Loading Offers..
100 100 100

هل يمكن أن تصبح أكثر سعادة من خلال القراءة؟

لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد

يقول البعض أن القراءة علاج، وأننا من خلال القراءة يمكن أن نكون أكثر سعادة أو أكثر نشاطًا، وربما يمكن للقراءة أن تسكننا حينًا وتمدنا بالنشاط حينًا آخر، تتعدد الطرق التي يمكن للقراءة أن تؤثر بها علينا لكنها في النهاية لا بدّ لها من أن تؤثر علينا بطريقة ما، وهذا ما جعل الإغريق القدماء يصفون المكتبة بأنها "المكان الذي تشفى فيه الروح"، فالقراءة يمكنها أن تخرجنا من حياتنا لحياة أخرى، وتدخلنا عقول أشخاص آخرين وتجعلنا نغوص فيها، وتظهر لنا وجهات نظر مختلفة وجديدة، وهذا في حد ذاته سيجلب لنا السعادة.

هل تؤثر القراءة على سعادتنا؟

نعم، القراءة تؤثر على سعادتنا ورفاهيتنا لا شك، فقد كشف استطلاع للرأي قام به مجموعة من الباحثين في مركز أبحاث القراءة والأدب في جامعة ليفربول عام (2016م)، أن الأشخاص الذين يقرأون بهدف المتعة يستطيعون اتخاذ القرارات والتعامل مع الأمور العاطفية بشكل أفضل، كما أنهم يستطيعون إدارة الإجهاد بنجاح، وتكون نسبة الثقة لديهم مرتفعة أكثر من غيرهم.وقال (33) بالمائة من الأشخاص الذين قاموا بالاستطلاع أن القراءة بالنسبة لهم هي العلاج الفعال للتوتر، وقال (25) بالمائة منهم أن القراءة ساعدتهم على إحداث تغيير إيجابي في حياتهم، بينما قال (35) بالمائة منهم أن القراءة ساعدتهم في الشعور بالراحة حينما كان يسيطر عليهم اليأس والإحباط.

كيف تجعلنا القراءة أكثر سعادة؟

القراءة تستطيع أن تجعلنا أكثر سعادة بالعديد من الطرق، وهذا ليس كلامًا إنشائيًّا، وإنما هناك ما يعرف بالفعل باسم "العلاج الكتابي" أي العلاج الذي يعتمد على الكتب، وقد اشتهر هذا المصطلح منذ بداية القرن العشرين، ومن أهم الأشكال التي يساهم فيها مصطلح العلاج الكتابي هو العلاج النفسي، بمعنى أن الكتاب يستطيع أن يكون علاجًا للعديد من المشاكل النفسية.من جانب آخر فقد تمت العديد من الدراسات على مر السنوات الماضية، لا سيما الدراسات التي تمت في (2006م و 2009م و 2011م) بحسب ما ذكرت مجلة The New Yorker، حيث تقول هذه الدراسات: إن الناس الذين يقرأون عن تجربة شخص آخر، فإن نفس المناطق العصبية التي تم تحفيزها أثناء تجربة هذا الشخص، يتم تحفزيها عند الشخص الذي يقرأ أيضًا وكأنه قد مرّ هو الآخر بنفس التجربة.بل أثبتت هذه الدراسات أيضًا أن الأشخاص الذين يقرأون الروايات بكثرة يكون تعاطفهم مع الآخرين أكبر من غيرهم، ويفهمون الآخرين بشكل أفضل، بل وإن الأطفال الذين يقرأون بكثرة يكبرون ليكونوا أكثر ذكاءً من غيرهم، لذا يمكن أن تؤثر القراءة على سعادتنا بالعديد من الطرق مثل:

#1 القراءة تقلل من الاكتئاب والتوتر

تستطيع القراءة أن تجعل نسبة التوتر والاكتئاب لدينا أقل، وهذا بحسب ما أفاد بحث قام به مجموعة من الباحثين على (4164) شخصًا بالغًا، ووجدوا أن هؤلاء الأشخاص الذين يقرأون كثيرًا يشعرون بشعور إيجابي تجاه المجتمع والأصدقاء، ويشعرون أنهم أقرب لهم، ويكونوا أكثر وعيًا بكل قضايا مجتمعهم، كما أن نسبة احترامهم لذاتهم وقدرتهم على مواجهة المشكلات تكون أكبر.

#2 القراءة تنقلنا من مكان لمكان

يمكننا من خلال القراءة أن نتعرف على أماكن جديدة، ومدن وبلاد لم نرها من قبل، ونشعر أننا حقًّا فيها وأننا نراها ونتخيلها بواقعية شديدة، وهذا يعرفنا على العديد من الثقافات الأخرى، ويجلب لنا السعادة بصورة لا نتخيلها، تخيل أن تسافر لدول لم ترها من قبل وأنت جالس مكانك في غرفتك وعلى أريكتك، إنها تجربة ممتعة ستسعدك بالطبع.

#3 القراءة تجعلنا نكتشف المزيد عن الأشياء والأشخاص

من مميزات القراءة التي تجعلها تجلب لنا السعادة، هي أنها تنمي لدينا مهارة اكتشاف المزيد عن الأشياء والأشخاص، دون أن نضطر لخوض الكثير من التجارب بأنفسنا، والسبب في هذا أن القراءة توسع مداركنا وتجعلنا أكثر ذكاءً، ففي بحث أجراه مجموعة من الباحثين في جامعتي إدنبرة وكينجز كوليدج في لندن على زوج من التوائم، وتابعوهم من سن (7) إلى (16) عامًا، اكتشفوا أن الأطفال الذين كانوا يقرأون كثيرًا تمتعوا بمعدل قدرة لفظية أعلى من إخوانهم التوأم، وأنهم كانوا أكثر قدرة على التذكر، وعلى ممارسة التفكير المجرد بصورة أفضل، وذلك لأن القراء دائمًا ما يضعون أنفسهم مكان أبطال أو شخصيات الكتاب، وبالتالي يصبح تفكيرهم المجرد أفضل من غيرهم.

#4 القراءة تجعل ذاكرتنا أقوى

حينما تكون ذاكرتك قوية ستكون أكثر نجاحًا في الحياة وستكون أكثر سعادة، والقراءة من أهم الطرق التي يمكنك بها تقوية ذاكرتك، وهذا بحسب دراسة نشرت في مجلة الأكاديمية الأمريكية لطب الأعصاب، والتي تقول: إن الأنشطة التي تقوم بتحفيز الدماغ كالقراءة يمكنها أن تحمي عقلك كلما تقدمت في العمر.وقد تابعت هذه الدراسة (294) شخص على مدار (6) سنوات حتى وفاتهم، واختبرت فيها قدرتهم على التفكير وقوة ذاكرتهم، وقد توفى هؤلاء الأشخاص في سن (89) عام في المتوسط، وبعد تشريح أدمغتهم لتتبع أي علامات تدل على الخرف، اكتشف الباحثون أن الأشخاص الذين قاموا بالقراءة وغيرها من أنشطة تحفيز العقل منهم، كان معدل تدهور الذاكرة لديهم أبطأ بنسبة (32) إلى (48) بالمائة من الأشخاص الذين لم يقوموا بذلك.

#5 القراءة تجعل عقلك مرتاحًا وهادئًا

يقال: إنه لا شيء يمكن أن يعزز شعورنا بالسعادة كالهدوء النفسي، وأن لا شيء يعزز الهدوء النفسي مثل قراءة كتاب جيد، لذا فإن القراءة تساعدنا على أن نكون أكثر سعادة من خلال تحفيز الراحة والهدوء في نفوسنا، بنفس الطريقة التي يمكن أن يؤثر بها علينا التأمل والاسترخاء العميق، وهذا من شأنه أن يؤثر إيجابيًّا على صحتنا الجسدية أيضًا لا صحتنا النفسية فقط.

#6 القراءة تساعدنا على النوم بصورة أفضل

لا شيء يمكن أن يجلب لنا الراحة والسعادة مثل النوم الجيد، والقراءة لها القدرة على تحسين جودة النوم لدينا بنسبة كبيرة، لذا فإن العديد من الأشخاص يحبون القراءة على سريرهم قبل النوم، ولا يعلمون حتى السبب الحقيقي الذي يدفعهم للقيام بذلك، والسبب هو أنهم كلما قرأوا قبل النوم كلما ناموا بشكل أفضل، لذا إذا كنت تعاني من جودة نوم متدنية أو تعاني من الأرق، فحاول أن تقرأ جزءًا من كتاب ممتع قبل الذهاب للنوم مباشرة.

#7 القراءة تجعل نظرتك لما حولك إيجابية

كل شيء حولك يصبح إيجابيًّا من خلال القراءة، حيث تساعد القراءة في جعلك أسعد من خلال قدرتها على زيادة إيجابيتك وتسامحك مع الآخرين، ومن خلال جعلك أقل عنصرية وتحيزًا، وهذا من شأنه أن يعيد تشكيل نظرتك لكل شيء ويجعلك أكثر انفتاحًا على من حولك وما حولك.

#8 توسيع خيالك

ما الذي يجعلنا أكثر سعادة إلا الخيال الواسع، تخيلنا لما يحدث وما سيحدث في المستقبل، هذا هو ما يدفعنا إلى الحياة وإلى المواصلة، والقراءة تستطيع أن تصل بسعادتنا إلى الذروة من خلال قدرتها على توسيع خيالنا وآفاقنا، فالخيال ليس طريقًا للهروب فقط كما يصور البعض، وإنما هو طريق يمكننا من فهم العالم ويساعدنا على تجاوز الأوقات الصعبة التي نمر بها بصورة أفضل.
إليك أيضًا:

تابع قراءة عشرات المقالات الملهمة على زد

ربما تستفيد من هذه المواضيع كذلك :

تعليقات الفيسبوك
0 تعليقات المدونة

تعليق الفايسبوك

01ne-blogger

إرسال تعليق

Loading Offers..