Loading Offers..
100 100 100

لماذا يشعر كبار السن بالخجل أثناء رغبتهم في استكمال تعليمهم؟

لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد

يعاني الكثير من كبار السن الراغبين في استكمال تعليمهم من الشعور بالخجل، لا سيما أثناء وجودهم في المجموعات الأصغر سنًّا، ربما فرق العمر بينهم يشعرهم بشيء من الغربة والغرابة، وربما يعانون من تنمر أو تعليقات سلبية أو نظرات مخجلة من الصغار معهم في نفس المجموعات الدراسية، وربما يكون ما يشعرون به ناتجًا عن حاجز نفسي في أذهانهم أن التعليم مرتبط بالعمر.

الأسباب التي تجعل كبار السن يشعرون بالخجل من استكمال تعليمهم

هناك الكثير من كبار السن الذين لم يحالفهم الحظ في استكمال دراستهم، فأصبحوا يرغبون في استكمال تعليمهم فيما بعد، لذا يدخلون مع مجموعات دراسية صغيرة السن، وهذا يمكن أن يسبب للكثير منهم إحراج شديد تتنوع أسباب الشعور به، وقد تكون هذه الأسباب منفردة أو مجتمعة معًا.

#1 فرق السن

قد يشعر كبار السن بالخجل من استكمال دراستهم في المجموعات ذات السن الأصغر بسبب فرق السن، وهذا يمكن أن يشعرهم بالغربة، اختلاف الأجيال ربما، اختلاف الثقافات والعادات بين الجيل الحالي وجيلهم، لذا يمكن أن يشعرهم هذا بشيء من الغرابة وعدم الراحة التي تجعلهم يشعرون بالخجل من وجودهم في هذا المكان، وهذا ربما يؤثر على عملية التعلم الخاصة بهم، وتجعلهم غير قادرين على التحصيل بنسبة مائة بالمائة لأن ذهنهم يكون مشتتًا بعض الشيء، ولأن مشاعرهم المتضاربة تتداخل دون تحقيق أعلى استفادة ممكنة من العملية التعليمية.

#2 التعليم مرتبط بالعمر

يمكن أن يشعر كبار السن ممن يريدون استكمال تعليمهم بالخجل من هذا نتيجة وجود حاجز نفسي بداخلهم، والذي يتمثل في أن التعليم مرتبط بالعمر، أي أن عقولهم تكون مقتنعة أن التعليم قاصر على الصغار، وأن كبار السن قد فاتتهم الفرصة بالفعل، لذا عندما يقوم أحد منهم باستكمال تعليمه يشعر أنه يأخذ حقًّا ليس من حقه، أو يدخل في طريق غير مناسب له، وأنه "قد كبر على التعليم"، وهذا الحاجز النفسي الذي يمكن أن يكون في نفوس الكبار، والذي يمكن أن يكون المجتمع مساهمًا رئيسيًا في حدوثه، يمكن أن يسبب الكثير من الخجل الذي يعيق هؤلاء الكبار من استكمال تعليمهم.

#3 التعليقات السلبية من المحيطين

هذا السبب من أكثر الأسباب الشائعة التي قد تجعل كبار السن يشعرون بالخجل من استكمال تعليمهم، فالتعليقات السلبية، والنظرات القاسية والتنمر، الذي يمكن أن يصدر من الأشخاص في المجموعات الدراسية معهم، أو يصدر من الأشخاص حولهم، كأن يسمعوا تعليقات معينة مثل: الآن تريد استكمال تعليمك!! ألم تكبر على هذا؟ أو كما يقال في المثل الشعبي: "بعد ما شاب ودوه الكتاب"، أو تعليقات لاذعة مثل: ماذا تفعل هنا يا والدي؟ وغيرها من كلمات التنمر المعتادة.كما أن نظرات الاستغراب والتعجب أو السخرية التي قد تصدر من البعض في المجموعة التعليمية يمكن أن تشعر كبار السن بأنهم غير مناسبين لهذا المكان، وأن وجودهم غير مرغوب فيه، أنهم عبء على المجموعة، وهذا يتسبب لهم في شعور شديد بالإحراج مع رغبة كبيرة في التوقف عن الحضور مرة أخرى.

هل العمر عائق أمام الرغبة في استكمال التعليم؟

يمكن أن يظن الكثير من الأشخاص أن العمر يقف حاجزًا أمام القدرة على استكمال التعليم، فقد يظن الكثير أن الشباب فقط هم من يستطيعوا التعلم، فهل هذا حقيقي فعلًا؟لا، هذا غير حقيقي على الإطلاق، حيث أن التعليم لا يقتصر بالضرورة على الشباب فقط، وأن التعليم يجب أن يكون متاحًا للجميع، وهذا بحسب ما أظهره برنامج ALS في الفلبين، وهذا البرنامج هو برنامج مجاني يهتم بتعليم الأشخاص المتسربة من التعليم في المدارس الثانوية كي يحصلوا على شهادة جامعية، حيث يطلب منهم البرنامج حضور مدرسي لمدة (10) أشهر، أو ما يعادل (800) ساعة في كل فصل دراسي، ومن ثم يقوم بتقييم أدائهم، وقد نجح البرنامج نجاحًا كبيرًا، وتخرج منه العديد من الأشخاص العاديين والمشاهير، مثل لاعب الملاكمة الفلبيني Manny Pacquiao الذي استطاع الحصول على شهادة المدرسة الثانوية في إطار البرنامج.وقد أكمل العديد تعليمهم في البرنامج بعد أن كانوا توقفوا عن التعليم منذ سنوات طويلة جدًّا، من ضمنها سيدة كبيرة توقفت عن الدراسة وشعرت في وقت ما أنها ترغب في استكمال دراستها، لا سيما بعد أن كبر أبناؤها وأصبح يمكنهم الاعتناء بأنفسهم، وقد شجعها أولادها وزوجها البالغ (88) عام من العمر على العودة إلى المدرسة، وقد صرحت هذه السيدة أنها ترغب في أن تثبت لعائلتها أنها ما زالت قادرة على التعليم، وأنها قوية على الرغم من سنها الكبير، وأنها كانت تريد أن تصبح محامية منذ أن كانت صغيرة، وقالت أن ما تسعى له في حياتها يتمثل في اكتساب المزيد من المعرفة، لكي تكون قدوة لأحفادها البالغ عددهم سبعة، وقد نجحت بالفعل في حضور (10) أشهر في هذا البرنامج الدراسي المجاني، وتفوقت في تعلم اللغة الإنجليزية، ودخلت الاختبار واجتازته، وأصبحت حاصلة على شهادة الثانوية ومؤهلة للالتحاق بالجامعة.وهذا يدل على أن العمر ليس عائقًا عن استكمال الدراسة، وأن أي شخص من حقه استكمال تعليمه أو تعلم أي شيء يحبه، دون أن يشعر بالخجل، ودون أن يتعرض للسخرية اللاذعة والنقد والنظرات المتهكمة من الآخرين، وأن التشجيع من الأشخاص حولنا يمكن أن يكون دافع لنا للنجاح في أي شيء حتى لو كان يبدو مستحيلًا.

ماذا يفعل كبار السن للحد من الشعور بالخجل؟

بالطبع الشعور بالخجل الذي يمكن أن يشعر به كبار السن أثناء تعليمهم يمكن أن يجعلهم غير راغبين في استكمال التعليم، أو على الأقل لا يستطيعون التركيز أو الاستمتاع بالعملية التعليمية تمامًا، وهذا للأسف يجعلهم يخسرون فرصتهم من ناحية، ويجعل المجتمع يخسر من ناحية أخرى بأن يفقد عدة عناصر متعلمة أخرى تزيد من تطوره وتقدمه، لذا هناك بعض الممارسات التي يمكن أن يقوم بها كبار السن للحد من شعورهم بالخجل مثل:

الخجل لا يعيبك

يجب أن تعرف أن الخجل لا يعيب شخصيتك، إذا كنت خجولًا من شيء ما فأنت قادر على تغييره وتعديله، لأن الخجل صفة مثل باقي الصفات التي يمكن تهذيبها، لذا لا تظن أنها عيب في شخصك.

قدر نفسك

يأتي الخجل من عدم تقدير الذات كما يجب، لذا أول خطوة للتخلص من هذا تكمن في تقدير نفسك، لا تنظر لذاتك بعين ناقدة وسلبية، لأن هذا سيجعلك فاقدًا للثقة مما سيزيد من شعورك بالخجل أثناء وجودك في مجموعة دراسية أصغر سنًّا.

اختلط بمن حولك

أنسب طريقة للحد من تعليقات من حولك السلبية هو الاختلاط بهم، تعامل معهم وقرب منهم، وستجد أن هذه النظرات والكلمات ستقل مع مرور الوقت، يمكنك أن تبدأ بإلقاء التحية عليهم، وتتحدث لمن يجاورك في المقعد، وتشارك في الدروس وتحكي مواقف، هذا سيقلل من إحساسك بالغربة والخجل، وستجعلهم يعتادون على وجودك كونه شيئًا طبيعيًّا غير غريب، أما إذا ظللت خجولًا من المشاركة ستظل بالنسبة لهم شخصًا غريبًا ووجودك غريب.
إليك أيضًا:

تابع قراءة عشرات المقالات الملهمة على زد

ربما تستفيد من هذه المواضيع كذلك :

تعليقات الفيسبوك
0 تعليقات المدونة

تعليق الفايسبوك

01ne-blogger

إرسال تعليق

Loading Offers..