لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد
الثقة بالله بأن تؤمن بأنه لا شيء مستحيل عندما يكون الله بجانبك، وبأنه إذا قال لأحلامك بيوم ٍ من الأيام كن فيكون، لأنه وحده القادر على كل شيء، وهنا تكمن الثقة بالله بأن تتوكل عليه بكل أمورك وتثق به. والعكس صحيح، عدم ثقتك بالله وتوكلك عليه يكون نابعًا من عدم ثقتك بنفسك، وعدم الثقة بالنفس يؤثر سلبًا على مجريات حياتك دون أن تشعر، فتتعامل مع كل ما يصادفك من شتى الأمور بسلبيةٍ وتشاؤم. ولكي تخرج من هذه الدوامة عليك أن تتعلم كيف تثق بالله لتنجح.
كيف أقوّي ثقتي بالله؟
1 ـ بداية الثقة: أن تؤمن باستجابة دعائك
لكلٍ منا طريق يشقّه بالحياة، والمتعارف عليه بأن لكل طريقٍ صعاب، فإذا كنت في بداية مشوارٍ لحلمٍ ما تسعى لتناله ووجدت الطرق مسدودةً أمامك لأسبابٍ عدة قد تجهلها، فالجأ للتضرّع والدعاء إلى الله، وأن تحرص على عمل الأسباب الملبية للدعاء.
فثقة العبد بربّه تجعله واثق من استجابة دعوته، وأن لا تسمح لنفسك بأن يتملّكها الإحباط، فالشعور باليأس لا ينبع إلا من وساويس الشيطان ليسد عليك الطرق ويُنهي حلمًا تمنيته، فاجعل ثقتك بالله بأن تواجه صعابك بإيجاد الحلول لأي مشكلةٍ تواجهك، وبأن تقوّي نفسك وتشجّعها وتخبرها بأن الله معك ولن يتركك.
وبأنه سيحقّق لك ما تتمنى، ليس لأنك الأفضل بل تقول لأن الله كريمٌ وبصيرٌ بالعباد، وأنا أطمع بكرمه بأن يُيسّر كل أموري، وبأن نتذكر الآية الكريمة في قوله تعالى: {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون}.
2. الثقة بالله هي الانقياد المطلق له
عندما تثق بربك ومن ثم نفسك، ويصبح بداخلك إيمان حقيقي فستشعر حينها بتوكلك على الله بكل شؤونك. والتوكّل معناه بأن يعلّق العبد قلبه بالله تعالى وأن يؤمن بأن النافع هو الله، وأن يقطع تعلقه بالعباد، فهم لا يملكون له ضرًا ولا نفعًا، وأن لا يلهث وراء وعودهم، بل يطلب من الله فقط ما يريد، والتوكل على الله هو من أعظم الأسباب الجالبة للرزق.
ويكفي الله العبد همومه بتوكّله عليه، حيث أن العبد الذي يتوكل على العباد بقضاء حوائجه وأمور حياته بالدنيا، فقد يرفع الله عنه صفة التوكل عليه، لأن التوكل على الله حقًا صفة من صفات عباده الصادقين وسبيل المخلصين له، لذلك يجب اعتماد صدق القلب بالتوكل على الله تعالى، ولو تعلم العبد أن يطلب من ربه فقط لحُلّت مشاكله وتيسّرت أموره، لأن سريرة قلبه هنا أيقنت بأن الله هو وحده المسخّر للعباد والقادر على كل شيء ليس سواه.
3 ـ الثقة بالله في تفريج همومك
الحياة متقلبة ومليئة بالهموم والمشاكل، ولا يخلو بيت من المِحن والكربات، وقد يتعرض الإنسان للأزمات في حياته أو أهله أو مصدر رزقه أو أولاده، فالثقة بالله بتفريج الهموم هي أن يدرك العبد بأن أقدار الله كلها خير، وأن الله له الحكمة بكل ما قُدّر له، وعليه أن يتحلى بالصبر على الشدائد، وأن ما بعد الشدة إلا الفرج، وما بعد العسر إلا اليسر، فعلى المؤمن أن يحتسب المصائب عند الله ويصبر، وأن يتحلى باليقين بخالقه سبحانه وتعالى ويلجأ له.
4 ـ التفاؤل وحُسن الظن
من ظن بالله خيرًا ما خيّب الله ظنّه أبدًا، وحسن الظن بالله هو التفاؤل دومًا بكل أوقات حياتك، والثقة بالله والتفاؤل تبثّ بالقلب روحًا وطاقة وأمل لا ينفث من رحمة الله، بأن أمانيه ليست ببعيدةٍ عنه، ويرى الأشياء سهلة المنال، والإنسان المتفائل ينجح في توسيع دائرة علاقاته الاجتماعية، والصداقات مع من حوله في العمل أو الجيران، ويصبح تفكيره مرنًا بمختلف أمور حياته، ويشعر دومًا بالسعادة تملأ قلبه وعقله، ولا يتأثر بالسلبيات التي تدور من حوله، حيث أن تفاؤله يدفعه إلى العمل بجهدٍ وإخلاص.
وهناك مقولة تقول: "لقد وجدت أن نصيب الإنسان من السعادة يتوقف غالبًا على رغبته الصادقة في أن يكون سعيدًا"