لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد
أكثر شعار أحبه في الحياة هو شعار الكشافة “Always be prepared”، أو "كن مستعد دائماً"؛ بالنسبة لي الأزمات هي عبارة عن مشكلة من الممكن حلُّها؛ لكن البشر يعجزون عن حلها بسبب عدم استعدادهم الكافي لها؛ بالضبط كما فاجأت أزمة كورونا العالم؛ فعلى الرغم من وجود حلول لها إلا أن الأمور ساءت بسبب عدم الاستعداد لمواجهة الأزمة، بالضبط كانقطاع الإنترنت قبل الموعد النهائي لتسليم مهامك -هذا ما حدث معي بالفعل- أو حدوث أي شيء غير مخطط له، وهكذا.
أهم (10) خطوات يجب اتباعها لمواجهة أي أزمة
1- ضع إطارًا للأزمة
أول شيء يجب معرفته عند التعامل مع الأزمات هو دراسة الأزمة من كل الجوانب؛ فالأزمات الصحية لن تؤثر علي الجانب الصحي فحسب؛ لكنها ستؤثر على كل جوانب الحياة؛ لذا يجب عليك أن تنظر للأزمات بمنظور عام وشامل لتستطيع إيجاد حلول سريعة لتجاوزها.
2- تعامل مع الأزمة بثبات
أسوأ شيء قد يفعله البشر أن يتزعزعوا في أوقات الأزمات؛ فالتعامل بثبات انفعالي عند التعرض للأزمات سيساعد كثيرًا في فهم الأزمة وأبعادها ومن ثَم التوصل لطريقة للتعامل معها بشكل صحيح.
3- تجنب الخطوات غير المؤثرة
وتلك النقطة مرتبطة بسابقتها، وللأسف تحدث بسبب التعامل مع الأزمات بعشوائية وارتجالية؛ فنرى البعض يقررون قرارات خاطئة للتعامل مع الأزمة على المدى القصير في حين أن طرق حل الأزمة من جذورها كانت متاحة بالنسبة لهم لكنهم لم ينتبهوا إليها بسبب تفكيرهم المحدود ورؤيتهم السطحية.
4- لا تتشائم
عند التعرض لأي أزمة انْسَ مشاعر التشاؤم نهائيًّا؛ لأن الأفكار السلبية ستعوق تفكيرك، وتمنعه من المضي قُدمًا في طريق البحث عن حلول إستراتيجية للأزمة.
5- لا تتجاهل الأزمة
أخبرتكم في مقالتي عن الكورونا أن استيائي من منظمة الصحة العالمية كان نابع من تجاهلها للأزمة في بدايتها، وأنها كان يتوجب عليها إعلان حالة الطوارئ والاعتراف بالكورونا كوباء عالمي بعد انتقاله لليابان والدول المجاورة للصين؛ لهذا السبب اقتنعت أن الأزمة ككرة الثلج في أعلى الجبل؛ فكلما انتبهنا أكثر ووقفنا في طريقها منذ البداية ولم نتجاهلها كلما استطعنا السيطرة عليها والتحكم في توابعها.
6- اعلم أن الأزمة مسألة وقت
أول شيء يجب أن يخطر على بالك عندما تتعرض لأي أزمة هو أن تقتنع تمامًا أنها ستكون ماضيًا بالنسبة لك بعد شهر أو اثنين أو حتى سنة؛ فالأزمات مهما بلغت حدتها وقسوتها لن تستطيع أن تكسر نواميس الكون وتستمر مع البشر لأبد الدهر.
7- لا تعزل نفسك
هل تتذكرون مقولة "لا تكن كالنعام وتدفن رأسك في الرمال"؟ تلك المقولة ذُكرت من أجل حثّ البشر على الوقوف بشموخ أمام الصدمات؛ لهذا السبب يجب أن يتحلى البشر بالمواجهة، وعدم التهرب من الأزمات.
8- فكر خارج الصندوق
في كتاب د/ إيهاب فكري، عندما كان يتحدث عن التفكير خارج الصندوق ذكر قصة أحد العمال الذي أعطى للمصنع فكرة وضع مراوح أمام زجاجات الصابون للتخلص من العلب الفارغة قبل وضعها في كرتونه المصنع، تلك الطريقة وفرت على المصنع أموالًا طائلة وحافظت على سمعته؛ لذا تأكدوا أن أي أزمة لا تحتاج لحلول معقدة للتعامل معها؛ فأغلب الأزمات لا تحل إلا بالحلول البسيطة.
9- ابذل مزيدًا من الجهد
من وجهة نظري الأزمة كالامتحان بالضبط؛ فلا يوجد نجاح إلا بالمذاكرة الجادة والعمل الدؤوب، كذلك الأزمات لن نستطيع إيجاد حلول لها إلا بعد السعي جاهدين لاختبار كل حل من الحلول المقترحة لمعرفة أيهما يصلح للقضاء عليها نهائيًّا.
10- لا تستسلم
الاستسلام لا يتعلق بالنجاح والفشل فقط؛ لكنه مرتبط أيضًا بالحياة بصفة عامة، تخيلوا ماذا سيحدث لو عزف الأطباء والباحثون عن البحث وتطوير عقارات جديدة؟ أكيد سيؤول مصير البشر للهلاك؛ لذا لا يجب أبدًا أن نستسلم ونترك الأمور كما هي عليه بحجة أننا فعلنا كل ما بوسعنا؛ لأن الحياة دائمًا ما تأتي بالحلول، وتقف في صف أولئك الذين لا يستسلمون.
في الختاميجب أن ننظر للأزمة على أنها اختبار لقياس قدراتنا على الصمود والمواجهة؛ فالأزمات ليست فقط ابتلاء لكنها تخفي في طياتها أمورًا إيجابية كثيرة؛ فأزمة كورونا أعادت للبشرية صلة الرحم، ومساعدة الآخرين، وزادت من ترابط الأسرة، وأعطت للبشر دروسًا وعبرًا كثيرة منها النظر للمسلمات بطريقة مختلفة؛ فالطبيعة أصبحت أجمل مما كانت عليه من قبل، والاهتمام بالأكل الصحي وممارسة الرياضة أصبحوا من عادات الشباب، وهكذا.ومما سبق نستطيع القول أن الأزمة لا تحتاج من البشر سوى التنبؤ بوجودها، والوقوف بثبات لمواجهتها بأفكار إبداعية وبسيطة.
إليك أيضًا
تابع قراءة عشرات المقالات الملهمة على زد