لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد
قرار إنجاب طفل ثانٍ لم ولن يكون سهلًا أبدًا، أغلب معارفي لم يمتلكوا رفاهية اتخاذ هذا القرار وفاجأهم خبر الحمل الثاني كالصاعقة، ولكنني قررت أن أتجنب تلك الصاعقة واتخذت قرارًا صارمًا وواضحًا أنني لا أفكر أو أخطط لإنجاب طفل آخر بعد ابني البكر "أدهم" خاصة لأنني عانيت من فترة حمل عصيبة ومرهقة للغاية وعقبها فترة نفاس صعبة وعام كامل من الاكتئاب الذي دفعني عدة مرات لأفكر في الانتحار.لن أخجل أن أعترف بأنني لم أخطط لإنجاب طفلي الأول، وعرفت بخبر الحمل عقب الزواج مباشرة، كان الأمر مفاجئًا ولم أكن أفقه أي شيء عن الحمل أو الإنجاب أو التعامل مع الأطفال، لم أهتم بالتغذية السليمة ولم أهتم بطريقة حياتي، حتى إنني كنت أتعامل وكأنني طبيعية بالمرة وهو ما جعل طبيبتي تؤنبني أكثر من مرة طالبة مني التمهل والهدوء في التحرك.بالطبع أثر أسلوب حياتي المستهتر المهمل وطريقة تغذيتي البشعة على طفلي وبالفعل ولد بوزن قليل نسبيًّا وعانى من مرض الصفراء البيولوجية، حاولت أن أتعلم كيف أهتم به وكيف أكون أمًّا، لكن في الحقيقة كثيرًا ما أفقد القدرة على التعامل بشكل متوازن، فأنا كما أقول دائمًا لا أحب المسؤولية ولم أحلم يومًا بالزواج والأمومة وكل ما يأتي معهم من مهام.مع مرور الوقت وفي تلك الفترة من حياة أي طفل هناك تحديات كبيرة تواجه أي أم، بداية من التعافي من عملية الولادة القيصرية والألم الذي يحدث بسببها مع كل حركة أو انحناءه أو حتى مع كل مرة أسعل أو أعطس أو أضحك، ثم الرضاعة الطبيعية والألم الذي تتحمله الأم في هذه العملية التي يمثل تحديًا كبيرًا للغاية. كذلك كافة المراحل التي يمر بها الطفل من إدخال الطعام إلى الروتين اليومي، ووضع روتين للنوم والالتزام به وكذلك مرحلة خلع الحفاضات والتي تعد الأصعب والأطول على الإطلاق.بعد انتهاء كل هذه المراحل شعرت وكأنني تحررت من أغلب المسؤوليات التي كانت تثقلني وتقيدني، حينها بدأت أتحرك بحرية أكثر، بدأت أنطلق وأخرج لقضاء الأمور العادية التي لطالما حرمت منها مثل التسوق أو شراء الملابس أو الذهاب إلى النادي الرياضي أو مركز التجميل.الحرية كانت مغرية وجميلة ومرت السنوات ولم أشعر بها حتى وصل "أدهم" سن الخامسة وبدأ يرى أن كل الأطفال حوله لديهم إخوة، فبدأ يطالبني أن يكون له أخ أيضًا مثل أولاد عمومته وأولاد شقيقتي، حاولت أن أتجاهل الطلب كثيرًا ولكن للأسف بدأ يؤثر على حالته النفسية والمزاجية، أصبح عصبيًّا طوال الوقت ويميل إلى التصرف بعنف وكل ما يطلبه هو أخ أصغر، حتى إنه طلب مني أن أعلمه كيف يتمنى أخًا أصغر، فأخبرته أن يدعو الله بذلك.لم يهمني كافة الضغوط التي تم ممارستها من كل من حولي لإقناعي بالإنجاب مجددًا، لكن في الحقيقة ضعفت أمام طلب " أدهم" وقررت أن أتنازل عن قراري، رزقني الله بطفلة جميلة تشبه والدها كثيرًا وأطلقنا عليها "داليدا" كان الكل يحذرني من فكرة الغيرة بين الأطفال ولكنني كنت أعلم أن الحب أكبر من هذه الغيرة وبالفعل تأكدت من ذلك حين رأيت كيف يتعامل "أدهم" مع "داليدا" بكل حب ولا يتحمل أي شيء عليها، يريد أن يحملها طوال الوقت، ولكنني بالطبع أمنعه خوفًا عليها في هذه السن الصغيرة.لم تكن رغبتي في الحرية هي الشيء الوحيد الذي يؤخرني عن اتخاذ قرار الإنجاب مرة ثانية ولكن هناك عدد من الأمور التي فكرت فيها والتي سأطلعكم عليها لكي تحددوا بأنفسكم الوقت المثالي لتكرار تجربة الإنجاب مرة ثانية.أولًا: الاستقرار المادي
بالطبع يعاني كل الأزواج في بداية الحياة الزوجية من المشكلات المالية، والتي قد لا يكون سببها عدم توافر الموارد المالية، ولكن غالبًا ما تكون بسبب سوء إدارة هذه الموارد، وبالفعل كانت هذه مشكلة كبيرة وتمكنت من تجاوزها ولكن بعد ما لا يقل عن (6) أعوام من الزواج.ثانيًا: الاستعداد الجسماني
حسنًا؛ نعلم جميعًا أن الحمل والرضاعة الطبيعية تستنزف جسد الأم وتتركه خاليًا تقريبًا من كافة المواد التي يحتاج إليها، خاصة الكالسيوم، فتعاني أغلب الأمهات عقب الولادة من مشكلات العظام والأسنان، كذلك الفيتامينات والمعادن المختلفة والذي يؤدي نقصها إلى مشكلات البشرة والشعر والأظافر، ومن هنا قررت ألا أدخل مجددًا في تجربة الحمل إلا بعد أن أستعد.وبالتالي أوليت اهتمامًا كبيرًا بالخضروات والفاكهة التي أصبحت جزءًا لا يتجزأ من الوجبات الأساسية والوجبات الخفيفة خلال اليوم، كذلك لم أنس المكملات الغذائية والتي نحتاج إليها جميعًا وليس الأمهات فقط.ثالثًا: الاستعداد النفسي
كما سبق وأخبرتكم أن خبر حملي الأول جاء سريعًا ولم أرتب له وهو ما سبب لي نوعًا من الصدمة خاصة بعد أن تغيرت حياتي (180) درجة وأصبحت مسؤولة عن كائن صغير لا يفقه ولا يعي أي شيء في الحياة، ولن أنكر أن هذا قد يكون سببًا أساسيًّا في الاكتئاب الذي أصابني عقب الولادة. لذا قررت أن أعد نفسي نفسيًّا لهذا القرار ولهذه المسؤولية التي تنتظرني.رابعًا: التزود بالعلم
فشلت في حملي الأول في اختبار الاهتمام بنفسي والتغذية الجيدة، وهو ما جعلني أركز كل تفكيري قبل وأثناء حملي الثاني على تعلم كل كبيرة وصغيرة يمكن أن تنفعني أو تعلمني أمرًا جديدً عن طفلي. حاولت قرأت أكبر قدر ممكن من المقالات الطبية والتي تتناول المكملات الغذائية والصحة النفسية للأم الحامل، والأمور التي يحبها الجنين أو يكرهها وحتى الاستعداد للولادة ومرحلة ما بعد الولادة والرضاعة الطبيعية، حاولت تعويض ما فاتني مع "أدهم". ومن يتابع مقالاتي سيرى أن أغلبها هذا العام كانت تدور في فلك هذه المواضيع.خامسًا: الإعداد والتجهيز
لا أقصد هنا إعداد المنزل أو تجهيز مستلزمات الطفل، فنحن نعيش في عصر التكنولوجيا وأي شيء نريد شراءه لا يفصلنا عنه إلا تحميل بعض التطبيقات والاختيار بين مئات التفضيلات، ولكنني أقصد إعداد وتجهيز طفلك الأكبر لاستقبال هذا الشريك الجديد في المنزل، والحمد لله في حالتنا كان الأمر سهلًا لأن هذا الشريك الجديد جاء بناء على طلبه وهو ما اختصر علينا نصف الطريق تقريبًا.أخيرًا.. يجب أن أنبهك عزيزتي أن قرار الإنجاب ليس سهلًا، وأنه مسؤولية كبيرة وثقيلة، لذا فكري أكثر من مرة قبل أن تقرري، ولا تهتمي بما يقوله الناس من حولك فأنت وحدك من ستتحمل تبعات هذا القرار. ولا تخافي أبدًا من فرق العمر بين أطفالك، فلا بأس إن كان الفارق (6) سنوات أو أكثر على الأقل لن تشتري مقاسين مختلفين من الحفاضات في نفس الوقت.قائمة مقالات مهمة لكل أمّ:
- للحفاظ على صحتك وصحة الجنين أثناء الحمل: احذري هذه المحظورات الـ 18!
- ماما، توقفي عن فعل ذلك! 10 أمور يكرهها جنينك
- 12 أخطاء شائعة ترتكبها الأم مع طفلها حديث الولادة
- 5 طرق تساعدك على التعامل مع الزيارات العائلية بعد الولادة
- 7 مستلزمات تحتاجينها في حقيبة الولادة إن كنت تعانين من زيادة الوزن
- نصائح بعد الولادة القيصرية: المسموح والممنوع
- نصائح بعد الولادة القيصرية: المسموح والممنوع #2