Loading Offers..
100 100 100

عيد الأم بدون أم: ألم الفقد وطرق البر!

لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد

الأُمّ، قيل في حقها قصائد وأغنيات، أشكال مختلفة للاحتفال بعيد الأم، يوم تشعر فيه الأم بشيء من الحب والاهتمام، وحقها علينا تعبيرنا عن حبنا واهتمامنا دائمًا، ولكنها كعادتها ترضى بالقليل من شعور الحب في الاحتفال والهدايا، وفي نفس الوقت الذي تحتفل فيه بأمك قد يكون في البيت المجاور صورة أخرى معاكسة تمامًا.. لا يوجد بها أي احتفال بل دموع وألم فقد واشتياق، فماذا نحن فاعلون بعد أن أصبح ذلك الاحتفال واقعا اجتماعيًّا؟ سواء قبلته أم رفضته، فما الصورة الكاملة في ذلك الاحتفال؟ ما تفعل إذا كنت أنت الفاقد كي تدعم نفسك ولتبرّ أمك في حياتها الأخرى؟ وإذا كنت من المحتفلين ما مسئوليتك تجاه من فقد أُمه ويتألم ذلك اليوم؟ ولماذا؟ هذا ما سنعرفه سويًّا الآن عبر الجانب الآخر وألم الفقد.

آلام فاقد الأُم في عيد الأُم

أنا المتألم أُحدثك من داخل غرفتي التي أُحاول أن أختبئ فيها ذلك اليوم من كل عام، أمنع نفسي من سماع أصوات الاحتفال وأري أُمي أمامي تبتسم لي، أنتم لا تعلمون كيف يكون ألم الفقد! لا تدري ألم أن تختفي أُمك من حياتك، أن يختفي الحُضن والمكان الآمن الذي تلجأ إليه في أزماتك والشخص والوحيد الذي لا يتخلى عنك أبدًا، وألمي في عيد الأم مزيج من كل تلك المشاعر، ولا أدري ماذا أفعل!

كيف تتعامل مع ألمك يوم عيد الأُم؟

أُخبرك أنك لست وحدك مُتألمًا، أشعر بألمك هوّن على نفسك. وصدقني حين أقول: دورك أن تدعم نفسك وتأخُذ بيدها فلا تتركها للحُزن.
  • اصحب نفسك لصُحبة مُحببة لقلبك وفضفض عن مشاعرك فالفضفضة وسيلة التنفيس وتخفف الضغط الواقع على نفسيتك وتشعرك بالدعم الاجتماعي فشعور أنك لست وحدك وأنّ هناك من يهتم أن تكون بخير يخفف ألمك.
  • الجأ للكتابة: دعِّمْ نفسك حيث إن الكتابة تعيد علينا قراءة واقعنا وتجعلنا نسمع صوت مشاعرنا الداخلية العميقة، التي ربما لا نقدر على إظهارها لمن حولنا، ومع الكتابة نُعيد تعديل أفكارنا كي نستطيع تخطي الصدمة والتطور بعدها دون أن ننتظر إذنًا من أحد. [تساؤلات في الكتابة ودخول إلى عقل الكاتب]
  •  اصنع لك ذكريات جديدة: جرّب أماكن وأشياء جديدة تدعمك، لا تعزل نفسك عن الحياة كي تتجنب الألم فهو داخلك والاختلاط والتجارب الجديدة يعطيك تجربة لمشاعر جديدة كالحماس والسعادة ويخرجك خارج دائرة الحزن وهو يصنع لك ذكريات جديدة تدعمك وتُريك أن فقد أُمك ليس نهاية العالم. [المشاعر السلبية ليست سيئة دائمًا!]
  • تقبل ألمك فإنك إنسان تشعر فلا تُنكر مشاعرك لأن الإنكار مؤلم.
  • زِد الروحانيات: تساعدنا الروحانيات والمُثُل العليا في تخطي المحن (الصلاة الخاشعة والأذكار والدعاء) فالصبر والقوة من الله فاستعن به. [8 طرائق من القرآن والسنة للتخلص من الاكتئاب]
  • تقبل وتفهم أن احتفال الآخرين ليس تجاوزًا لألمِك وأنه واقع اجتماعي فُرض على الجميع. تقبُّلك سيهوّن عليك الآلام الأُخرى.
رفقا بنفسك واعلم أن اليوم عليك دور البر تجاه أُمك في حياتها الأُخرى ولتقُمْ بدورك وتُسعدها، وسأخبرك كيف تبرّها:

كيف تبر أمك في حياتها الأخرى؟

البرّ بأُمك ممكن ولم ينته، قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم-:
(إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم يُنتفع به، أو ولد صالح يدعو له)
معنى ذلك أن الصدقة الجارية والدعاء ما يمكنك فعله لبر أمك.
أفكار للصدقة الجارية
  • توزيع المصاحف على المساجد.
  • المساعدة في بناء مسجد.
  • سهم لو صغير في بناء مستشفى أو دار أيتام.
  • مساعدة أُسرة فقيرة وإطعامها.
وأيضا يمكنك برّ أمك بأن
وتذكر أن كل ذلك يسعدها، وكل الأجر يرفعها مقامات في الجنة، فامسح دموعك وطبطب على نفسك، وابتسم فأمك مسرورة منك الآن.

دورك تجاه من فقد أُمه

كلنا في المجتمع وخاصه المجتمع الإسلامي علينا دور الدعم لكل من يحتاج له، فهو حقنا على بعضنا البعض في ديننا الإسلامي، فمساعدة المسلم للمسلم في أزماته حق له وتلك هي مسئوليتنا، عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: سُئل رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: أيُّ الأعمال أفضل؟ قال: أن تدخل على أخيك المؤمن سرورًا، أو تقضي له دينًا، أو تطعمه خبزًا. رواه ابن أبي الدنيا في كتاب: قضاء الحوائج، والبيهقي وغيرهما، وحسنه الألباني.

مسئوليتك الدعم وإدخال السرور

تجاه قريبك أو صديقك أو أي أحد تعرفه فَقَدَ أُمه بعد أن تنتهي من احتفالك بأمك يجب أن يكون في خطة اليوم أن تلتقيه وتشاركه شيئا يسعده في مثل ذلك اليوم ودورك أن تدعمه، مجرد تواجدك الحقيقي يُمثل دعمًا وأن تسمع فضفضته وتشعره أنه ليس وحده وأنك تشعر بألمه، خُذه لمكان يحبه أو فَاجئه بهدية، ويمكن أن تسعده ولو برسالة تعبير عن حبك وأهمية وجوده في حياتك، خاصه إذا كان يُحاول إخفاء ألمه، أو إذا كان متقبله، فوجودك في ذلك اليوم سيجعله يتجاوز أي شعور مُؤلم.وفي النهاية علينا بِرّ وشُكر أُمهاتنا وندعو لهم دائمًا، سواء كانت هي الآن معنا أَم في حياتها الأخرى، فلا يوجد شيء يوفي حقها مهما فعلنا، جزاها الله عنا خيرًا، وعلينا جميعًا أن نبحث عن مسئوليتنا في كل شيء يدور حولنا حتى في الأمور التي تكون فرضت علينا، ستجد عليك المسئولية حتى في كيفية النظر للأمور والتعامل معها .
للمزيد من المقالات

تابع قراءة عشرات المقالات الملهمة على زد

ربما تستفيد من هذه المواضيع كذلك :

تعليقات الفيسبوك
0 تعليقات المدونة

تعليق الفايسبوك

01ne-blogger

إرسال تعليق

Loading Offers..