Loading Offers..
100 100 100

5 شائعات طبية لا تنجر وراءها من طبيبة

لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد

عليك أن تعلم يا صديقي أن هذه المعتقدات ليست موجودة فقط في ثقافتنا العربية، بل لقد وجدتها وبكثرة في الثقافة الأجنبية، فلقد قرأتها كثيراً في المقالات الإنكليزية وكذلك على موقع الـQuora للأسئلة والذي يضم جمهوراً كبيراً أجنبياً. يدفعني ذلك للتفكير أن إذا اشتركنا نحن والغريب في تصديقنا لمثل هذه الإشاعات، إذاً هناك مضمونٌ لهذه المعتقدات يلامس شيئاً في النفس البشرية جعلها تمتد جغرافياً، ربما نزعتها لتصديق الكلمات البراقة والشديدة، ربما إيثارها للراحة وقلة الالتزام…دعنا من مناقشة هذا ولنتعرف سوياً على أبرز الأوهام الطبية الشائعة.

5 معتقدات طبية خاطئة وشائعة

1- حبة الالتهاب تعالج الرشح

الرشح لا يحتاج إلى دواء وأدوية الالتهاب لا تفيد وتم إثبات ذلك بحثياً، وكان من الممكن التغاضي عن أخذ أدوية الالتهاب لعلاج الرشح لو أنها لا تضر، إلا أنها تضر، وكثيراً. تشكل السلالات الجرثومية بعد تعرفها المتكرر على دواء الالتهاب مقاومة له، فتصبح جراثيم هذا الشخص غير متأثرة بالدواء.  عندما يصاب الإنسان لاحقاً في عمره بمرض ما وتتفعل الجراثيم المقاومة للأدوية وتسبب مرضاً تصبح جميع أدوية الالتهاب المتوفرة غير قادرة على فتلها، وتصعب المعالجة.

أذكر كلمة لأحد أساتذتنا في الكلية قالها يوماً أنه من المعيب في يومنا هذا أن يموت مريض ما بسبب الالتهاب، مضت على البشرية سنين طويلة حينما كانت الجراثيم تسبب جائحات مرضية كبيرة وتسبب موت المئات من البشر مثل الكوليرا والطاعون، أما عندما ظهرت المضادات الحيوية صارت الالتهابات تحت السيطرة. إليك أحد تحاليل الزرع والتحسس التي نطلبها لمعرفة دواء الالتهاب المناسب لهذا المريض:

جاء أن الجرثوم مقاوم لجميع الأدوية، وبالتالي لا يوجد دواء قادر على قتله، في مثل هذه الحالة قد نضطر إلى الجمع بين عدة أدوية حتى لو أنها مقاومة وسنتوقع نتائج غير مرضية عند هذا المريض.

ماذا أفعل إذاً عند الإصابة بالرشح؟ سوائل حارة وراحة، يمكنك أيضاً شراء دواء للرشح من الصيدلية، يقومون حديثاً بصناعة دواء لكي يبتعد الناس عن أخذ دواء الالتهاب، هذا الدواء يحوي مضاد احتقان ومسكن للتخفيف من الأعراض، ثم دع الرشح يذهب لوحده أرجوك.

2- الانهيار العصبي

طبياً لا يوجد شيء اسمه “انهيار عصبي”، إنه اسم براق ومخيف ليس إلا. بعد المشاجرة أو الأخبار السيئة لا يوجد شيء يحدث اسمه انهيار عصبي، ليس له أعراض ولا توصيف مرضي.  ماذا يحدث إذاً بعد المشاجرة؟ في الغالب لا شيء، إلا إذا كان يريد الشخص أن يدعي ذلك، أو يتوهم ذهنياً أن الشخص الذي يشاجره يجب أن يعاقب ويعلم أنه المخطئ حيث سبب أذية مرضية له، أو أن الجسد يجب أن يتألم لأن النفس تتألم.

وربما قد يحدث هبوط ضغط بسيط يتلاشى عندما يسقط الشخص حيث يعود الضغط إلى الدماغ، لابد أنه مر عليك مثل هذا الموقف على أحد ما، إنه أمر طبيعي غير مهم، قد يكون مهماً قليلاً عند المسنين.أو قد يقوم الشخص بالبكاء والتنفس السريع الذي يسبب فرط تهوية وشعور بضيق النفس وبعض التنميل والخدر في الجسم ولكن أيضاً يتلاشى عند الهدوء وتخفيف التوتر. قد تحدث أمور طبية أخرى لا مجال لشرحها هنا.

3- تحسنت، سأوقف الدواء

أشيع الاعتقادات الخاطئة، إن تحسن الأعراض لا يعني انتهاء المرض، وأظن أنك تعلم ذلك. أحياناً في الأمراض نحتاج إلى فترة صيانة، مثلاً نحتاج إلى قتل آخر الجراثيم المتبقية والتي لم تعد قادرة على ظهور الأعراض، أو نريد الحفاظ على الضغط لفترة دائمة بعد أن نزل عن ارتفاعه وهكذا. وبما أننا نهتم بالوقاية من الأضر، دعنا نركز على ثلاثة أمور لا مجال للمقايضة فيها:

  •  أدوية الالتهاب (المضادات الحيوية) لا توقف إلا بعد انتهاء وصفة الطبيب كاملة، 14 يوماً يعني 14 يوماً.
  • كل دواء ذكر الطبيب أنه دائم لا يوقف، وخصوصاً أدوية القلب والسكري وارتفاع الضغط الشرياني وكذلك أدوية الأمراض المناعية والعصبية.
  • التشديد على عدم إيقاف دواء الضغط فجأة فهذا ضار جداً.

4- الأمراض النفسية أقل أهمية من الأمراض الجسدية

البعض يعتقد بعدم وجود الأمراض النفسية، والبعض يعتقد بأنها ليست جدية مثل الأمراض العضوية ولكن هذا غير صحيح. الأمراض النفسية موجودة ومشخصة وتحمل صورة عرضية ونراها في أعداد كبيرة جداً من المرضى. وكذلك فإن الأمراض النفسية قد تحمل خطورة وتسبب تعطيلاً حياتياً للمصاب، مثلاً مرض الفصام الاكتئابي، ومرض الوسواس القهري الذي قد يسبب للمريض توقف المريض عن أي نشاط سوى تنظيف نفسه طوال النهار وهذا شيء مرضي وليس افتعالي يقصده المريض.

ولكن الأمراض النفسية لها معايير للتشخيص وصورة سريرية معينة حتى تعتبر مرضاً، فالحزن أو التعب أو العزلة لا توصف هكذا بشكل تعسفي أنها مرض.

تابع مقالي القادم حول أشيع المعتقدات الخاطئة حول الطبي النفسي والأمراض النفسية.

5- نحن نستخدم 10% من أدمغتنا

لا يعرف تماماً من أين وكيف بدأت هذه الكذبة، يبدو أنها من صنع الدراما والأفلام. حسناً ببعض التفكير المنطقي سيتبين لك سخافة هذه الفكرة، لو كنا فعلاً لا نستخدم سوى 10% من أدمغتنا إذا لكان كل أولئك الأشخاص الذين يصابون برضوض على الرأس وتتأذى أقسام من أدمغتهم سيكونون طبيعيين ويقومون بكامل وظائفهم، لا بل إن تضرر 90% من الدماغ بسبب حادث أو جلطة ستبقي الإنسان واعياً وطبيعياً مئة بالمئة! هذا خاطئ تماماً تماماً…

نحن نستخدم كل دماغنا يا صديقي، الأمر فقط يتعلق بالوظيفة، فعند القراءة تتفعل باحة القراءة، وعند المشي تتفعل الباحات المحركة للعضلات مع المخيخ ومراكز التوازن، عند الكلام تتفعل باحة الكلام … وهكذا.

أنت تعلم القصة حينما قاموا بدراسة دماغ أينشتاين بعد وفاته ووجدوا أن حجمه وشكله لا يختلف عن الناس الطبيعين.أما ما يجعل دماغك أقوى وأذكى فهو العمل الجاد والتمرين المتكرر والرياضيات والقراءة وغير ذلك من المهارات الذهنية.

في الختام.. الشائعات مثيرة مغرية مدهشة خارقة للطبيعة طعمها حلو، إذا عثرت عن معلومة بمثل هذه الصفات ابدأ بالشك وتعلم لليقين. دمتم بخير وسلامة.

تابع قراءة عشرات المقالات الملهمة على زد

ربما تستفيد من هذه المواضيع كذلك :

تعليقات الفيسبوك
0 تعليقات المدونة

تعليق الفايسبوك

01ne-blogger

إرسال تعليق

Loading Offers..