Loading Offers..
100 100 100

رحلة الى التخلص من الذكاء: مراجعة رواية /كيف أصبحت غبيًا؟/

لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد

اسم الكتاب: كيف أصبحت غبيًا.الكاتب : مارتن باج.دار النشر المترجمة: المركز الثقافي العربي.عدد الصفحات :160 صفحة.تحكي الرواية قصة شاب مثقف و واعٍ، متحصل على عدة شهادات، ينظر إلى الأمور بعمق بينما يمر عليها الآخرون مرور الكرام، لربما كان ذلك بنظره مصدر شقاء: إذ أن مجموع الافكار و المشاكل التي يحظى بها لم تجعل منه سوى شابًا حزينًا و شقيًا ملقً على هامش الحياة.كان إنطوان من ذاك النوع من الناس -الذين نادرًا ما نصادفهم- ممن لا يغيب ضميره عن أي عمل يقوم به، حيث كان لا يشتري شيئًا يتبع صانعه عمالة الاطفال و لو كلفه الأمر أن يبيت جائعًا أو عاريًا و يرى بداية اليوم مصيبة تذكره بمعاناة المضطهدين.كان يظن أن حزنه يكمن من عمق تفكيره و إدراكه مما دفعه لأن ينسى مسألة العيش حرًا، وأن ينجرف مع التيار و يكون واحدًا من القطيع!أراد أن يحظى بحياة إجتماعية حيث ذكر الكاتب
"يكفي من حدة النظر التي منحته صورة رديئة عن العلاقات الانسانية، يريد أن يعيش لا أن يعرف حقيقة الناس، أن يعيش فقط!"
الشيئ الذي أثار انتباهي، أن كل محاولة لانطوان أن يصبح غبيًا كانت تتم بطريقة ذكية، حيث قرأ و بحث و انضم لدورات تعليمية ليتقن السُكر و الانتحار. لكن انتهى به المطاف ان يكون سكيرًا بين ثنايا المشفى، و تراجع عن الانتحار لأنه حتى ولم يرد العيش، فلا يريد أن يموت! كان يريد أن يعيش فقط دون تعقيد و لا تفكير، أليس من الظلم أن يكون ذلك صعبًا؟!و يرى الكاتب أن الذكاء ميزة يتقاسمها الناس دون تمييز، إذ أن الأستاذ والصيّاد، الكاتب والكاتب كلهم يتشاركون في الذكاء ذاته، وأن الشهادة ليست معيارًا للذكاء، فقد نجد مجموعة من الراشدين يفهمون الحياة دون شهادة، إذ أن شهادتهم مكتسبة من مدرسة الحياة ذاتها. و دعّم وجهة نظره باقتباس يقوله مايكل هير :
إن غباء المرء لا ينبع من افتقاره للذكاء و انما من غياب شجاعته.
إنطوان يعتقد اعتقادًا راسخًا أن نزاهته الفكرية تمنعه من الانخراط في المجتمع فكان كقطرة زيت في اناء ماء، منعزل عن العالم رغم انغماسه فيه.بعد محاولة أنطوان ليصبح غبيًا، حقق ثروة كبيرة حين أصبح سمسارًا بمساعدة صديق قديم، إلا أن ثروته الحقيقية كانت أغلى من كل شيئ يملكه، ألا وهم أشباه انشتاين (أصدقاؤه).و في النهاية، انطوان لا يمكن أن يزيف شخصية جديدة، كان عليه اذا ان يستمتع بحياته بطريقته ذاتها، أن يندمج مع المجتمع و يملك مع نزاهته الفكرية ذكاءًا اجتماعيًا.أحببت الرواية كثيرًا، تركز على الأشخاص اللامنتميين، الملقون على هامش السعادة فقط لأنهم تعمقوا أكثر مما يجب و فكروا أكثر مما يجب دون أن يملكوا دليلًا لاستعمال ذكائهم في أشياء مفيدة، ترينا الرواية أهمية الثبات على المبادئ، والاصرار على الهدف و الضمير الحي.

تابع قراءة عشرات المقالات الملهمة على زد

ربما تستفيد من هذه المواضيع كذلك :

تعليقات الفيسبوك
0 تعليقات المدونة

تعليق الفايسبوك

01ne-blogger

إرسال تعليق

Loading Offers..