لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد
لابد أن يمر البشر بمرحلة الاكتئاب مهما كانوا مُحصنين نفسيًّا، وسبب كتابتي لمقالة اليوم هو صديقتي، التي أخبرتني منذ شهر أن كتاباتي تشعرها بالسعادة، خاصة تلك المقالات التي تتحدث عن مرحلة الجامعة، وطبعًا أنا إلى حد كبير أشعر بمشاعرها لأني مررت بالفعل بتلك المرحلة بعد تخرجي وكنت أذهب لألبوم صوري بالجامعة لأسترجع الذكريات؛ لكن العمل أنقذني من الاكتئاب في حين أن حياتها الشخصية بعد الزواج زادت من مشاعر الاكتئاب لديها؛ لذا صديقتي العزيزة إليكِ أهدي تلك المقالة، ولكل شخص يعاني من الاكتئاب والإحباط. والآن دعوني أبدأ سريعًا بإستراتيجيات التخلص من الاكتئاب، وهي كالآتي:
1- استمع لمشاكلهم
أول مرحلة من مراحل علاج الاكتئاب هو أن تجد صديقًا تخبره بمشاعرك، وبالنسبة لي كانت أمي هذا الصديق؛ فكنت دائمًا ما أخبرها بوحدتي بعد الجامعة وأن الحياة أمامي مبعثرة وفوضوية ولا أعلم من أين أبدأ؛ لكنها أخبرتني أن العمل سيشغلني ولن أشعر بالوحدة بعد إقامة علاقات صداقة جديدة مع زملائي بالعمل، وقد كان.
*روشتة علاج: وهنا سأخبركم بأول جرعة دواء لعلاج الاكتئاب، وهي ألا تستسلم لأفكارك السلبية ولا تتحدث معها بينك وبين نفسك؛ لكن عوضًا عن ذلك اذهب لصديقك وتحدث معه واطلب منه النصيحة، وتأكد أن مشاركة آلامك مع الآخرين سيخفف من عبء المشاكل المتكدسة على قلبك.
2- ساعدهم على التحرر من الاكتئاب
هل تعلمون كيف أتخلص من اكتئابي بدون مساعدة من الآخرين؟ عن طريق خطوات كثيرة جدًّا، إما الرسم والتلوين أو الكتابة أو المشي أو مراقبة القمر.. إلخ؛ لكن هل تعلمون ما هي أفضل طريقة من وجهة نظري؟ ركعتين قبل الفجر والجلوس على سجادة الصلاة، وأبدأ في الشكوى لله -ولله المثل الأعلى- هل رأيتم من قبل طفل ينتظر والده ليشكو إليه ممن ضايقه وضربه على مدار اليوم؟ هذا هو حالي بالضبط بعد الصلاة أبدأ أولًا بالدعاء ثم الشكوى أو العكس.
*روشتة علاج: والدواء الثاني الذي أنصحكم بتجربته إذا لم تجدوا صديقًا تتحدثون معه، هو أن تفرغوا طاقتكم السلبية في الرياضة أو الرسم وأن تفعلوا كما أفعل دائمًا، وتتركوا كل همومكم علي سجادة الصلاة وتأكدوا أن الله -عز وجل- سيريح بالكم، وتذكروا "ألا بذكر الله تطمئن القلوب".
3- شجعهم على المضي قُدمًا
أول مسببات الاكتئاب هو التفكير في الماضي؛ فإذا كنت سعيدًا في الماضي ستشعر كما لو أن حاضرك عبارة عن خيبة أمل كبيرة، ولو كان ماضيك حزينًا ستمضي الحاضر والمستقبل وأنت تتأسف على الماضي، وفي كلتا الحالتين ستعيش وكأنك "زومبي"؛ فلا حياة لمن ترك روحه في الماضي، وفقد شغفه تجاه حاضره ومستقبله.
*روشتة علاج: وأهم دواء في روشته اليوم هو أن تجلس مع نفسك وتكتب قائمة بما تأسف عليه في الماضي، وقائمة أخرى بإنجازاتك القديمة، ثم تكتب قائمة تكتب فيها الدروس والعبر المستفادة بعد شعورك بالأسف، وقائمة أخرى بالإنجازات التي ترغب في تحقيقها في المستقبل والتي ستكون أفضل بكثير من تلك التي حققتها بالفعل في الماضي، وأخيرًا.. احرق أوراق الماضي وانظر إليهم وهم يحترقون حتى يتحولوا لرماد، وقتها تأكد أنك تحررت من شبح الماضي نهائيًّا.
4- أخبرهم بقصص الناجحين
أمي في فترة من الفترات كانت تعاني من الإحباط الشديد، وكنت في تلك الفترة مدمنة على قراءة قصص التنمية البشرية والحكايات التحفيزية عن الحياة بشكل عام؛ لذا اعتدت على إخبارها بقصتين قبل النوم، ومناقشتها في مغزى كل قصة، وكنت أختار القصة بناء على شكواها؛ فإذا كانت مستاءة من أخواتي قصصت عليها قصة عن الأبناء، وإذا كان السبب أبي أحدثها عن قصة الزوجة التي تضع جواب في حقيبة زوجها كلما سافر، وهكذا.
*روشتة علاج: والدواء الرابع سيكون دواء تفاعليًّا لا يقتصر فقط على قراءة قصص الناجحين والقصص الإنسانية؛ لكنه أقرب لجلسات العلاج الجماعية؛ فبالنسبة لي لا أجد شيئًا يشحن طاقتي الإيجابية ويحررني من مشاعري السلبية غير جلساتي مع أمل وياسمين عند محل العصير؛ فنبدأ بسرد أحوالنا تباعًا، ثم نبدأ في الضحك على همومنا، وبعد تلك الجلسة تختفي كل أحزاننا ونعود لمنازلنا وكأننا لم نحزن قط.
5- ساعدهم علي إيجاد هدف للحياة
من خبرتي على مر السنوات العشر الماضية تأكدت أن الاكتئاب لا يتواجد أبدًا في قلب شخص لديه هدف يسعي إليه؛ لهذا السبب يجب على كل شخص أن يقف مع نفسه للحظات ويتساءل عن هدفه في الحياة؛ فإذا لم يجد شيئًا يسعي إليه عليه بالبحث عن هدف يوقظه من نومه كل يوم من أجل تحقيقه.
*روشتة علاج: وآخر دواء سأصفه لكل من يعاني من الاكتئاب هو أن يتذكر الهوايات التي كان يعشقها في طفولته، ويبدأ في ممارستها من جديد؛ فإذا وجدتم أنفسكم سعداء أثناء ممارستها فتأكدوا أن تلك الهواية هي شغفكم الجديد؛ لأن بالنسبة لي كانت الكتابة وقراءة الصحف من هواياتي في صغري ولازالت شغفي حتى الآن.
في الختام
هل تعلمون كيف تخلصت من مشاعري الكئيبة تجاه كل شخص أغضبني؟؟ كنت أكتب كل شيء عنه في ورقة، وكل تصرف أغضبني منه، لدرجة أني كنت أحيانًا ما أصفه بالغبي المجنون المتسلط، وفي النهاية أقوم بحرق الورقة، أعلم أنكم تظنون أني مجنونة بهواية حرق الأوراق؛ لكن تخيلوا أنفسكم تنظرون لورقة تحترق وفيها اسم شخص جرح مشاعركم وأغضبكم هل تظنون أن فعلتي تلك ظلم بالنسبة له؟ بالطبع لا؛ لأن من وجهة نظري هذا التصرف بديهي جدًّا، ويفعله أغلب البشر للتخلص من أي ذكري سيئة تركها هذا الشخص بعد رحيله.طبعًا وزارة البيئة ستعتقلني بسبب هذا الاقتراح؛ لكن بالنسبة لي هذا السلوك هو أكثر علاج ساعدني على التخلص من مشاعري السلبية دون جرح الطرف الآخر بكلماتي اللاذعة؛ لهذا السبب لا أرفض أبدًا أيّ طريقة لعلاج الاكتئاب بشرط ألا تتسبب في أيّ ضرر بدني أو نفسي، وألا تؤثر بالسلب على من حولك.
إليك أيضًا:
تابع قراءة عشرات المقالات الملهمة على زد