قُدمًا وطلب العلم والاستزادة من الإيمان والاستمرار بالعمل الصالح إلى أن يأتي اليقين.

المحور الثاني: الاهتمام بالنفس

إعطاء النفس حقها ومتطلباتها الروحية والجسدية وصونها عن كل شيء يقلل من شأنها أو يفقدها الثقة بالذات، ومن أهم الأمور التي تندرج تحت هذا المحور حفظ العقل والروح بتغذيتهما بالقراءة المفيدة في الجوانب المهمة للحياة وحمايتهما من القراءة فيما لا ينفع أو يفيد، بل ربما قد يضر في أحيان كثيرة أو يورث مفاهيم خاطئة أو يزلزل أساسيات عقدية. أيضا الاهتمام بالجسد بالرياضة النافعة والتغذية السليمة واعطائه القدر الكافي من الراحة والاسترخاء، فلا يدع لمجال القراءة وتغذية الروح أن يطغى على الجانب الجسدي والاهتمام به بل يكون متوازنًا في ذلك.

المحور الثالث: الاهتمام بالعلم

طلب العلم فريضة على كل مسلم وهناك علوم مما لا يسع المرء أن يكون جاهلا بها لذا فالمطلوب من المرء ان يكون مدار حياته منصب على طلب العلم ابتغاء عبادة الله على بصيرة وفهم حاجياته وماله من حقوق وما عليه من واجبات ، إضافة إلى ذلك فإن في طلب العلم وقاية له من الجهل بالأمور اليومية التي تحدث وتتطور بصورة سريعة والمقصود بطلب العلم هنا الالمام بالأساسيات التي تحفظ له دينه ونفسه خاصة إذا كان الشخص من ذوي القدرات المحدودة في الفهم والاطلاع والحفظ.

لكن إذا كان الشخص لديه القدرة الاستيعابية لحفظ وفهم العلوم المختلفة فإن الاستمرار في طلب العلم النافع الخاص بمجاله يعد من الأولويات، خاصة في هذا العصر الذي بات الأمي فيه من لا يعرف استخدام الحاسوب أو أنهى فقط دراسة المدرسة أو حتى الجامعة، والعلم النافع لا يعني بالضرورة امتلاك شهادات عليا في مجال ما أو رتبة معينة فعالم الإنترنت مفتوح اليوم لمن أراد أن يتعلم وبالمجان في مختلف التخصصات واللغات.

المحور الرابع: جني المال

العيش بكرامة هو غاية كل امرئ على وجه الأرض، والمال كما هو معروف عصب الدعوات وأحد أسباب العيش الهانئ والحياة السعيدة إن أحسن استخدامه، لذا فإن العمل والسعي لطلب الرزق بالحلال مطلب أساسي وحاجة ملحة لضمان العيش الكريم، وما يوجد اليوم من ارتفاع هائل في نسب البطالة وشح في الوظائف تدعو المرء للتفكير بسبل أكثر إبداعية للبحث عن مصدر رزق ودخل جيد يفي باحتياجاته ويجعل يده هي العليا ويكون أملًا لمجتمعه وليس عالة على أحد؛ لذا فإن الاهتمام بجني المال من سبل مشروعة ضرورة وليس ترفًا ومن أهم الأولويات.

المحور الخامس: الحياة الاجتماعية

لا شك أن الإنسان اجتماعي بطبعه فلا ينفك عن أهله وأسرته وأصدقائه، بل وزملائه الذين يشاركونه في العمل؛ لذا فإن كل فرد من هؤلاء المحيطين به عليه أن يعتني بهم أيما اعتناء وأن يعطي كل ذي حق حقه وأن يتلطف بالتعامل مع الجميع وتكون الأولوية لوالديه فيبرهما ويقدم حاجاتهما على حاجات كل الناس، ثم تأتي أسرته بالدرجة الثانية فيحسن إلى زوجته ويربي أولاده ويصل رحمه من أخوته المقربين إلى عائلته الممتدة ويكون جارًا جيدًا لجيرانه وصديقًا وفيًّا وزميلًا متعاونًا.

وختامًا، فإن هذه المحاور قد وجدتها أساسية في حياتنا، وقد أدرجت بعض ما يجب علينا فعله تجاهها تحت كل محور، وفي هذا الصدد فإنني أنبه نفسي والقارئ إلى أهمية عمل التوازن بين جميع هذه الجوانب وأن تكون في خطوط متوازية مع بعضها، وأن تكون على رأس الأولويات وما يأتي بعدها من أمور فهي متفرعة عنها يمكن الاستغناء عنها إن زاحمت الضروريات. وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.