Loading Offers..
100 100 100

ما الذي أضافه الفن إلى حياتي؟

لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد

البعض يعتبر الرسم حرفة أساسية يقتات منها، خاصة إذا كان الرسام ذا إنتاجية عالية ويهوى الرسم بشكل كبير بحيث إنه يقضي جلّ وقته متفرغًا للرسم أو مطالعة ما جدّ على الساحة الفنية، فهو لا يرى لنفسه وظيفة أو مهنة إلا أن يمسك بالفرشاة أو القلم ليرسم ويبدع ما شاء من لوحات،  في المقابل هناك فريق من الناس ينظرون للرسم على أنه هواية فقط لتفريغ ما في النفس وملء وقت الفراغ، وتزيين المنزل باللوحات أو إهداء الأقارب رسماتهم، لذا فإنهم يعتبرون أن هوايتهم تنتهي عند هذا الحد فهم لا يفكرون في بيع لوحاتهم أو الدخول إلى سوق العمل كرسامين، ومهما تكن من الصنف الأول أو الثاني فإنني أود إخباركم بتجربتي في ممارسة الرسم بالأكريليك وما أضاف ذلك لحياتي.

بداياتي مع الرسم

في البداية كنت أمارس الرسم بشكل طبيعي في المنزل عندما كنت طفلة، ثم ما لبثت أن التحقت في المدرسة وأصبحت أتلقى كغيري من الطالبات حصص التربية الفنية، وشعرت بانجذاب كبير إلى ما تمليه علينا الأستاذة من مواضيع مختلفة في الفن، ووجدت نفسي كثيرًا في هذا المجال حتى تعدى الأمر إلى الأشغال اليدوية كالتطريز والكروشيه وأعمال الصوف المختلفة، لكن بعد التحاقي بالجامعة انقطعت علاقتي مع الفن نظرًا لانشغالي بالدراسة.إلا أنني ما زلت أذكر ذلك اليوم الذي قررت فيه أن أذهب إلى نادي الرسم الجامعي لألقي نظرة عن قرب لإبداعات الطلبة هناك، فما وجدت نفسي إلا مع مسؤولة القسم فسألتني هل تجيدين الرسم؟ فأخبرتها بأنني أرسم ولكن ما زلت في البداية، فناولتني صورة لزجاجيات وطلبت مني أن أرسمها بقلم الرصاص، فجلست على المقعد المخصص وبدأت أرسم والمشرف يترقب إنتاجي، حتى إذا انتهيت من الرسمة أخبرني بالإشارة أن مستواي ممتاز في رسم الخطوط ونقل الصورة كما هي، وأنني على خطوات معدودة للاحتراف إن بقيت على هذا المنوال من التدريب، لكن غبت مرة أخرى عن النادي حتى وجدت نفسي فجأة قد تخرجت من الجامعة ولم أجد الوقت لأذهب إلى النادي سوى تلك المرة اليتيمة.

كيف لتغيير بسيط أن يصنع الفرق؟

بعد ذلك بدأت رحلة البحث عن عمل كحال أي طالب تخرج للتوّ، فلم أجد أي فرصة سوى التدريس الخصوصي في المنزل، فبدأت أراجع مذكراتي وعلاقاتي مع صديقاتي فوجدت ملحوظة كتبتها بخط كبير: عندما زرت صديقتي في منزلها أعجبت بلوحات معلقة في منزلها وكنت قد سألتها عنها فأخبرتني أنها لوحاتها، وهي مرسومة بألوان تدعى الأكريليك وكانت هذه هي المرة الأولى التي أسمع فيها عن هذا النوع من الألوان، لأنني حسبت اللوحة مرسومة بالألوان الزيتية، فأخبرتني الفرق بين الاثنين وأن ألوان الأكريليك أسهل في التعامل من الألوان الزيتية كرسام مبتدئ، فقررت تجربة هذه الألوان والبدء في مشواري الفني طالما أن هناك وقتًا ربما لا يتوفر في المستقبل وبدأت .وبالفعل أصدقكم القول ذهبت فورًا إلى المكتبة وأحضرت لوحات كانفس و علبة صغيرة من ألوان الأكريليك، وأنواع مختلفة من فرشاة الألوان وسكينة البلاتية، وبهذه الأدوات البسيطة بدأت، حيث إنني سأجرب فربما أنجح وربما لا، فلِم العجلة في تكديس أدوات ربما لا تناسبني وأرجع بعدها إلى أقلام الرصاص أو غيرها؟بعدها بدأت بمطالعة طرق الرسم من الإنترنت ومشاهدة مقاطع يوتيوب والاحتفاظ بالروابط المميزة في صندوق المفضلة، وباشرت بنقل الرسمات خطوة بخطوة، وفي كل مرة أرسم تزداد خبرتي وتزداد نشوتي خاصة عندما أنهي اللوحة وأريها لأفراد عائلتي، ثم امتد الأمر أكثر فجعلت لوحاتي معروضة عند مدخل المنزل ليتمتع بها الناظر أول دخوله، فأصبحت صديقاتي وكل من يزورنا يخبرني برأيه في اللوحة، وماذا علي أن أضيف في المرة القادمة، وما هو الإحساس الذي أضافه له، وبقيت على هذه الحال حتى انشغلت مرة أخرى واضطررت إلى الانقطاع عن الرسم بسبب السفر وبعدي عن الأدوات، لكنني أبقيت بجانبي دفترًا صغيرًا لا يفارقني أرسم فيه بقلم الرصاص، أو أدون فيه أي فكرة لمنظر يخطر على بالي لأرسمه فور توفر الأدوات والوقت .

ختامًا

ما أودّ قوله: إن تجربة الرسم أضافت لي الكثير في حياتي، بدءًا بما أعطتني إياه من شعور بالراحة والسكينة عند البدء بالرسم، مرورًا بالابتهاج الذي كان يغمرني وأنا أعرض لوحاتي أمام أهلي وأصدقائي، وانتهاءً بتأمل المناظر الطبيعية أكثر من ذي قبل، فأصبحت أستمتع أكثر وأنا أشاهد منظر الغروب وأقول لنفسي هكذا يجب أن يبدو في لوحتي القادمة.وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.
إليك أيضًا

تابع قراءة عشرات المقالات الملهمة على زد

ربما تستفيد من هذه المواضيع كذلك :

تعليقات الفيسبوك
0 تعليقات المدونة

تعليق الفايسبوك

01ne-blogger

إرسال تعليق

Loading Offers..