لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد
الأدب هو مرآة للبشرية، تاريخها، انحدارها وصعودها، مراحل تطورها. الأدب هو القاص الذي له عدة ألسنة وطرق وألوان عديدة ليوصل لنا ما يريد. لم آتِ اليوم للتحدث عن الأدب بصفة عامة، فكلمة أدب هي كلمة مخيفة ولا يجوز أن نختزلها في بضع كلمات، أنا هنا للتحدث عن فرع أو لون من ألوانه وهو فن القصة، لست هنا لدراسته أو تحليله أو محاولة التدقيق فيه، أنا هنا لأقول إن القصة هي عالم عميق صعب الخوض فيه ككاتب، فكيف لك أن تبني حدثًا أو شخصية أو جوًّا خاصًّا يتماهى معه الشخصيات في عدة أوراق؟ كيف لنا أن ننتهي من قصة في دقائق كان من الممكن أن تمتد لتفاصيل أكثر لتصبح مئات الصفحات، ولكن الكاتب جعلها عالم كامل أصغر؟نقرأ القصة عندما نشعر بالملل، نقرأ القصة عندما نريد أن تتوالى أحداث وشخصيات كثيرة في الوقت نفسه، فنقرأ مجموعة من القصص المجمعة في كتاب، نقرأ قصة قصيرة لأننا ننتظر في طابور في بنك، أو ننتظر صديق في مقهى، نقرأ قصة لأننا نريد شيئًا سريعًا ينتهي قبل أن ننام، لمحة من عالم موازٍ داخل كتاب، نقرأ قصة عندما نريد التزامًا بالقراءة ولكن ليس لمدى طويل؛ أي شيء نحتاج معرفة نهايته دون انتظار لصفحات طوال.ولست هنا أيضًا لأذكر كل أنواع القصة؛ بل هناك نوع غرائبي من القصص، تلك القصص التي تجعلك تنظر فيما وراء الكلمات، فيما وراء الحروف والعناوين، تلك القصص التي تحمل المعنى ولكنه مُتخفٍّ في زيّ تنكري غريب، تلك القصص الغامضة المركبة.أنا هنا لأذكر لكم تلك القصص أو المجموعات القصصية التي وقعت أمامي لمؤلفين قاموا بإزاحة الأتربة عن عقلي و نفضوا منطقة الراحة عني لجعلي أنظر للقصة مرة، ثم مرتين ثم ثلاث مرات، فقط لأحاول أن أصف الشعور الكائن بداخلي، تجعلك تلك الأعمال تشعر كأنك تشاهد لوحة سيريالية، فأنت ترى العمل السيريالي ولا تدرك منه غير شعور غامض، كرائحة تأتي لك من الماضي، شعور لا تستطيع أن تصفه بكلمات دقيقة محددة، ولكنك فقط تعلم أنك شعوريًّا تدركه جيدًا، ولكن الكلمات تقف على طرف لسانك كأنها أحجار عملاقة فمك لا يتسع لإخراجها.سأرشح لك الآن أعمالًا تركت فمي مفتوحًا من العجز عن التعبير، جعلتني أعشق الغموض الذي يلف مشاعري، ولكن جعلتني أعشق الحزن الناتج عن الحب، والأمومة، والموت؛ فالأدب يجعلنا ننظر لأنفسنا بعين ثالثة لم نكن لنملكها لولاه.Loading Offers..
100
100
100
مجموعات قصصية تجعلك تفكر فيما وراء الكلمات
التصنيف :
زد
- في :
5:04 م
-
لا يوجد تعليقات
Youssef
- تواصل معي :
- fb
- tw
- gl
ربما تستفيد من هذه المواضيع كذلك :
0 تعليقات المدونة
تعليق الفايسبوك
Loading Offers..