لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد
هناك الكثير من الأحداث والأمور الغامضة التي تحدث حولنا في العالم، هذه الأحداث غالبًا ما يكون لها تفسير علمي ومنطقي، ولكن للأسف هناك حوادث نقف أمامها عاجزين عن الوصول لأي أفكار منطقية، لا ندري حقيقة ما حدث ولا نمتلك إلا ملايين الأسئلة التي تطرحها علينا عقولنا دون أن نجد لها أي إجابات حتى وإن لم تكن مقنعة (100%).
مدينة آشلي، من هذه الحوادث التي لا يدري أيّ شخص في العالم ما تفسير ما حدث لها، الأمر مربك ومرعب، خاصة حين تجد الكثيرين يجزمون أن ما حدث مجرد تلميح عن نهاية العالم، أو أن المدينة ببساطة قد تم سحبها إلى الجحيم، حسنًا سأروي لك كل ما استطعت جمعه من معلومات على مدى الأيام الماضية وسأترك لك عزيزي القارئ الحكم والتفسير، ربما ترى تفسيرًا لم يصل إليه عقلي.
البداية
كانت البداية في أغسطس عام 1952 في مدينة صغيرة في ولاية كنساس الأمريكية، الكثافة السكانية في هذه المدينة لا تصل إلى (700) شخص، المدينة بدائية إلى حد كبير وبما أن الكثافة السكانية فيها قليلة فلم يكن هناك ما يستدعي وجود خدمات حكومية كبيرة فيها، حتى قسم الشرطة الأقرب لم يكن بداخلها ولكن كان في قرية مجاورة اسمها هايس.
مع بدايات شهر أغسطس بدأ قسم الشرطة يستقبل مكالمات غريبة من سكان القرية، مكالمات لسكان يدعون أنهم يرون فتحة سوداء في السماء، وهناك من يؤكد أن هذه الفتحة يخرج منها البرق، لم تهتم الشرطة بالأمر في البداية ولكن مع تكرار هذه المكالمات وكثرتها قرر قسم الشرطة أن يرسل أحد الضباط للمدينة للتأكد مما يحدث وهل ما يصل من اتصالات حقيقية أم مجرد دعابات.
اللغز الأول
بالفعل انطلق في صباح اليوم التالي الضابط “آلان مايسي” إلى مدينة “آشلي” والتي كانت تبعد مسافة قريبة عن “هايس” ولكن الطريق يتخذ شكل الخط المستقيم والجميع يعرفون الطريق إلى المدينة؛ لذا لم يكن هناك مشكلة، ولكن المشكلة الحقيقية ظهرت حين وجد “مايسي” نفسه في “هايس” مرة أخرى ولم يتمكن من الوصول إلى “آشلي”!
أقسم “هايس” لزملائه أنه سار في الطريق الصحيح وأن السيارة لم تتخذ أي انحناءات على الطريق أو أي طرق مختصرة.
وفي اليوم التالي تقرر خروج سبع سيارات من قسم شرطة “هايس” متوجهين إلى آشلي، ولكن تكرر ما حدث مع مايسي، وهو ما لم يستطع أيٌّ من الضباط إنكاره، لم يكن هناك أي فرصة للسلطات أن تحاول الوصول إلى المدينة لدرجة أن عمدة “تكساس” في هذا الوقت تدخل بنفسه وطلب من المروحيات أن تخرج للبحث عن المدينة ولكن دون أي فائدة.
المكالمة الأخيرة
في الخامس عشر من أغسطس (1952) وصلت آخر مكالمة من مدينة “آشلي” إلى قسم الشرطة، كانت المتصلة تدعى “إبريل” والضابط الذي تلقى المكالمة هو “بيتر ويلش” وكانت “إبريل” تتحدث بطريقة تؤكد أنها تشعر بالفزع والخوف الشديد وكأن هناك ما يهددها، حاول الضابط تهدئتها لكي يفهم ما تقول ولكنها كانت في حالة أقرب إلى الانهيار.
حاولت “إبريل” التماسك وأخبرت الضابط أنها تختبئ في خزانة منزلها بعد أن أغلقت ستائر المنزل كلها، لأنها رأت أمرًا مرعبًا، أكدت “إبريل” أن كل من ماتوا في القرية عادوا من جديد إلى المدينة في الليلة الماضية، من ضمنهم ابنها الذي قتل في العام الماضي في حادث سيارة حين كان يركب دراجته.
كانت في حالة هيستيرية وهي تؤكد أن جميع الموتى قد عادوا، وأنها متأكدة أنها رأت طفلها والذي كان يسير على قدميه وقال لها أنه بخير وأنه يريد أن يراها، لم يصدق الشرطي ما تقوله وأخبرها أنه من غير المنطقي ولكنها أصرت على كل ما قالته وأكدت أنهم ينامون من الأمس في الحقول وقد رأتهم بنفسها، وكذلك أكدت أن كل من فتح لهم باب منزله اشتعلت النار في المنزل.
حاول الضابط أن يهدئها من جديد وسألها إن كانت في أمان ولكنها صمتت فجأة، ومن ثم تم تسجيل صوت زجاج يتكسر، وأخبرت إبريل الضابط أن هناك شيء ما دخل إلى المنزل، أخبرها الضابط أن تهدأ وألا تغادر مكانها، ولكن بدأت المكالمة تسجل صوت طفل صغير يناديها “أمي، أين أنت؟” بدأت الخطوات تقترب من مكان إبريل والصوت يزداد علوًّا إلى أن أصبح مرعبًا وبعدها صرخت إبريل وانتهت المكالمة.
الفجوة العملاقة
تقرر إرسال قوة من الشرطة في اليوم التالي، والذي للأسف شهد زلزالًا بقوة (7.9) ريختر وكانت هذه أول مرة تسجل مثل هذه القراءة، حاولت قوات الشرطة أن تذهب للمساعدة ولكن حين وصلوا وجدوا أمرًا لا يمكن لبشر أن يصدقوه.
اختفت مدينة آشلي تمامًا، لم يبقى منها أي شئ، اختفى الأشخاص والأشياء، المنازل والسيارات وحتى الحيوانات الأليفة، كل ما وجدته الشركة هو فجوة عميقة في الأرض لم يتمكنوا من تحديد عمقها، ولكن طولها بلغ حوالي كيلومتر واتساعها حوالي (500) متر أو نصف الكيلومتر.
لم تستطع الشرطة عمل أي شيء أو تفسير ما حدث، فكل ما يثبت وجود هذه المدينة اختفى بالفعل، في اليوم التالي تكرر الزلزال بنفس القوة وحين ذهبت قوات الشرطة وجدت أمرًا أعجب، لقد أغلقت الفتحة نفسها وكأن شيئًا لم يحدث.
هناك العديد من الوثائق التي حجبتها الولايات المتحدة فيما يتعلق بقضية مدينة آشلي، حتى إنها أخفت المدينة تمامًا من سجلات الولاية وكأنها لم تكن، ولكن هناك دليل لا يمكن نكرانه أبدًا وهو مكالمة “إبريل” في الخامس عشر من أغسطس والتي تم تداولها ونشرت في الكثير من المواقع ويمكنكم الاستماع إليها من هنا
أخيرًا يجب أن أخبركم أن هناك عددًا من علماء الجيولوجيا أكّدوا أن التفسير المنطقي الوحيد لما حدث في قرية آشلي هو أن المدينة تقع على منطقة زلازل، وأن الزلزال القوي الذي حدث أدى إلى تصدع في الأرض مما أدى إلى اختفاء المدينة بكل ما عليها.
ولكن للأسف هذا التفسير لا يعطينا أي إجابات مرضية عن سر المكالمات الغامضة بشأن الفتحة التي شاهدها الناس في آشلي في السماء، ولا عما قالته “إبريل” بشأن عودة الموتى، وكذلك ما حدث مع قوات الشرطة الذين لم يتمكنوا من إيجاد المدينة مهما حاولوا، هل لديك أي تفسير؟