لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد
هدفي اليوم أن أشارككم خبرتي في مواجهة ضغط العمل في المكتب، ولاحقًا سأكتب لكم مقالة أخرى عن مواجهة ضغط العمل الحر “كمستقل”؛ لأني مررت بالتجربتين، والآن دعوني أعرض لكم كيف كنت أمضي يومي في العمل بالطريقة القديمة، والتي مع الأسف انتهت بنهاية سلبية.
كان عملي يبدأ من العاشرة صباحًا وحتى السادسة مساءً، كنت أذهب لعملي في الموعد وكانت طقوس الإفطار كالآتي كيكة شوكولاتة مع كوب نسكافية، وكنت أتناول غدائي مع صديقاتي في الثالثة مساءً، وطبعًا بما أن أغلب نهاري كنت أمضيه في العمل فمواعيد أدويتي كنت أؤجلها لمواعيد العشاء مع أسرتي، وبعد صلاة الفجر كنت أقوم بإنهاء عملي المتعلق بالصحافة؛ فكما أخبرتكم من قبل كانت الصحافة ولا تزال جزءًا من روتين حياتي.
كنت حينها أحب وظيفتي جدًّا لدرجة أن أي مشكلة في العمل كانت كفيلة بإصابتي بالجنون وكنت مدمنة على العمل لما بعد ساعات الدوام، ولكن بعد سنة مرضت بشدة لدرجة أن والداي كانا على وشك حبسي في المنزل، ومن هنا اقتنعت أن روتيني في العمل وتوتري وتجاهل أدويتي سوف يقودوني لنفس المصير مرارًا وتكرارًا؛ لهذا بدأت في وضع خطة جديدة للعمل بعيدًا عن التوتر والضغوط.
1- ابدأ اليوم بطريقة صحيحة
لا تبدأ يومك إلا بعد شحن طاقتك؛ لذا احرص على تناول وجبة الإفطار ولا تؤخرها بحجة ضيق الوقت، ومن الأفضل أن تكون وجبة صحية، واحرصوا على استهلاك كمية كبيرة من الأكسجين في الصباح الباكر لتنشيط قدراتكم العقلية والبدنية.
2- اكتب مهام بسيطة ومختصرة
أسوأ شيء قد يفعله الموظف لنفسه هو كتابة قائمة مطولة من المهام، أعلم أن يوم العمل قد يحتوي على أكثر من مهمة ولكن العبرة ليست بكتابة كل شيء بالتفصيل لأن ذلك سيضعك تحت ضغط نفسي كبير، ولكن عوضًا عن ذلك اكتب مهام شاملة مثل:
- مراجعة الرسائل وإنهاء المكالمات العاجلة.
- متابعة العملاء الحاليين.
- استقطاب عملاء جدد.
- اجتماع مجلس الإدارة.
لاحظوا هنا أن كل مهمة في المهام الأربعة قد تندرج أسفلها عدة مهام فرعية؛ لكن برمجة العقل على (4) مهام فقط سيكون أفضل بكثير من تشتيته بين (15) أو (20) مهمة فرعية أخرى.
3- كونّ صداقات في العمل
أكبر عامل لتخفيف الضغط النفسي في العمل هو وجود أصدقاء مقربين لك في المكتب، أتذكر أن أجمل أيامي في العمل كانت تلك الأيام التي أمضيناها خارج المكتب في استراحة الغذاء، كنا نذهب كل يوم لمطعم مختلف لتناول الغذاء، وقتها تجمعنا بعيدًا عن المكتب كان كفيلًا بتخفيف ضغط العمل علينا، خاصة وأن علاقتنا كانت نابعة من صداقة قوية رغمًا عن أجواء المنافسة بيننا؛ لذا يجب أن توطد علاقتك بزملائك في العمل لأنهم -من وجهة نظري- هم أقوى مُسكن لصداع العمل.
4- أعطِ لعقلك راحة مؤقتة
لا تُعامل عقلك وكأنه آلة خارقة؛ لأن عقلك بحاجة للاسترخاء وإلا لن ينجز المهام بنفس الكفاءة، ولهذا السبب يجب أن تُقسم يومك في العمل لأربع أجزاء، ويجب أن تأخذ هدنة لمدة 10 دقائق على الأقل بعد كل ساعتين عمل، وخلال تلك الفترة أغمض عينيك واستمع لأصوات موسيقى هادئة أو استمع لصوت أمواج البحر مع صوت العصافير، واعلم أن العقل كباقي عضلات الجسم بحاجة لعملية إحماء لتهيئته قبل القيام بأي مهمة عقلية جديدة.
5- اترك عبء العمل على أرصفة الطرقات
بعد يوم عمل طويل كنت أهوى الذهاب للمنزل سريعًا؛ لهذا اعتدت على استخدام أي وسيلة مواصلات متوفرة طالما سأذهب لمنزلي في أقل وقت ممكن، مع العلم أن المسافة بين بيتي وعملي كانت تسمح لي بالسير على الأقدام، كانت المسافة بينهما عبارة عن محطة واحدة فقط، وكانت صديقتي هالة دائمًا ما تقنعني بالذهاب معها سيرًا على الأقدام، كنت حينها أتعجب من موقفها، ولكنها أخبرتني أن المشي يساعدها على التخلص من أعباء اليوم، وحينها اقتنعت أن وجهة نظرها صحيحة؛ لأن أثناء سيرنا كنا نتناقش في كل المسائل العالقة في العمل وبمجرد وصولنا للمنزل كنا نطوي صفحة هذا اليوم تمامًا، وطبعًا كنا نقوم بالتسوق قليلًا وشراء بعض التسالي في طريقنا للمنزل، وكأننا كنا في رحلة، وهكذا فهمت أهمية المشي للموظف بعد يوم عمل شاق.
في الختام
سأخبركم بأهم خطوة يجب أن تفعلوها للتخفيف من عبء العمل، وهي أن تعملوا في مكان يُشعركم بالراحة النفسية، وأن تختاروا مديرًا يستطيع التعاون معكم وتستطيعون مشاركته بأفكاركم ومشاكلكم؛ لأن المدير الجيد سيساعدك على الوصول لما تريد وسيرشدك للطريق الصحيح لتخطي العقبات والوصول لأهدافك المرجوة.