لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد
يرى عبدالرحمن المشايخ مؤلف كتاب "الأزمة العاطفية الأعراض والأسباب وطرق العلاج” بأن البعد الوجداني يقف خلف كل الأزمات العاطفية وحتى المشكلات ذات الطابع السياسي إذن الأزمات العاطفية ليست بالأمر السهل أو البسيط وهي ليست شأناً من شئون الترف الإنساني، بل هي جوهر مشكلات المرء في الحياة.
ويذكر بأن هنالك ما كتب عن الطريقة التي يدير بها الفرد مشكلاته الاقتصادية والاجتماعية والأسرية والإنسانية في الوقت الذي ينظر فيه إلى المكاملات العاطفية على أنها حالة من حالات الترف الإنساني من العيب أن تطرح أو تناقش وهذا من وجهة نظر “المشايخ” رؤية قاصرة للأمر، فالحالة الوجدانية للفرد تؤثر على أدائه وأسلوب إدارته لكافة أنشطة حياته، وقد تكون مقدمة أساسية لوقوعه في العديد من المشكلات والأزمات، فالحالة الوجدانية المضطربة تؤثر سلبياً على نجاح الإنسان في إدارة مواقف الحياة المختلفة ليخرج من كل موقف بمشكلة.
ويختلف الأمر عندما يعيش الفرد حالة وجدانية إيجابية ومستقرة حيث ينضبط إيقاع حياته وطريقة إدارته للمواقف المختلفة، وقد تساعده هذه الحالة على تجاوز العديد من المشكلات وتخطي كل ما يمكن أن يواجهه من أزمات في المواقف اليومية. فالاستقرار النفسي والعصبي يجعل الإنسان أكثر مرونة وأكثر ذكاء وأكثر هدوء في مواجهة أية مشكلة أو أزمة.
من أنواع الأزمات العاطفية
1. أزمة عدم الفهم
الأزمة العاطفية حالة إما ان تكون من عدم الفهم لحظة أن يكتشف فيها أحد الأطراف بأن الآخر لا يفهمه. إلا أن الأزمة لا تأتي فجأة بل هي تراكم لبع المواقف من الطرف الآخر إلى حد الانفجار.. فتقع الأزمة.
2. أزمة الروتينية والملل
الملل يأتي نتيجة لعدم التجديد، والإنسان يحن دائماً إلى الجديد حتى وإن كان الجديد هو الأزمة العاطفية نفسها! فتحرك المياه الراكدة وتكون محطة انطلاق جديدة إلى آفاق رحبة وفي نفس الوقت قد تكون محطة النهاية.
3. الأزمة وسهم العذول
قلب العذول خنجر مسموم، على سبيل المثال أن يتدخل أحد في حياة الزوجين وينجح في قطع خطوط الوصل والاتصال فيما بينهم لتبدأ أكثر الأزمات العاطفية شراسة. فالآخرين قد يتسببوا في خلق أزمات تعصف بعلاقتكما، وقد يفعلون ذلك حقداً أو حسداً، وما أكثر من لا يرضيهم أن يبصروا السعادة وطيور الحب ترفرف بأجنحتها حول من ينشدون لحن الحب.
وتستفحل الأزمات عندما يجد أذناً صاغية من أحد أطراف العلاقة فيسمع مقالة الحقد والحسد وينساق وراها ويصدق في حبيبه ما يقال فتتوتر علاقته به وتحدث الأزمة. وربما إذا أفاق من غيبوبة سأل نفسه كيف كان لي أن أصدق وكيف أسلمت عقلي ونفسي لهذا الآخر الذي صب في أذني سمومه.
4. أزمة اطفال
إن الأطفال سر من أسرار الأزمات العاطفية بين الزوجين، وبقدر ما يكون الأبناء سبب بقدر ما يكونون ضحايا لها، ومن الأحوال التي ترتبط فيها الأزمة العاطفية بالأطفال هي عدم وجود أطفال، أو الإنجاب السريع، أو كثرة الأولاد.
5. أزمة رفاهية
ويقصد “المشايخ” بالرفاهية هنا بمعناها الأكثر شمولاً كحالةٍ من حالات الاسترخاء الإنساني في كافة جوانب الحياة. فالبعد الاقتصادي يعد جانباً واحداً من جوانب الرفاهية وليس الجانب الوحيد، فالرفاهية حالة عامة من الاسترخاء الناتجة عن غياب المشكلات، إلا أن الإنسان الذي يريد الشيء فيجده يصاب بالملل.
أسبابها
الأزمات العاطفية شر لا بد منه فلا تكاد علاقة تنجو منه وأبرز الأسباب هي افتقاد الفهم وضياع لغة الحوار بين المحبين وإحساس كل فرد منها أنه في عالم والآخر في عالمٍ ثانٍ، وأن المثال قد سقط وبأنه يرى شخصاً آخر غير الذي أحبه.
تحتدم الأزمة عندما تتراكم الصغائر فتتحول إلى كبائر تضرب بالعلاقة وتنفجر على إثرها الأزمات العاطفية المهلكة فطالما سمعنا عن أزمات تحدث بين الأزواج المحبين لمجرد أن أحدهما لم يجامله مجاملة رقيقة في موقف معين.
3 محطات أساسية للتعامل مع الأزمات
1- محطة التفتيش عن أسباب الأزمة.
2- محطة الاعتراف بالسبب الذي تم اكتشافه.
3- محطة التصحيح التي يعود بعدها قطار الحب إلى الانطلاق مرة ثانية متجاوزاً الأزمة.
حل الأزمات العاطفية
في حال بداية الأزمة يكون التفتيش عن أسباب الأزمة في الذات، في الزوج في طرف ثالث. ومن ثم الاعتراف بالأسباب القائمة، فالبعد عن سياسة النعامة والعودة إلى التوازن والاستقرار، ثم التصحيح الذي يتطلب الشجاعة، والمصارحة خصوصاً إذا تعلق أمر الأزمة وسببها بالطرف الآخر وليس بالذات، في هذه الحالة يتطلب الأمر المصارحة والصدق في كشف الأسباب أمام هذا الطرف من أجل تجاوز الأزمة.. وأخيراً حل الأزمة.
وفي النهاية هنالك مؤشرات للأزمة العاطفية منها الندية والاغتراب الذي يتطلب المرونة في التفكير والتشاور في صناعة القرار والتعاون عند الاتفاق والعذر عند الاختلاف بالإضافة إلى قبول سياسة الحل الوسط. يرى “المشايخ” بأن كتابة دليل للسائرين على الأشواك الباحثين عن حل لأزماتهم العاطفية أياً كانت نوعية هذه الأزمة.