لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد
في حين أن جميع المواقع و القنوات و الجرائد تصور رمضان لهذه السنة بالرمضان الصعب أو أصعب الرمضانات بسبب الجائحة التي تحتل العالم و أزمة كورونا ..إلخ، إلا أني أحب أن أصفه في مقالي هذا بالمنقذ أو الفرصة الذهبية!نعم لطالما كان شهرنا الفضيل هذا هو منقذٌ لنا، و بالخصوص في هذه السنة الصعبة التي أنهكت العالم أجمع وليس وطنًا أو أفرادًا بعينهم بل ساوت بالعالم كله وأخذ الجميع نصيبهم.يقول الله تعالى: "إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ" [الرعد:11]، وهي آية عظيمة تقول بأن الله تباركت عزته وتعالى بكامل عدله وحكمته لن يبدل ما بقوم من حال أيًّا كان؛ حتى يغيروا ما بأنفسهم، فإن لم يكونوا في صلاح واستقامة غيّر الله أحوالهم فيريهم عجائب قدرته في العقوبات والنكبات والشدائد، أما في سورة الأنفال فيقول تبارك وتعالى: "ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ" [الأنفال: 53]. يقولها رب العزة ويصف الأقوام وإن كانوا يعيشون في رخاءٍ ونعم، فالله قادر على قلب الموازين ما لم يتغيروا ويحسنوا ويستقيموا.[7 قيم يمكنك أن تفعلها في رمضان مع طفلك]الاختلاف لنستقيم، لا لنميل
رمضان هذا مختلف، أتفق معكم ولكن لنجعل هذا الاختلاف لصالحنا، أغلقت الأسواق فلن تشغلنا عن إطالة السجود، فضّت التجمعات فلن تردعنا عن ترتيل القرآن وختمة مرة وعشر، وأوصدت الأبواب ومُنعت "مسابقة تبادل الأطباق" ويا لها من فرصة لنبقى في منازلنا ونهب سفرتنا العائلية أجمل وألذ الأطباق بجو يملؤه الحنان. رمضان هذا مختلف حقًّا، ولكنه اختلاف خير لإن إيماننا بالله قوي ويقيننا بأن هذا الشهر سيكون فاتحة خير لنا يقينٌ تام برب العباد وقدرته التي تفوق كل تصور بشري وتعلو على كل قدرة، ثقوا به فقد قال: "لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا" [الطلاق: 1].الصعوبة في رمضان هذا، تكمن في إغلاق المساجد خوفًا من تفشي الوباء في مجموعات المصلين، في الجهة المقابلة يا لسعد حظنا سيؤمنا رجالنا وسنصلي جماعة في بيوتنا، ستقولون الصعوبة في التراويح التي لن نذق حلاوتها هذا الشهر، وأقول وأين المشكلة إن صليناها بمنازلنا بخشوع الأئمة وترتيلهم وقنوتهم، وستقولون وبيت الله، لن تستطيعوا له صبرا، وأقول لكم فيها حق فوالله لأنها كبيرة، ولكن ما سيصبرنا عليها قوله العزيز: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ" [آل عمران: 200] فلنصبر حتى نفلح ونصابر حتى نفلح ونُرابِط ونتقيه حتى نفلح، وما هو الفلاح؟ الفوز بسعادة الدنيا ونعيم الآخرة، وأي فلاح ترجون بعد ذلك؟[التعامل مع الحالة النفسية في رمضان وفي ظل كورونا]الطريقة الأمثل لاستغلال رمضان مع الأزمة العالمية
إذًا كيف سنستغل رمضان هذا العام ليغير الله حالنا لأحسن حال؟ بقوله تعالى: "قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ …….. وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ" [المؤمنون:١-٩].- لنصلي كما لم نصلِّ من قبل، لا أعمال تشغل بالنا، ولا زيارات تحول بيننا وخشوعنا ولا خطط لتجمعات وغيرها، لماذا لا نستغل رمضان هذا العام لنخشع ونصلي مثلما لم نصلِّ من قبل؟ لنجعله عام تغيير في حياتنا ولنبدأ بالصلاة.
- لنعرض عن اللغو، لنبتعد عن الغيبة والنميمة والكذب والتلفيق ونشر الشائعات، ولنهذب أنفسنا ونؤدبها. صدّق من قال: إن المحن تأتي بالمنح، فقد وهبنا الله رمضان دون تجمعات ليدحض النفاق والكذب، وسيفلح من يستغله ليتغير للأفضل.
- أدوا الزكاة فإنها ركن من أركان الإسلام، عفُّوا أنفسكم وخافوا الله في أنفسكم و أهليكم، أدوا أماناتكم وما عاهدتهم عليه الله وعبيده، ولأهمية الموضوع نعود للنقطة التي بدأنا عندها، صلوا يرحمكم الله ويبدل حالكم لأحسن حال، صلوا لعلكم تفلحون.