Loading Offers..
100 100 100

مجموعات قصصية تجعلك تفكر فيما وراء الكلمات  

لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد

الأدب هو مرآة للبشرية، تاريخها، انحدارها وصعودها، مراحل تطورها. الأدب هو القاص الذي له عدة ألسنة وطرق وألوان عديدة ليوصل لنا ما يريد. لم آتِ اليوم للتحدث عن الأدب بصفة عامة، فكلمة أدب هي كلمة مخيفة ولا يجوز أن نختزلها في بضع كلمات، أنا هنا للتحدث عن فرع أو لون من ألوانه وهو فن القصة، لست هنا لدراسته أو تحليله أو محاولة التدقيق فيه، أنا هنا لأقول إن القصة هي عالم عميق صعب الخوض فيه ككاتب، فكيف لك أن تبني حدثًا أو شخصية أو جوًّا خاصًّا يتماهى معه الشخصيات في عدة أوراق؟ كيف لنا أن ننتهي من قصة في دقائق كان من الممكن أن تمتد لتفاصيل أكثر لتصبح مئات الصفحات، ولكن الكاتب جعلها عالم كامل أصغر؟نقرأ القصة عندما نشعر بالملل، نقرأ القصة عندما نريد أن تتوالى أحداث وشخصيات كثيرة في الوقت نفسه، فنقرأ مجموعة من القصص المجمعة في كتاب، نقرأ قصة قصيرة لأننا ننتظر في طابور في بنك، أو ننتظر صديق في مقهى، نقرأ قصة لأننا نريد شيئًا سريعًا ينتهي قبل أن ننام، لمحة من عالم موازٍ داخل كتاب، نقرأ قصة عندما نريد التزامًا بالقراءة ولكن ليس لمدى طويل؛ أي شيء نحتاج معرفة نهايته دون انتظار لصفحات طوال.ولست هنا أيضًا لأذكر كل أنواع القصة؛ بل هناك نوع غرائبي من القصص، تلك القصص التي تجعلك تنظر فيما وراء الكلمات، فيما وراء الحروف والعناوين، تلك القصص التي تحمل المعنى ولكنه مُتخفٍّ في زيّ تنكري غريب، تلك القصص الغامضة المركبة.أنا هنا لأذكر لكم تلك القصص أو المجموعات القصصية التي وقعت أمامي لمؤلفين قاموا بإزاحة الأتربة عن عقلي و نفضوا منطقة الراحة عني لجعلي أنظر للقصة مرة، ثم مرتين ثم ثلاث مرات، فقط لأحاول أن أصف الشعور الكائن بداخلي، تجعلك تلك الأعمال تشعر كأنك تشاهد لوحة سيريالية، فأنت ترى العمل السيريالي ولا تدرك منه غير شعور غامض، كرائحة تأتي لك من الماضي، شعور لا تستطيع أن تصفه بكلمات دقيقة محددة، ولكنك فقط تعلم أنك شعوريًّا تدركه جيدًا، ولكن الكلمات تقف على طرف لسانك كأنها أحجار عملاقة فمك لا يتسع لإخراجها.سأرشح لك الآن أعمالًا تركت فمي مفتوحًا من العجز عن التعبير، جعلتني أعشق الغموض الذي يلف مشاعري، ولكن جعلتني أعشق الحزن الناتج عن الحب، والأمومة، والموت؛ فالأدب يجعلنا ننظر لأنفسنا بعين ثالثة لم نكن لنملكها لولاه.

حديقة الأرامل

"ضياء جبيلي"، العراقي المبدع، ذلك الذي جعل البصرة والعراق قلب أحداثه، بل جعل البصرة هي مكان معظم الأحداث. تحدث ضياء عن الحرب وما ينتج من فراق وموت وتشتت وضياع، تحدث عن العنف ضد المرأة عن طريق كريمة التي تفرز عيناها دموع برائحة الورود، حتى إنها ظلت تبكي حتى أصبحت ماركة شهيرة في عالم العطور!! نعم! هذا بالضبط ما أتحدث عنه. الجبيلي يركب الواقع مع صور فانتازية عجيبة، بديعة لم يطأها غيره من قبل. سأذكر لك مثالًا آخر .. عندما تدفن رواية في الحديقة، فينمو البطل من التراب؟ لا رادع للأدب حتى لو كان التراب.

جامع الأحلام الأرجوانية

تلك المجموعة المشتركة الحبكة لـ"زوران جيفكوفيتش". لن أستطيع أن أصف لك عبقرية الفكرة المشتركة، ولكني سأحاول، هناك جامع للأيام، إن كنت تريد نسيان يوم، يمكنه أن يجمعه منك، ولكن كيف؟كما أن هناك جامعًا للأحلام، وجامعًا للكلمات، وجامعًا للوفيات، إنها عبقرية التجسيد، أن تجسد كل ما تملكه ولا تدري قيمته كأنه شيء مادي. ما الذي سيتغير لو فقدت يومًا؟ أو جلست بجانب رجع يريد توقيعك لأنه يجمع تواقيع الموتي؟ تلك مجموعة تتحدث عن اللامرئي وكأنه بين يديك.

ماذا نفعل بدون كالفينو

"ضياء جبيلي" هو سيد هذا النوع من القصص. هناك مجموعة ثالثة له بنفس الجو المركب البديع. تلك المجموعة التي أنا بصددها، في كل قصة منها تحتوي على أحداث مبنية على أحداث أخرى تخص قصص العظيم “إيتالو كالفينو” أي إنك تبني عالمًا هو في الأساس له قاعدة عالم آخر لكاتب آخر. أليس ذلك ممتعًا؟

العالق في يوم أحد

التجسيد هنا أكثر من رائع، هناك قصص لا تتعدى الصفحة الواحدة. مؤلف تلك المجموعة هو "عبد الله ناصر". هناك من يتشاركون الأحلام، هناك من يعيش حياة آخر، فتلك ليست لغته، وهذا ليس وطنه، تلك ليست حياته. عوالم غرائبية حتى الأمل واليأس توائم متماثلة؟ ستدرك كم متعة التجسيد والفلسفة في تلك المجموعة الصغيرة.

لا طواحين في هواء البصرة

“ضياء جبيلي” مرة أخرى، ولكن تلك المرة، نحن ننظر لمجموعة مقسمة لعدة مجموعات، فهناك قسم للحرب، وهناك قسم للأم للحب، للنساء، للأطفال، للشعراء وهكذا. تلك المجموعة فريدة أيضًا وحزينة.. كأن ذلك اللون من التراكيب بين الفلسفة والواقع و الفانتازيا تم ابتداعه للحزن فقط.

أم الولي

للكاتبة "تسنيم فهيد"، الجو الغرائبي المُعد في أقل من (90) صفحة لك فقط، تبدأ المجموعة بقصة غامضة تتفكك عقدها تلقائيا لتكتشف مدى براعة تسنيم، فتعلم أنك أمام قاصة بارعة لتكمل، لتنتهي منك أو أنت الذي ينتهي منها في سويعات قليلة.عزيزي القارئ، قد يبدو هذا الجو العجائبي المركب جديدًا عليك، وقد تكون مخضرمًا فيه من قبل أن أمسك أول كتاب بيدي منذ (4) سنوات، ولكن، ألا تتفق معي أن القراءة في ذلك النوع متعة؟ حتى وإن كان يحتاج لعقل متيقظ ولسان معقود؟
إليك أيضًا

تابع قراءة عشرات المقالات الملهمة على زد

ربما تستفيد من هذه المواضيع كذلك :

تعليقات الفيسبوك
0 تعليقات المدونة

تعليق الفايسبوك

01ne-blogger

إرسال تعليق

Loading Offers..