Loading Offers..
100 100 100

اكتئاب ما بعد الولادة وأثره على الرضيع  

لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد

في يوم من الأيام، تستقبل الأسرة طفلًا جديدًا، ويهم الجميع للمباركة للأم وتهنئتها بالمولود الجديد. لكن في أغلب الأحيان نجد الأم في حالة حزن غير منطقية. قد لا يتفهم البعض هذا الحزن، ولكن تتعرض له الكثير من النساء بعد الولادة، ويُطلق عليه مصطلح اكتئاب ما بعد الولادة. يؤثر هذا الاكتئاب على الأم، ومع الأسف الشديد، إنه يؤثر على الطفل أيضًا.أُجريت العديد من الدراسات لمعرفة مدى تأثير اكتئاب ما بعد الولادة الذي يُصيب الأم على الطفل الرضيع. وأفادت النتائج بأنّ الأمهات المُكتئبات لا يلمسن أطفالهن الرُضع بنفس المودة مثل الأمهات غير المكتئبات، وقد يتسبب ذلك في الحد من نمو الطفل. إضافة إلى ذلك، فقد وجدت الدراسات أنّ أطفال الأمهات اللواتي أُصبْنَ باكتئاب يُظهرن تأخرًا واضحًا فيما يتعلق بالتعليم والمعرفة، فقد يحتاجون إلى مزيد من الوقت لاستيعاب المعلومات الجديدة واستكشاف الوجوه والأشياء من حولهم، كما أنهم يفتقرون بشكلٍ ملحوظٍ للاستكشاف أو الفضول الذي يُسيطر على الأطفال وكذلك لا يتفاعلون مع العالم المحيط كثيرًا.

أعراض اكتئاب ما بعد الولادة

تختلف أعراض اكتئاب ما بعد الولادة وكذلك درجتها، فقد تكون شديدة أو خفيفة، لكن أبرز هذه الأعراض:
  • القلق والحزن.
  • تقلبات مزاجية.
  • الشعور بالإرهاق.
  • البكاء المفرط.
  • انخفاض مستوى التركيز.
  • مواجهة بعض مشاكل الشهية.
  • مشاكل في النوم.
  • صعوبة التعامل مع الطفل وفقدان الترابط معه.
  • التعب الشديد.
  • فقدان الشغف للأنشطة التي كانت تمارسها من قبل.
  • تراود بعض الأفكار التي تدعو لأذية النفس أو الرضيع.
  • بعض الأفكار المتكررة عن الانتحار أو الموت.
  • الشعور الدائم بالذنب أو الخزي أو النقص.
  • عدم الرضا عن الذات.
  • الشعور بانعدام القيمة.
  • الخوف من فكرة أنها ليست أمًّا جيدة للطفل.
قد تستمر أعراض هذا الاكتئاب لعدة أشهر بعد الولادة، لذا من المهم للغاية مراجعة الطبيب المختص ومتابعة العلاج معه، حتى لا تُصاب الأم بمكروه، وكذلك الطفل. فقد ثَبُتَ أنّ الطفل يتأثر بحالة الاكتئاب التي تُصاب بها الأم أيضًا، وهذا قد يؤثر على بقية حياته بعد ذلك.

لماذا يُصاب الطفل بالاكتئاب؟

وجدت الدراسات أيضًا أنّ أطفال الأمهات المُصابات باكتئاب يعانون من مشاكل سلوكية بدءًا من مرحلة ما قبل المدرسة وحتى المرحلة الثانوية. ويحدث ذلك سواء أُصيبت الأم باكتئاب ما بعد الولادة أو ما قبل الولادة. لكن السؤال الأهم هنا، لماذا يُصاب الطفل بالاكتئاب؟ببساطة، عندما تتعرض الأم لحالة الاكتئاب هذه تتأثر الهرمونات جسمها، فعادةً ما يُصاحب هذا الاكتئاب مستويات عالية من هرمون الكورتيزول (هرمون التوتر) ويكون هناك انخفاض ملحوظ في مستويات الناقلات العصبية مثل: الدوبامين والسيروتونين. تستطيع هذه الهرمونات والنواقل العصبية عبور المشيمة وتؤثر على البيئة الكيميائية الحيوية التي ينمو فيها الجنين الصغير ويعتاد على هذه البيئة. عندما يحين وقت الولادة، يكون الطفل قد اعتاد على البيئة الداخلية في رحم أمه، ويبدأ في محاكاة البيئة الكيميائية الحيوية للأم، والتي تُعد بيئة غير طبيعية، فتجد هؤلاء الأطفال يُظهرون مستويات غير طبيعية من الكورتيزول والناقلات العصبية.إضافة إلى هذه التغيرات في الكيمياء الحيوية لجسم الرضيع، فهو يُظهر مجموعة متنوعة من الاضطرابات الفسيولوجية. ويظهر ذلك جليًا في نشاط الفصوص الأمامية للدماغ بشكلٍ غير طبيعي، وهذا يوحي بأسلوب عاطفي سلبي، وتنخفض القدرة على السيطرة على العديد من وظائف الجسم الداخلية، وتظهر أنماط النوم غير المنتظمة، كما يكون أداء الطفل ضعيفًا في اختبارات اليقظة.

التواصل الحسي

لا بد وأنّ يكون هناك تواصل حسيّ بين الأم وطفلها، وفي هذا الصدد أكدت عالمة النفس "تيفاني فيلد"، وهي رائدة في دراسة وعلاج الأُمّهاتِ المُصابات بالاكتئاب، على أنّ اللمس بين الأم وطفلها من الجلد للجلد يُخفف من آثار اكتئاب الأم التي تظهر على طفلها، وهذا ضروري للغاية، فهؤلاء الأطفال قد يقل مستوى إدراكهم مقارنة بغيرهم، كما يقضون وقتًا أقل في استكشاف البيئة من حولهم. كما أنهم أقل استجابة للمنبهات.اهتمت "فيلد" كثيرًا بمعالجة الأطفال الذين ولدوا لأمهات أُصبن باكتئاب، وقامت بالعديد من الدراسات في هذا الصدد. لقد وجدت أنّ تحفيز مستقبلات الضغط في الجسم، قد يؤدي إلى زيادة الوزن. ولاحظت أنّ للتدليك أثرًا إيجابيًّا على الطفل، فهو يُحفز العصب المبهم (وهو عصب قحفي، يبدأ في الدماغ وينتهي في الجهاز الهضمي، ولهذا السبب يسمى بالعصب الحائر).وُجد أنّ تحفيز العصب المبهم يؤدي إلى إبطاء معدل ضربات القلب، وهذا يساعد الأطفال على التنبه إلى العالم حولهم. إضافةً إلى ذلك، فهو يؤثر على الجهاز الهضمي، ويؤدي إلى امتصاص الطعام بشكلٍ أفضل. كما أنه يحد من إنتاج الكورتيزول، وهذا بدوره يُهدئ الطفل ويقلل بكاءه. يساعد التدليك أيضًا في تعزيز قدرة الطفل على التفاعل مع أمه، وبالتالي يتعلم القواعد الأساسية للتبادل الاجتماعي البشري.لكن مع ذلك، ليس أي تدليك سيفي بالغرض، ويفضل اتباع طريقة فيلد، والتي قد تبدو قاسية بعض الشيء، ولكنها ليست كذلك، فالأمر يتطلب بعض الضغط على الجلد بينما تتحرك اليد خلال جسم الطفل الرضيع، كما يجب أن تكون المسافات عميقة بدرجة تكفي لتغير لون بشرى الرضيع بعض الشيء، في نفس الوقت يكون لطيفًا بحيث يمكنه العودة إلى لونه الأساسي من جديد قبل إزالة اليد من على الطفل.لا يساعد هذا التدليك فقط على تحسين حالة الطفل، بل أنه يساعد الأم أيضًا في هزيمة الاكتئاب الذي تتعرض له، وتحمي طفلها من آثاره. ووُجد أنَّ لهذا تأثيرًا إيجابيًّا على الطفل، فنجده أصبح أقل قلقًا وأسرع في النوم. في كثير من الأحيان تحتاج الأمهات المكتئبات تدريب تفاعلي تحت إشراف المختصين ليصبحوا حسّاسين أكثر لإشارات أطفالهن. وهذا التدريب مهم كثيرًا لصحة الأم وأطفالها، لذا يُنصح به.
إليك أيضًا

تابع قراءة عشرات المقالات الملهمة على زد

ربما تستفيد من هذه المواضيع كذلك :

تعليقات الفيسبوك
0 تعليقات المدونة

تعليق الفايسبوك

01ne-blogger

إرسال تعليق

Loading Offers..