Loading Offers..
100 100 100

١٠ نصائح من تجربتي في التعامل مع مدير العمل

لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد

"وَقُل رَّبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَآخرجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَل لِّي مِن لَّدُنكَ سُلْطَانًا نَّصِيرًا" - سورة الإسراء. بتلك الآية الكريمة، بدأت رحلتي المهنية بإحدى شركات مراكز الاتصالات بالعاصمة المصرية. رحلة استمرت لعشرة أعوام كاملة كانت بالنسبة لي مثالية من بعض الجوانب ومريرة من جوانب أخرى كما هي الحياة، فلقد تعلمت من وظيفتي السابقة الكثير والكثير من الأمور الإدارية والتحليلية والتنظيمية التي لم يكن يتسنى لي تعلمها أو اكتسابها في أي مكان آخر، وبالإضافة إلى السرعة التي تعلمت بها كل ذلك كان مستوى الأداء الخاص بي دائماً فوق المرجو وزيادة، وهو ما ترك بصمة وذكرى طيبة عند الجميع حتى بعد رحيلي عن العمل.. ولكن! تظل دائماً كيفية التعامل الأمثل مع المدير أو المديرة خاصة في شركات القطاع الخاص أمراً شديد الصعوبة ويحتاج إلى الكثير من الفطنة والحكمة والذكاء والدراسة والتفكير.. فأغلب شركات القطاع الخاص أو جميعها تضع لها لوائح خاصة بتنظيم العمل، كما تدير أمورها التنظيمية الداخلية بما فيه الصالح لليد العليا وصاحب السلطة والكرسي والأمر والنهي.. فكلما ارتقيت إلى الأعلى واقتربت من كرسي "المدير"، كانت اللوائح والقواعد المنظمة في صالحك نوعاً ما.. وقد يكون في هذا الأمر بعض الظلم أو الإجحاف لبعض المرؤوسين..

كيف يبدأ موظف القطاع الخاص يومه المعتاد؟

على طريقة الأفلام العربية؛ يحاول الموظف البسيط أن يستشف الحالة المزاجية لمديره أو مديرته في كل يوم عمل.. فإن كان المدير حسن المزاج تهدأ نفسه وتوردت له أزهار الدنيا، أمّا إن كان المدير سيء المزاج فمن الحكمة تجنب النظر حتى في وجهه حتى لا ينصب عليك غضبه الجامح ويسوء اليوم أكثر وأكثر.. كل تلك الأمور كانت تقع من حولنا بصورة يومية حتى أصبحت روتيناً معتاداً وجزءاً لا يتجزأ من أركان الشركة الأربعة، مما حرك في نفسي "الصعيدية المنشأ" حرارة الثورة على هذا التحكم الأهوج للمديرين صغيرهم وكبيرهم. كان البعض ممن تعلم جيداً كيف يطأطئ رأسه لمديره المباشر يقول لي: "حاول أن تتساير مع الأمور وتجاريها.. لا تفقد وظيفتك ومرتبك.. لا بأس من بعض التجاوزات.".. ولكني لم أوافقه القول، وأشهرت في وجهه ورقة بالاستقالة وأنا أقول: "الكرامة فوق المال.." ولكن قبل أن أقدّم استقالتي، أنقل إليكم من داخل أروقة العمل بعض النصائح التي تساعدكم في التعامل مع مديري القطاع الخاص:

أولاً: لا تقل "نعم" دائما

من الأمور التي تعلمتها جيداً ألا أقول "نعم" لكل رأي يطرحه المدير فهو مهما بلغ من الخبرة والعلم لن يكون بكفاءة الموظف الذي سيقوم بأداء العمل، ولذا يجب أن تفكر أولاً في كل ما يُطلب منك عمله.. وأن تسـأل نفسك: "هل من المُجدي أداء مثل هذا العمل؟ وهل سيأتي بالنتيجة المرجوة منه؟ ولكي تنفذ تلك القاعدة الأولى بنجاح يجب أن تكون معرفتك وعلمك أكبر وأعمق من مديرك المباشر (وهذا هو ما ينبغي أن يكون، فمعظم المديرين خاصة في شركات القطاع الخاص يترقّون ليس بسبب الكفاءة والعلم والخبرة ولكن بمعايير أخرى يمكننا أن نستشفّها من ثنايا هذا المقال).. وعلى الموظف المرؤوس دائماً أن يحقق المعادلة السحرية: أن يكون مطّلعاً على كل ما هو جديد في سوق العمل، وأن يكمل ما ينقصه من تدريب وتطوير بنفسه وألا ينتظر أن يقدم له المدير وسائل للتدريب أو التطوير.

ثانياً: لا تقلد مديرك أبداً، ولا تتعالى عليه

على عكس ما هو متعارف عليه، لا تحاول أن تقلد مديرك أبداً، لا في المظهر ولا في الجوهر،  ولا تحاول كذلك أن تتعالى عليه بما تعلم، بل كن على طبيعتك في جميع الأحوال، لأنه - ببساطة شديدة - إذا رأى فيك نسخة أخرى منه أو أفضل منه ربما استشعر الخطر وأحس بالمنافسة والندية، وهو ما سيضطره إلى سحق تلك النسخة المقلدة حتى لا ترتقي فوقه، خاصة إن كان هذا المدير هو رئيسك المباشر الذي لا يفصل بينك وبينه سوى درجة وظيفية واحدة فقط..

ثالثاً: لا تتملق مديرك أبداً

مهما حدث، لا تحاول أن تتملق مديرك لتكسب وده، لأنك ببساطة ستخسر نفسك وتضيع كرامتك.. ولكن اكسب ود الجميع بعملك فقط وخاصة الموظفين الذين هم في مثل درجتك الوظيفية لأنهم يمثلون القوة الروحانية التي ستهوّن عليك عناء العمل. لا تتملق المدير فربما رحل هذا المدير الذي تتملقه اليوم ويأتي غيره ممن لا يفضل تلك الطريقة المعوجة في التعامل فتكون بذلك خسرت مديرك السابق ومديرك الحالي.

رابعاً: احذر مدير اليوم زميل الأمس

أخطر أنواع المديرين هم الذين كانوا زملاء الأمس، فزميل الأمس أو مديرك الجديد سينتهز الفرصة كي يجلس بلا شغل شاغل ويصب فوق رأسك كل الأعمال المطلوب إنجازها، وسيحاول أن يتعالى عليك ويثبت لك أنه الأفضل دائماً، فتجده يتعمد الجلوس أمامك واضعاً ساقاً على ساق، ثم يرفع رأسه إلى السماء وينتفخ كرشه بينما يطلب منك أن تفعل كذا وكذا، ويتركك تعمل وتعمل ليقضي هو أغلب أوقاته يتنزه بين طرقات الشركة أو خارجها، وإن اضطر للجلوس داخل المكتب فإنه لن يزيد على أن يستمتع بمشاهدة من تحته من الموظفين وهم مطحونون في العمل ولا يُشرك نفسه معهم أو يساعد إلا بالقليل والنُذر اليسير.. فنصيحتي لك أن تتعامل مع هذا الوضع بطريقة "الأعمى"، فلا تلق له بالاً ولا تعطه الاهتمام الذي يبحث عنه خاصة إذا كان هذا المدير قد ارتقي إلى هذا المنصب بصورةٍ غير سوية.. تجاهله وتجاهل كبرياءه، واعمل فقط على قدر المطلوب والمستطاع، فلا تُثقل كاهلك وحدك بالأعمال الكثيرة بل اجعل من هذا المدير المتعجرف شريكاً لك في كل ما تعمل سواء بصورة مباشرة أو غير مباشرة ليتذكر دائماً أنه كان في يومٍ من الأيام مرؤوساً يعمل مثل بقية الموظفين..

خامساً: لا تتواضع في العمل

لو صادف أنْ طلب منك المدير عملاً أو كلفك بأي شيء، فعليك أن تعرضه أنت بنفسك عليه بعد الانتهاء منه، ولا تجعل أي شخص آخر يقدمه بالنيابة عنك مهما حدث.. وإن اضطررت إلى تسليم العمل لغيرك من الزملاء أو المديرين المباشرين فيجب أن تؤكد دائماً أمام رئيسك الأعلى أن هذا العمل من مجهودك أنت ومن صنعك أنت وليس غيرك. لأن من الطبيعي جداً أن يحاول هذا الموظف الذي ينوب عنك في تقديم العمل الخاص بك، أن يكسب رصيداً عند المدير من خلال عملك أنت،  وهنا يضيع مجهودك بالكامل، بل وقد يتصور المدير أنك لا تعمل وأنك تعتمد على غيرك من الزملاء لأنك لا تعرض لأعمالك بنفسك ولا تتحدث عنها.. باختصار: "تحدث عن عملك بنفسك ولا مجال للتواضع فى هذا الأمر مهما كان"..

سادساً: اقرأ عن مديرك

من الجيد أن تقرأ جيداً عن شخصية المدير الذي تتعامل معه بصورة مباشرة كي تتعرف على كيفية التعامل معه بالصورة اللائقة، وأيضاً كي تتقي شره بأفضل صورة ممكنة.. ونصيحتى إليك: "إن كان مديرك رجلاً فاقرأ له كتاباً، وإن كان مديرك امرأة فاقرأ لها ألف كتاب".. فالمرأة بصفة عامة تسيطر عليها العاطفة ويصعب التنبوء بسلوكياتها أو ردود أفعالها خاصة في العمل.. أما الرجل فمفتاح الدخول إليه هو "العقل"، ولذا فقراءة كتاب تساوي قراءة عقل رجل..

سابعاً: لا تُظهر كل مهاراتك الإضافية

قد تتحدث عن مهاراتك وقدراتك الإضافية من باب الافتخار أو من باب التطوع لتقديم إنجاز إضافي للقسم الذي تعمل فيه، فينتهز المدير تلك الفرصة ليثقل كاهلك بالكثير والكثير من الأعمال الآخرى التي قد تحيد بك عن المسار المهني الذي تريد أن ترتقي فيه للأعلى.. إن أردت التحدث عن مهاراتك الإضافية، فيجب أن تتحلى بالحكمة وأن تضع كل كلمة في موضعها، وأن تعلم تمام العلم أنك على وشك خوض مخاطرة قد لا تُحمد عواقبها.

ثامناُ: لا تغتر بالكلام المعسول

لا تغتر أبداً بالكلام المعسول الذي يُلقي به على مسامعك في ساعات الصفاء فالمدير لا يتكلم بالكلام المعسول إلا ليتملص من بعض الحقوق المفروضة عليه نحوك، ولذا فعليك أن تتعرف أولاً على حقوقك لدى مديرك وأن تطالب بها بالصورة اللائقة ولا تتنازل عنها مهما حدث. فكما تؤدى عملك بكل كفاءة وجد، عليك أن تحصل على حقوقك التي تتيحها لك اللوائح والقوانين بصورة كاملة غير منقوصة أو مؤجلة.. وعليك أيضاً أن تتعرف دائماً على ما يتطلبه سوق العمل من مهارات كي تُحصّلها فتضيف إلى رصيدك المهني، بالإضافة إلى التعرف على "سعرك" في السوق.. فإن كنت تتقاضى أقل من المتعارف عليه في سوق العمل، فيجب أن توضح هذا الأمر لمديرك حتى يدرك بصورة كاملة قيمة ما تؤديه من عمل ولا تسمح له أبداً أن يقلل من قيمة عملك الذي تؤديه حتى وإن كان عملاً روتينياً..

تاسعاً: معضلة الكم والكيف

"معادلة الكم والكيف" هي إحدى المعضلات التي تشغل بال الكثيرين من الرؤساء والمرؤسين، فأغلب المديرين لا ينظرون إلى جودة العمل الذى تعمله ولا إلى كيفيته بقدر ما يود أن يراك تأتي إلى مكتبه في الصباح الباكر وتنصرف في الميعاد المحدد لك أو بعد انتهاء ساعات العمل الرسمية. ومن خلال تجربتي السابقة، فقد عاصرت الكثيرين ممن يقضون ساعات العمل الرسمية كاملة ولكن في هراء فارغ.. ببساطة، لا يعملون إلا قليلاً جداً، ولكنهم بارعون في جعل المدير المباشر يتوهم أنهم يقضون طيلة اليوم في العمل بجد واجتهاد. فاحرص صديقي دائماً على أن تؤدي عملك بجد وبكفاءة، وأن تؤديه فى الوقت المحدد له لا أكثر ولا أقل، وإن حدث واضطررت إلى الحصول على إذن بالانصراف مبكراً لبعض الوقت، فيجب أن تطّلع أولاً على اللائحة الداخلية للشركة، فإن كانت تسمح لك بعدد محدد من ساعات الانصراف المبكر على مدار الشهر فاستثمرها، ويجب أن تُعلم مديرك بأن هذا الأمر حق مكفول لك ولا يحق لأحد أن يفاوضك فيه، فكما تقضي ساعات إضافية إن تطلبت طبيعة العمل ذلك، يجب أيضاً أن تحصل على ساعات انصراف مبكرة..

عاشراً: إنّ لأهلك عليك حقاً

الوقت بعد ساعات العمل الرسمية هو حق لك أنت وأهلك وليس لأحد غيرهم حق فيه، فإن حاول مديرك أو زميل لك في العمل أن يتواصل معك في غير ساعات العمل الرسمية لإنجاز عملٍ ما، فالخيار لك إما أن تعمل له ما أراد أو أن تعتذر عن هذا العمل بالكلية ولا يحق لأحد أن يحاسبك على هذا الأمر مهما كان.. فالعقد - أي عقد - ينص على عدد معين لساعات العمل مقابل أجر محدد، فإن زادت ساعات العمل فيجب أن يزيد الأجر الإضافي أو أن تغلق هذا الباب أصلاً..
كلمة أخيرة..
وأخيراً، نصيحتي إلى كل عامل وموظف خاصة الذين يعملون في مراكز خدمة العملاء: اعمل بجد واجتهد قدر المستطاع، واجعل عملك هو الذي يتحدث عنك.. وضع دائماً نصب عينيك رضا ربك في كل شيء تفعله، ثم اتبع تلك القواعد التي ذكرتها بحكمة وفطنة حتى تُنهي مسيرتك العملية بصورة احترافية..

تابع قراءة عشرات المقالات الملهمة على زد

ربما تستفيد من هذه المواضيع كذلك :

تعليقات الفيسبوك
0 تعليقات المدونة

تعليق الفايسبوك

01ne-blogger

إرسال تعليق

Loading Offers..