Loading Offers..
100 100 100

كيف تؤثر المشاعر السلبية على الإنسان؟ 

لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد

هل سمعت أحدهم يصرخ في وقتٍ من الأوقات ويقول: "أنا لست غاضبًا"، مع أنه يصرخ إلا أنه يتفوه ببعض العبارات الإيجابية التي تمنع مشاعره الداخلية من السيطرة على الوعي، فذلك الشخص يحاول حجب هذه المشاعر البغيضة والتظاهر بالبرود. لكن للأسف الشديد، لقد وُجد أنّ مسألة تجاهل المشاعر البغيضة أو السيئة والتظاهر بأنها غير مؤثرة على الحياة لها تكلفة عالية وهذه التكلفة غير جيدة على الاطلاق. فكما نعلم إنها قوانين الحياة التي تنص على أنّ لكل شيء ضريبة، وضريبة إخماد هذه المشاعر البغيضة هي الطاقة التي يستهلكها الشخص للتخلص من تلك المشاعر غير المرغوب فيها، ويؤدي استهلاك الطاقة ذلك إلى بعض التغيرات أو الاضطرابات.

بعض العواقب السلبية الناتجة عن إخماد المشاعر غير المرغوب فيها

  • يتعرض الشخص لحالة من التوتر النفسي، والذي بدوره يغذي اضطرابات المزاج. من أبرز هذه الاضطرابات: حالات القلق والاكتئاب.
  • ليست الأعراض النفسية فقط، لكن قد تمتد العواقب لتشمل الأعراض الجسدية. منها: آلام الظهر والصداع ومشاكل الجهاز الهضمي أو التعرض لآلام ومشاكل في المعدة.
  • الشعور بحالة من الوخم والكسل وفقدان الحيوية والإرهاق المزمن، كذلك نجد أنّ الإرهاق والنسيان أمر شائع في مثل هذه الحالات.

ما هي المشاعر التي يُنكرها الإنسان

لا يمكننا إنكار حقيقة أنّ جميع مشاعر الإنسان ذات قيمة، سواء كانت إيجابية أو سلبية، لكن هناك بعض منها أكثر شهرة ينكرها الإنسان عند تعرضه لحالات غير مرغوبة، وقد لُوحظت هذه المشاعر في الدراسات التي أُجريت في هذا الصدد، وهي عبار عن ثلاثة مشاعر وهي:
  • الغضب: هناك قولٌ مأثور من إحدى اللغات الأجنبية يمكنني طرحه في هذا الصدد، وهو "الاكتئاب هو توجيه الغضب إلى الداخل". حيث إن إنكار الغضب هو خطأ كبير في حق الذات، إذ يَحرم الإنسان من طاقة كبيرة، ولكي يستطيع حل هذا الأمر يجب عليه تَعلُّم كيفية الوصول إلى الغضب وتركيزه بحيث يمكن تخفيف حالات الاكتئاب والقلق المُتوقعة في مثل هذه الحالات.
  • الجرح النفسي: عندما كنا أطفالًا ويخبرنا أحدهم بكلماتٍ جارحة تؤذي مشاعرنا، سرعان ما نبكي ونصرخ وبعد قليل ننسى الأمر ونعود للعب أو ممارسة أي نشاط، لم نكن ندرك حينها معنى كلمة قوة التحمل، لقد كنا نُظهر مشاعرنا بكل براءة، لكن عندما كبرنا، رسخ فينا المجتمع من حولنا مصطلح قوة التحمل، وأنه يجب ألا نُظهر المشاعر السلبية أبدًا. وهذا خطأ كبير، فذلك يدفعنا للتنازل عن حقوقنا في إظهار المشاعر، ويرجع ذلك على أغلب الظن إلى أننا نشعر بالخزي أو الإهانة عندما نعترف بتعرضنا لأذية ما. خاصةً في حالة ما إذا كان للمرء تاريخ من التعرض للتنمر، لذا يلجأ الشخص لإنكار الأذى الذي تعرض له ليحمي نفسه من الشعور بالضعف، وبالتالي الإصابة بالجرح. عندما يستطيع المرء التعرف على الأوقات التي يتعرض فيها للجرح حقًا يساعده ذلك على ترميم نفسه، فقد لا يستطيع التمييز بين الأوقات التي يتعرض فيها للجرح والأوقات العادية. وذلك في النهاية يساعده أيضًا على احترام الذات والخروج من دائرة العار التي يعتقد نفسه واقعًا فيها.
  • الخوف: هل جربت أن تُشاهد فيلمًا مرعبًا من قبل؟ إذا كانت الإجابة نعم، فغالبًا قد انتابتك حالة من الرعب أثناء المشاهدة، وهذا أمر طبيعي، لكن الأمر غير الطبيعي، هو إنكارك لحالة الرعب التي تعرضت لها عندما شاهدت شيئًا مرعبًا، سواء كان فيلمًا أو حدثًا. هذه ليست بشرة خير، حيث أُلاحظ الكثير من الناس يعتقدون أنّ الخوف دليل على الشجاعة والبأس، والأمر ليس كذلك على الاطلاق، فالخوف واحد من المشاعر التي تنتاب أي بشريّ، وعندما يُنكره الإنسان قد يتخذ قرارات ليست بالحكيمة أو خطيرة، ولا أكذب عليك يا صديق، قد تكون هذه القرارات مدمرة.

أضرار إنكار المشاعر

إنّ إنكار المشاعر وعدم التعبير عنها أمر غير مرغوب ويسبب مشاكل أكبر في نفس الوقت لا يحل أي مشكلة. إنه فقط يُخرج هذه المشاكل من وعيك، لكنها تبقى دفينة بداخلك، وستظهر في أقرب فرصة، عاجلًا أو آجلًا. الأمر مثله مثل شخص غير مرغوب فيه يأتي إليك فجأة دون سابق إنذار ويأتي نفس الشعور البغيض مرة أخرى، وتكون النتيجة أن يجد الإنسان نفسه عالقًا في دوامة غير منتهية، والسبب في ذلك هو عدم حسم الموضوع. وبمرور الوقت يفقد الشخص قدرته على الإحساس بالذات، وبالتالي يتعرض لحالات سيئة منها ارتباك الهوية وخيبة الأمل المزمنة و العلاقات غير الصحية.

كيفية إظهار المشاعر بحكمة

تأتي المشاعر سواء بغيضة كانت أو حسنة من العاطفة الإنسانية، عندما يحاول المرء إخفاءها، فكأنه يُهينها. في هذه الحالة يجب عليه تعلم كيفية إظهارها بحكمة وتكريمها. فهي شيء تلقائي، يظهر من داخل الإنسان. ما أريد قوله إن إنكارها هو تصرف ضد الطبيعة الإنسانية، وهذا أمر سيء للغاية وعواقبه معلومة. لذا يجب على الإنسان أن يتعلم كيفية معاملة هذه المشاعر وإظهارها بحكمة وأن يصبح أكثر تركيزًا عليها، بحيث يصبح أكثر انسجامًا مع الآخرين وأكثر قدرة على ضبط مشاعره بطريقة لا تُضره ولا يشعر بأنه قد أظهر ضعفه أمام الآخرين. يحتاج الأمر عدة تمارين حتى يستطيع تطوير الأمر، والآن نُقدم لك بعض النصائح التي ستساعدك على المُضي قدمًا في هذا الأمر.
  • انظر بداخلك وتعمق في مشاعرك: مرحبًا بك يا صديق في عصر السرعة، الذي تجد فيه أغلب البشر يقضون أغلب وقتهم على وسائل التواصل الاجتماعي أو الحاسوب أو أي نوع آخر من الإلكترونيات التي تسلب المرء وقته، حتى إنه لا يجد وقتًا للتفكير في نفسه ولا حتى معرفة ذاته جيدًا. لذا، من الضروري أن يُدرك المرء هذه الحقيقة جيدًا ويبدأ في تنظيم وقته وتخصيص بعض الوقت يوميًّا للتعمق في الذات وفهم المشاعر والتركيز عليها، بالمناسبة، سيُساعد التدوين كثيرًا في هذا الأمر، فعندما يكتب المرء عن مشاعره بيده، يزداد إدراكه لها ويشعر بصدقٍ أعمق في كتاباته، استخدم دفتر ملاحظات واكتب فيه ما تشعر به، لن يقرأ أحد آخر هذا الدفتر، لذا، اكتب بصدق وراحة يا صديق. وبمرور الوقت ستُدرك أنّ مشاعرك أصبحت أقل غموضًا وأعدك أنك ستفهمها جيدًا.
  • الجأ إلى شخص محترف: هناك العديد من المعالجين المتخصصين في جميع المجالات، فهناك المختصون باستشارات الصحة العقلية ومجموعات الدعم والاستشارات الزوجية…إلخ. لمَ لا تلجأ إلى مُعالج متخصص؟ هذا سيُساعدك كثيرًا، لكن إذا كان الأمر لا يُناسبك، يمكنك اللجوء إلى صديق أمين.
  • كافيء نفسك: إنّ مكافأة النفس وتقديرها من أكثر الأمور الجيدة للغاية والتي تساعد كثيرًا في تطوير المرء من الذاته، يمكنك تشجيعها ماديًّا أو معنويًا بكلماتٍ وعباراتٍ مشجعة، صدقني سيساهم ذلك كثيرًا في حل المشكلة.
وأخيرًا..كُن واثقًا يا صديق أنّ هذه الحياة قصيرة للغاية، وعليك عيش كل لحظة كما هي، لا تؤجل الفرح، فهو ضروري، ولا تتجاهل الحزن، فسوف يلاحقك حتى ينال منك ويُدفعك ثمن تجاهله باهظًا، هو أو أي مشاعر سلبية أخرى. في نفس الوقت، كُن حكيمًا في تصرفاتك ولا تدع هذه المشاعر تسيطر عليك وتجعلك في دوامة لا تنتهي، وصدقني، الحياة قصيرة حقًّا.
إليك أيضًا:

تابع قراءة عشرات المقالات الملهمة على زد

ربما تستفيد من هذه المواضيع كذلك :

تعليقات الفيسبوك
0 تعليقات المدونة

تعليق الفايسبوك

01ne-blogger

إرسال تعليق

Loading Offers..