لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد
قديماً كان يُعتقدُ أنَّ كثيرًا من الأمراضِ تأتي في الغالبِ من قلّة العناية بالغذاء ونظافته، ممَّا دفع الناس للمبالغة في معالجة أطعمتهم وغليها ونقعها بالماء الساعات الطوال وزيادة تعقيمها، ولم يكونوا يعلمون أنّ مع كلّ عمليَّةِ معالجةٍ غير سليمة يُجرُونها على الأطعمة يتم تغيير خصائصها وتدمير معظم الفيتامينات المكوّنة لها وبالتالي خسارة الكثير من فوائدها المطلوبة لصحّة الإنسان، إلى أن تمّ في أوائل القرن العشرين اكتشاف العلماء لمركبات الفيتامينات والمعادن وتبين أنها مركَّباتٌ لا غنى عنها لكثيرٍ من وظائف الجسم.حيث يحتاجها الإنسان بكميّات قليلةٍ تصل إلى أجزاء من الميلّي غرام و النانوغرام والمايكروغرام، ولأنّ أجسامنا لا تستطيع تركيبها بنفسها لذلك نحصل عليها من الغذاء والنبات وأشعّة الشّمس، كما اكتشفوا أن فقدانها أو نقصانها في أجسادنا سببٌ للكثير من الأمراض والأعراض والمشاكل الصحيّة كأمراض كانت منتشرة بكثرة منذ زمنٍ ليس ببعيد منها الكساح والأسقربوط وغيرها.مُرَكَّبَاتٌ صغيرةٌ تثيرُ قلقًا كبيرًا
وبعد هذه الاكتشافات وتطوُّر علوم الأغذية بدأ العلماء يهتمون أكثر بالفيتامينات والمعادن كما اهتموا بتعوضيها صناعياً لمحاربة بعض الأمراض والعوارض، ومع ازدياد الوعي الصحي انتقل هذا الاهتمام للنّاس وأصبح تغطية احتياجاتهم من الفيتامينات والمعادن هاجس سيطر على حياتهم اليومية. فكان هذا الاهتمام فرصةً لكثيرٍ من الشّركات لزيادة أربحاها ومبيعاتها ، فقد ازدادت مبيعات المكمّلات الغذائيّة لتصل في عام 2019 إلى 123.28 بيليون دولارًا عالميًّا وكان النصيب الأكبر من هذه المبيعات للفيتامينات والمعادن فبات قسم المكمِّلاتِ الغذائيَّةِ قسمًا كبيرًا وهامًّا في كثير من المحالِّ، فلماذا هذا الاهتمام الكبير ببيعها وشرائها؟هل هناك فعلًا توصياتٌ طبيًّةٌ تنصح بتناول المكملات الغذائية؟ هل بات طعامنا خاليًا من العناصر الغذائية لدرجة أننا نعيش على ما يعوضها صناعيًّا؟ففي دراسةٍ قام بها فريق بيلي للتوحد عن سبب تناول الأمريكيين للفيتامينات المتعددة وذلك عن طريق جمع بيانات ما يقارب 12000 شخص بالغ شاركوا في المسح الوطني الأمريكي لفحص الصحّة والتغذيّة من عام 2007 إلى عام 2010 أوجدت الأبحاث أن 45% من الأشخاص تناولوا الفيتامينات لاقتناعهم بأنَّها ستحسِّن من صحتهم و33% تناولوها ليحافظوا على صحتهم بينما 23% فقط كان قرارهم لتناولها معتمد على نصيحة الطبيب.وعلى الرغم من عدم وجود توصياتٍ طبيّة وعالميّة واضحة بتناول المكمّلات الغذائيّة والفيتامينات بأشكالها المتعدّدة كالحبوب والمسحوق وغيرها ووجود الكثير من الدراسات التي تنفي تأثير هذه الفيتامينات إيجابًا على الصّحة وضعف الدراسات التي تخالفها فإنَّ منتجات المكملات الغذائية باتت تجارة رابحة جدًّا ويتم بذل الكثير من الأموال على إنتاجها فمن السهل إقناع الناس بضرورتها وبأنها تحسّن من صحتنا بعبارات وطرق تسويق مُضلِّلة ومربكة للكثير.فالمكمِّلات الغذائيَّة تصنّف عالميًّا كمادّة غذائيّة ولا تخضع لرقابة إدارة الغذاء والدواء الأمريكيّة "FDA" فيمكن عرضها في السوق وبيعها دون أن يتمّ فحصُ مكوناتها فهي تصنّف كمنتجاتٍ آمنة نوعًا ما ولا تسبّب الضرر، وتستطيع الإدارة سحبها من الأسواق فقط في حالِ عُرِفَ بأنها غيرُ آمنة، ولكن وجب الحذر منها في بعض الحالات بحسب تصريح ال اف.دي .اي "FDA" الموجود على موقعهم الرسمي وهي:- تناول أكثر من منتج من المكملات الغذائية مع بعضها.
- تناولها مع الأدوية الطبية سواء أكانت بوصفة طبية أم بدون.
- تبديل الأدوية الموصوفة من قبل الطبيب بمكمّلات غذائيّة.
- تناول كميّاتٍ كبيرة أو التعرُّض لجرعات عالية منها وبالذات مع فيتامينات مثل (A,D,K,E) والحديد، فإذا كنت تأخذ حاجتك من الفيتامينات عن طريق الغذاء وتتناول المكمّلات الغذائيّة من الممكن أن تتعرّض لجرعات عالية تأثير بعضها يكون خطيرًا.