لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد
يعد الغذاء هو السبب الأساسي في الحياة بالنسبة للبشر على كوكب الأرض، وعلى الرغم من كل التطور العلمي والتكنولوجي الذي وصلت إليه الأبحاث والعلوم إلا أن هناك العديد من الدول والمناطق حول العالم التي تعاني من المجاعات، وذلك لأن هناك نقص كبير في الغذاء والموارد الغذائية خاصة المنتجات الزراعية وكذلك المياه.
وعلى الرغم من النماذج التي يجب أن ننظر إليها وتجعلنا نتعامل بشكلٍ أفضل مع الغذاء إلا أن هناك دول كبيرة وكثيرة في العالم لا تعرف كيف تتعامل مع الموارد الغذائية وهو ما يعني أنه يتم إهدار كميات كبيرة من الأطعمة والأغذية، وهو ما يجعل هذه الدول بحاجةٍ إلى إعادة نظر في طرق الاستهلاك الغذائي.
وحين نتحدث عن ترشيد الاستهلاك الغذائي نقصد في المرتبة الأولى حُسن التعامل مع الموارد الغذائية وتجنب إهدارها وتوفير كميات من هذه الموارد للأوقات الصعبة أو للمجتمعات الأقل حظًا.
أهم الطرق التي يمكن أن تتبعها الدول لترشيد الاستهلاك الغذائي
أولًا : موازنة الاحتياجات مع الكميات
يجب أن يكون هناك حرص وتركيز أثناء شراء المنتجات الغذائية، فعمليات الشراء لا تتم بطريقةٍ عشوائية، ولكن يجب أن تتم وفقًا لعدد أفراد كل أسرة وأن تراعي كل أسرة على أن تشتري ما ستحتاجه فقط خاصةً من الخضروات والفواكه، حيث أنها تفسد سريعًا.
ثانيًا : نشر الوعي بأهمية الترشيد الغذائي
يجب أن تتبنى وسائل الإعلام مهمة نشر الوعي حول ترشيد الاستهلاك الغذائي، وكذلك توعية الناس حول مشكلات الغذاء حول العالم والمجاعات المنتشرة في أكثر من دولةٍ حول العالم، وكيف يجب أن تتظافر جهود الدول الغنية حول العالم من أجل حل هذه المشكلة.
ثالثًا : رفض الإفراط والتبذير
حيث أن هناك ثقافة استهلاكية تجعل الكثيرين يفرطوا في شراء المنتجات وحتى استهلاكها، فالأسرة يجب أن تكتفي بعدد أطباقٍ محدود في كل وجبة، فلا داعيَ للكثرة والتبذير و تعديد الأصناف على طاولةٍ واحدة.
رابعًا : الحد من الحملات الترويجية
يجب أن يكون هناك رقابة على ما يتم نشره وبثّه عبر شاشات التلفزيون من حملاتٍ إعلانية وترويجية، خاصةً الحملات التي تتعلق بالمنتجات الغذائية وخاصةً الغير أساسية منها، يجب ألا ندع هذه الحملات تحفّز الجمهور طوال الوقت من أجل شراء منتجات لا قيمة لها ولا فائدة منها للمستهلكين.
خامسًا : المساعدة
من المهم أن يكون هناك اتجاه مجتمعي مَعني ومهتم بالمساعدة في الأزمات العالمية وعلى رأسها المجاعات التي تحدث في دول العالم المجاورة، وبالتالي يمكن أن يتم تشجيع الناس في المجتمع على التبرع والبذل من أجل الآخرين، فيجب أن نشجع الطلبة في المدارس والجامعات والعاملين في الشركات والمؤسسات الكبرى على المساهمة ومساعدة المحتاجين.
أخيرًا .. يجب أن يعي الجميع أن مسألة استهلاك الغذاء وعدم إهداره هي مسألة أمن مجتمعي، فالعالم بكل ما يحدث فيه من حروبٍ ومشكلات وكوارث سواءً طبيعية أو من صنع الإنسان تعني أن العالم في خطر، وأننا بحاجةٍ إلى تغيير الكثير من الثقافة حول الكثير من القضايا الهامة التي تدور حولنا في العالم.
يجب أن نتعلم ونعلم أولادنا أننا جزء من العالم وأننا لا بد أن ننشغل بما يحدث حولنا وما يعانيه الآخرين من مشكلات، فنحن نعيش في عالمٍ واحد ولا بد أن نعتني جميعًا بهذا العالم وأن نهتم بما يحدث فيه من مشكلات.
لا تتوقع أن أطفالك صغار أكثر من اللازم ليعرفوا ما يحدث في العالم، يجب أن نعد أولادنا ونمنحهم ما يحتاجوا لكي يفهموا مسؤولياتهم تجاه العالم والقضايا الهامة التي تدور من حولهم، فبهذه الطريقة نجعل الأجيال القادمة لديها القدرة على العطاء والتفاعل الاجتماعي مع البيئة المحيطة بهم، وألا يصبحوا نماذج أنانية ومتمحورة حول ذاتها فقط ولا تلتفت إلا لما يشغلها فقط.
العالم ملكنا جميعًا ونحن جميعًا مسؤولون عنه.