لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد
هل تعمل في مكتبٍ يعجّ بالملصقات التحفيزيّة؟ كما تعلم، فتلك الملصقات التي تحتوي صورًا للجبال مع عبارات مثل: “غالبًا ما تؤدي الطرق الوعرة إلى وجهاتٍ جميلة” و”لن تفشل حتى تتوقف عن المحاولة”. إنها جميلة، لكنها تسبب الإحباط للموظفين.
أمور مثل “كل جثّةٍ هامدة على جبل إيفرست تنتمي لشخصٍ يملؤه الحماس” و”عمل الفريق: هو ضمان أنّ عملك الشاقّ يمكن أن يخربه عدم كفاءة زميلك”. إن كنت تعمل في مكتبٍ تشعر فيه بأنك محبط، أو أنك المدير –أو مدير الموارد البشرية– لفريقٍ ينقصه التحفيز والحماس، فقد تتساءل ما الجانب الذي أخطأتَ فيه.
أربعة أسبابٍ شائعة لثبوط همم الموظفين
رواتب منخفضة أو غير منصفة
يمكنك أن تدفع لموظّفيك فوق سعر السوق، لكنك ستظل مثبطًا للموظفين إن لم تكن هيكليّة الدفع لديك عادلة ومُنصفة. إن كان سليم وسناء يقومون بوظائف متشابهة، يجب أن تكون رواتبهم متماثلة، وعليك أن تكون قادرًا على توضيح سبب إمكانية وجود فروقات بين رواتبهم.
لن تكون هنالك مشكلة لو كانت سناء تكسب مالاً أكثر لأن لديها خبرةً إضافيّة وتقييمات أداء أعلى. لكن ليس مقبولاً أن تكسب هي مالاً أكثر فقط لأنها أنثى وأنت تحاول تعويضها عن التمييز الجنسيّ في الماضي.
كيف يمكن معالجة هذه المسألة؟
عليك كمدير الموارد البشرية العمل على تدقيق الحسابات قبل الدفع بانتظام. في كل مرةٍ توظّف أو تُرقّي فيها شخصًا داخل الشركة، ألقِ نظرةً على الرواتب واحرص على أن تبدو المبالغ متساوية وعادلة. راقب معدّلات السوق للرواتب حتى إن لم يكن لديك تغييرًا في الموظفين.
المتنمّرون في مكان العمل
الذهاب إلى الدوام أمرٌ شاق كفايةً حتى لو كنت توفّر لموظفيك بيئةً ممتعة، لكن إن كان لديك متنمرًا في الشركة أو القسم، قد ترى أنه يستصعبون التشوّق للعمل ككل. يمكن لهذا أن يحدث حتى وإن كان العمل فعليًا مُرضٍ للموظفين وهو بالضبط ما يرغبون في فعله. يمكن للمتنمّر التواجد في أي مرحلةٍ واستفزاز أي مستوى. يمكن للرؤساء الخوف من متدربٍ كما يخاف المتدربون من رؤسائهم بالضبط، والتنمر لا يعرف جنسًا.
كيف يمكن معالجة هذه المسألة؟
التنمر، ما دام غير موجه إلى فردٍ معين بناءً على تصنيفه المحميّ، فهو قانونيّ. لكن صحته قانونيًا لا تجعل منه صحيحًا. عليك إنشاء وتنفيذ سياسة عدم تسامح على الإطلاق. لا ينبغي مضايقة أحد أو إزعاجه، أو جعل حياة أحدٍ آخر بائسةً عمومًا. على مدير الموارد البشرية HR أن يبذل كثيرًا من الجهد لتحديد منبع التنمّر ووضع نهاية له –ورغم ذلك، فقد أتقن المتنمّرون حِرفتهم منذ أيام المدرسة الابتدائيّة– لكن هذا أمرٌ بالغ الأهمية إن كنت ترغب في تحفيز الموظفين بدلاً من إحباطهم.
الفوضى
عندما لا يعلم الرئيس ما الذي يحدث، أو يوكل شخصين بمهمةٍ واحدة وينسى إيكال المهمة الأخرى، يصبح العمل مجهدًا ومثبطًا لعزيمة الموظفين. إن كان أحد الموظفين غارقٌ في العمل والآخر يقضي نصف يومه على يوتيوب، فربما يكون الموظف الثاني متكاسلاً، لكن ذلك التّفاوت في الاجتهاد قد يكون نتيجةً للفوضى وعدم التنظيم، ولأن مسارات العمل ليست فعّالة.
كيف يمكن معالجة هذه المسألة؟
الفوضى مسألةٌ معقّدة جدًا لأن لديها عدد لا يُحصى من الأسباب الضمنيّة. قد يحتاج المدير مشتت الذهن إلى مساعدٍ إداريّ ممتاز للمواكبة على نفس المسار الصحيح. أو إذا تراجعت مسارات العمل وخلّفت فوضًى غير منظّمة بين الأقسام، فقد تحتاج لإعادة صياغة كيفية تفاعُل الأقسام مع بعضها البعض.
مفتاح حل عدم التنظيم كمسألةٍ تثبّط من عزائم الموظفين هو اعتبارها مشكلة والعمل على إصلاحها. تذكّر أن تسأل الأشخاص الذين أثّرت بهم هذه المشكلة بشكلٍ مباشر فقد يمتلكون أفضل الأفكار لكيفيّة إصلاح هذه المشكلة.
قواعد العمل الصارمة
بعض المُنظّمات –بطبيعة الحال– بحاجةٍ إلى قواعد صارمة. فإن كنت تعمل مع مواد كيميائية خطيرة على سبيل المثال، سيتوجب على كل موظف اتباع كل بروتوكول بدقة. لكن في حالاتٍ أخرى، ليست التوقّعات والقوانين المعيّنة ضروريةً.
إن كنت تخصم من عطلة موظّفتك المُعفاة عندما تغادر بأبكر من الموعد المحدد بثلاثين دقيقة يوم الثلاثاء، مع أنها عملت لمدة 45 ساعة هذا الأسبوع، فأنت تحبط الموظفين. عندما ترفض طلب موظفٍ للعمل من المنزل لمجرّد أنك لا تحب أن يعمل موظفوك في مكانٍ لا يمكنك رؤيتهم فيه، فأنت تحبط الموظفين.
كيف يمكن معالجة هذه المسألة؟
الموظفون اليوم يريدون المرونة. وهم يعلمون أن الجداول المرنة متاحةٌ في شركاتٍ أخرى، لذلك عليك أن توفّرها لهم أيضًا إن كنت تريد الاحتفاظ بأفضل الموظفين. ألقِ نظرة على الجهد والاهتمام المطلوب لإنجاز العمل، ولا تقترب كثيرًا من اختيارات الخطوط لدى الناس، سواءً كانت ساعتهم تدق في تمام التاسعة أو في التاسعة وثمان دقائق، أو إن كانوا يستمعون للبودكاست (المذاع الصوتي) أثناء العمل أم لا. تحتاج الموارد البشرية إلى تدريب المديرين على النظر إلى الأماكن التي يمكنهم فيها توفير المرونة بدلاً من التقصير والرفض.
يريد الموظفون أن يحبوا وظائفهم. وأنت تريد أن يحب موظفوك وظائفهم. وحينما تعمل على تحقيق هذه التوقعات، سيكون لديك موظفون متحمسون. وإن فشلت في القيام بذلك، وستجد الإحباط متفشيًا بين الموظفين.