لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد
هل أنت مدمن على استخدام هاتفك الذكي؟ إذا كنت كذلك، فأنت لست وحدك. تظهر الدراسات أننا نفرط في استعمالنا لهواتفنا؛ وذلك يعني ما يعادل 80-150 مرة في اليوم.
هنالك جدالٌ مستمر حول ما إذا كانت تلك عادةً صحيةً أم لا، حتى أن تقريرًا يقول أنّ 91 بالمائة من جيل الألفيّة (الذين ولدوا في الثمانينيات أو التسعينيات) لديهم علاقة صحية مع أجهزتهم. قال أفراد جيل الألفية الذين تم الاستقصاء عنهم أن أجهزتهم صنعت توازنًا أفضل بين الحياة والعمل، بالإضافة إلى المساهمة في تحسين التواصل وبناء العلاقات.
واضحٌ أنّ هناك الكثير من الحسنات التي ترافق الاستخدام المتكرر لأجهزتنا، لكن هناك أيضًا جانب مظلم. تظهر الأبحاث أنه كلما زاد اعتمادنا على التكنولوجيا، ضَعُف فكرنا ومستويات انتباهنا ومهاراتنا الاجتماعية. في الواقع، بمجرد وجود هواتفنا الذكيّة، تقل قدرتنا على التركيز في العمل وحل المشاكل.
لكن لا تقسُ على نفسك بشأن استخدامك المفرط للهاتف الذكي. الحقيقة هي أن إدمانك على الهاتف قد لا يكون خطأك؛ فمصممو هذه الأجهزة يحصلون على مكافآت لاستعمالهم تقنياتٍ ليبقوك ملتصقًا بشاشتك لأطول وقتٍ ممكن. لحسن الحظ، هنالك أملٌ يلوح في الأفق. إن كنت تحاول تحسين علاقتك مع جهازك، إليك بعض السُّبل التي تجعلك تستعيد السيطرة على وقتك وتركيزك.
7 طرائق لتكبح إدمانك على هاتفك الذكيّ بأسرع وقت
1. تابع استعمالك للهاتف
مدمن على هاتفك؟ هنالك تطبيق لحلّ ذلك. ومن سخرية القدر، أنه يمكنك تجنب الإدمان على تطبيقات الهواتف الذكية من خلال تطبيقٍ آخر. في حين أنها ليست طريقةً مثالية إلا أن هنالك تطبيقات مثل SPACE و MOMENT تساعدك على إيجاد توازنك الشخصي بين حياتك والهاتف وذلك عن طريق مراقبة استعمالك للهاتف الذكي ووضع الحدود.
2. توقف عن التصفح
إن الكثير من التطبيقات الأكثر شعبيةً (فيسبوك وإنستقرام وبينترست وغيرها) مصممة مع وظائف تمرير scroll لا تنتهي، حيث يمكنك أن تستهلك كمية لا حصر لها من المعلومات.
إلا أنّ التصفح المستمر يجعل من فقدان مراقبة الوقت أمرًا سهلاً. لا شيء يجذب انتباهنا أكثر من المجهول. إن التيار العميق لمنشورات مواقع التواصل الاجتماعي يحفزك على متابعة البحث عن عنصر المفاجأة؛ والسعي للأمور الفاتنة والمسلية. لا تستطيع أدمغتنا الحصول على ما يكفي من المعلومات لمحاولة التنبؤ بما سيأتي لاحقًا.
3. هدئ دماغك
تحدث ضجة كبيرة عندما تحصل على إشعارٍ على مواقع السوشال ميديا، مثل عندما يضع شخصٌ ما إعجابًا لصورةٍ نشرتها على إنستقرام أو فيسبوك. تؤدي هذه اللحظات إلى إفراز الدوبامين في الدماغ، والدوبامين هو مادة كيميائية مسؤولة عن صنع الشعور بالسعادة. إنه جزءٌ أساسيّ من نظام المكافآت في دماغنا، ويعزى لهذا أيضًا السبب في إدماننا.
أثبتت التأمل واليوغا وممارسة الرياضة وغيرها من نشاطات التركيز الذهني نفسها على أنها قادرة على إنشاء إفراز طبيعي للدوبامين، مقللةً من الرغبة في الحصول على الدوبامين الذي يزوّدك به هاتفك.
4. استخدم الإصدارات “المادّية” للتطبيقات المفيدة
نعم، إنّ وجود كل شيء تحتاجه في جيبك أمر مريح. قلل هاتفك المحمول من حاجتك لاستخدام الآلات الحاسبة والتقويم والكاميرات ودفاتر الملاحظات والمنبّهات والكثير الكثير من الأمور الأخرى.
كلنا مررنا بهذا الموقف: تفتح هاتفك لتتفقد الطقس أو لكتابة ملاحظةٍ فلا تجد نفسك إلا غارقًا في تصفح إنستقرام لمدة 20 دقيقة. ولتتجنب هذه المشكلة، حاول استبدال الأدوات الرقمية بأدواتٍ فعليّة.
على سبيل المثال، استعمال ساعة منبّه حقيقية (وإبقاء هاتفك بعيدًا عن متناولك أثناء النوم) يمكنه مساعدتك في منع تضييع وقتك قبل النوم أو عندما تستيقظ. احمل دفتر ملاحظاتٍ حقيقي معك وقلمًا تكتب به الملاحظات. اقرأ كتبًا ورقيّة وتجنب الإصدارات الرقمية. مفتاح الحل هو تجنُّب فتح هاتفك بقدر ما يمكنك حتى تمنع نفسك من الانزلاق إلى الدوامة الرقمية التي لا تنتهي.
5. احصل على مساعدةٍ صغيرة من أصدقائك
وكما هي الحال في كل إدمان، الخطوة الأولى في الشفاء هي أن تعترف بوجود مشكلة. يمكن للاعتراف إلى الأشخاص المحيطين بك بأنك تريد التقليل من استخدام هاتفك الذكي أن ينشئ نظام تقييمات ضروريّ. اطلب منهم تحميلك المسؤولية. أنت قد لا تلاحظ عندما تتصفح وتمرر خلال الشاشة أثناء تجمّعٍ عائلي، لكن غيرك يلاحظ. يمكن لأصدقاءك وأفراد عائلتك مناداتك حتى يعيدوك إلى الحاضر.
6. أطفئ كل الإشعارات غير المرتبطة بالتواصل مع أشخاص حقيقيين
تهدف أجهزتنا إلى زيادة اتصالنا بالأشخاص الآخرين؛ لذلك دع الأمور تسير في مجراها الصحيح. قم بإيقاف أي إشعاراتٍ من التطبيقات إلا إذا كانت تنبّهك إلى أنّ هنالك زميلاً أو صديقًا أو فردًا من عائلتك قد يحتاج لانتباهك في العالم الحقيقي. يمكنك أيضًا أن تضع بعين الاعتبار حذف تطبيقات السوشال ميديا من هاتفك جميعها والدخول إليها فقط من خلال الحاسوب. يمكن للمعلومات الحديثة القادمة من الأصدقاء والعائلة الانتظار قليلاً، وأعدك بذلك.
7. حوّل هاتفك إلى التدرج الرماديّ
هذه نصيحةٌ رائجة يقدمها لنا “تريستان هاريس”؛ وهو المؤسس الشّريك لمركز التكنولوجيا الإنسانية. تظهر الأبحاث أن الألوان مرتبطة بالمشاعر والأولويات، وخصوصًا فقاعة الإشعارات الحمراء الصغيرة تلك التي تحكّمت بنا لمدةٍ طويلة. إن تحويل هاتفك للون الأبيض والأسود يمكنها أن تقلل من الدافع الذي يحثك على فتح الإشعارات الجديدة التي بدورها تسحبك إلى دوّامة التمرير التي لا تنتهي.