Loading Offers..
100 100 100

[سلسلة] من تجربتي الذاتية: كيف تتخطى عقبة الأحكام المسبقة عليك في 5 خطوات؟

لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد

أسوأ شيء أكرهه على الإطلاق بعد أغنية تم البدر بدري، هو إساءة فهم الآخرين لكلامي، وتأويلهم الخاطئ لتصرفاتي؛ وعلي الرغم من كوني شخصية لا تكترث كثيرًا بما يقوله الآخرون عنها إلا أني كباقي البشر لا أستطيع أن أوقف شعوري بالظلم إذا تعرضت للإجحاف؛ لكن مؤخرًا لم أتعرض للظلم كثيرًا ممن حولي؛ فأغلب علاقاتي طبيعية لا تشوبها أي مؤامرات أو إساءة فهم، ربما يرجع ذلك لإستراتيجياتي التي اتبعتها مع الآخرين بعدما تعرضت للظلم في سنوات طفولتي بسبب شخصيتي الخجولة وقتها.أتذكر حينها أني كنت أترك من يسيئون فهمي مع معتقداتهم الخاطئة بشأني، دون توضيح وجهة نظري، وأذهب لغرفتي باكية؛ لكن مع الوقت تعلمت ألا أسمح لأحد بتأويل كلامي وأفعالي وفقًا لأهوائه، الآن دعوني أوضح لكم تجربتي في التعامل مع حكم الآخرين المسبق تجاهي من خلال النقاط التالية.

1-ابتعد عن التلميحات، وتحدث مباشرة

أكبر مسبب لسوء الفهم هو التلميحات، دعونا نفترض أننا في جلسة مع أصدقائنا ومعنا أشخاص نقابلهم لأول مرة، وأحد أصدقائنا بدأ يتحدث عن موقف ما وقال في وسط الحديث "إياك أعني واسمعي يا جارة" هنا سياق الحديث يؤكد أن هذا الصديق يوجه التلميح لصديقه الآخر؛ لكنه مع الأسف تناسى أن الآخرين سينظرون إليه على أنه شخصية ثرثارة غير جدية، وربما يصنفونه ضمن الشخصيات العاشقة للنميمة؛ ولهذا السبب بالتحديد توقفت عن إضافة التلميحات لحديثي؛ فمنذ سنوات وأنا أنتهج سياسة إيصال المعلومة مباشرة.

2-احترف صياغة الرسالة

وهنا دعوني أخبركم بكيفية إيصالي للمعلومة مباشرة للطرف الآخر، لنبدأ بالمقولة التي أتخذها قاعدة في حياتي، وهي"أقصر طريق بين نقطتين خط مستقيم"؛ فإذا أردت إيصال أي رسالة للآخرين أخبرهم مباشرة بما تريد، كما نقول في مصر"من غير لف ودوران"؛ لأن المماطلة في توصيل الرسالة قد يتسبب في ملل الطرف الآخر، وفي أسوأ الأحوال قد يتسبب التلعثم في تشويه الرسالة وإعطائها معانٍ أخرى بدون قصد من المرسل.

3-احذر من فخ الانطباع الأول

لا بد أن نعترف أن الانطباع الأول هو أول اختراع سلبي ابتكره البشر لوضع الآخرين ضمن الأطر الجاهزة الراسخة في عقولهم؛ فإذا قابلت أحدًا لأول مرة وأنت بزيّ غير مهندم سينظر إليك دائمًا وأبدًا على أنك شخص غير منظم، حتى إذا كانت حالتك تلك استثنائية أو شيئًا ما أجبرك على ارتداء ملابسك على هذا النحو، أنا عن نفسي كنت أختار نمط ملابسي وفقًا لحالتي النفسية، كنت المثال الحي لآن هاثاواي في فيلم "الشيطان يرتدي برادا"؛ فحينما كنت أذهب للمستشفى كنت أرتدي ملابس عجيبة في حين أن ذهابي للجامعة كان أشبه بآن هاثاواي بعدما أصبحت سكرتيرة ميريل ستريب خبيرة الموضة؛ لكني قررت ترك تلك العادة الغريبة، وتخلصت نهائيًّا من كل ملابسي العجيبة.

4-لا تفعل شيئًا مخالفًا لإرادتك

منذ (12) عام تقريبًا كانت أمي تقوم بالتحضيرات لفرح أختي، وكعادة المصريين كان الجميع يذهبون لشقة العروس لتنظيمها وفرشها، وقتها أنا كنت في عامي الثاني بالجامعة وكانت تلك العادات مملة جدًّا بالنسبة لي؛ لكن أمي كانت مصرة علي حضوري معهم أثناء شراء شبكة أختي (ذهب الخطوبة)، وأثناء تجهيز شقتها، وقتها أخذتني أمي -عنوة- معهم أتذكر أني كنت عابسة الوجه منذ خروجي من باب الشقة وحتى ذهابي لشقتها.وفي تلك الأثناء لم ألق التحية على أحد بما فيهم خالتي، هم لا يدرون أني عابسة بسبب الملل وإجباري على الذهاب فاستاءت خالتي من رد فعلي؛ لكن لحسن الحظ تحدثت أمي بالنيابة عني وأوضحت سوء الفهم، ومن تلك اللحظة وأنا لا أفعل شيئًا دون رغبتي أبدًا، ربما أسمح باستثناءات وأذهب مع أبي وأمي أحيانًا لأماكن لا أرغب في زيارتها، من أجل خاطرهم فقط، وحينها لا أعبس أبدًا بل أبتسم لأن الآخرين ليسوا دجالين ليتوقعوا سبب عبوسي واستيائي؛ لهذا قررت أن أتجنب الحكم المسبق من الآخرين عن طريق التحكم جيدًا في كلامي وتصرفاتي وحتى لغة جسدي.

5-لا تسمح للآخرين بإساءة فهمك

وهنا النقطة الأهم، لا تسمح مطلقًا لأحد أن يسيء فهمك وتقول لنفسك"دعهم يظنون فيّ الظنون، ويقولون عني ما يشاءون"، أنا كنت كذلك ومع الأسف لازلت أنتهج تلك الطريقة مع بعض الأشخاص؛ لكن مع الوقت غيرت نمط تفكيري وقررت ألا أسمح للآخرين -خاصة أحبائي وأصدقائي- بإساءة فهم كلامي وتصرفاتي؛ لأن التوابع مع الأسف ستؤثر على علاقتي التي جاهدت في توطيدها لسنوات.في الختام أود أن أؤكد لك قارئي العزيز أن حكم الآخرين المسبق تجاهك (90%) منه نابع منك أنت؛ فلا تنتظر من البشر أن يتعرفوا عليك جيدًا في حين أن كلامك غامض ومبهم، وتصرفاتك لا تعكس ذاتك الحقيقية، وهذا هو الجزء الأول من تجاوز عقبة الحكم المسبق الموجه من الآخرين تجاهك، وفي المقالة القادمة إن شاء الله سأحدثكم عن كيف تبرمج نفسك على عدم إصدار الأحكام المسبقة على الآخرين.
إليك أيضًا

تابع قراءة عشرات المقالات الملهمة على زد

ربما تستفيد من هذه المواضيع كذلك :

تعليقات الفيسبوك
0 تعليقات المدونة

تعليق الفايسبوك

01ne-blogger

إرسال تعليق

Loading Offers..