Loading Offers..
100 100 100

مشاريع حياتنا المؤجلة، كيف ننجزها بحق الله؟

لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد

"لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد"
مقولة متداولة تكاد تسمعها يوميًّا أو ترددها في كثير من المواقف والأحداث الحياتية، بل وتندم أو نندم جميعًا على عدم وضعها نصب أعيننا وتطبيقها حين يتطلب منا الأمر في مواقف بعينها بدلًا من أن نعضّ أصابع الندم والحسرة على ما فاتنا وكان من الممكن أن نناله حينها لو أخذنا بالأسباب وتحركنا نحو الهدف واتبعنا تلك المقولة الخالدة التي أذكر نفسي وإياك بها أيها القارئ الكريم.فكم من قرار أو مشروعات حياتية تكاسلت وفضلت فيها التأجيل لسبب أو آخر وأصابك الندم لنتائجها؟! فمن تأجيل تعلم مهارة حياتية جديدة ربما كانت تساعدك في تطوير ذاتك، لتأجيل نزهة للتجلي والاسترخاء ولو لساعات معدودة، وصولا لزيارة جدك المريض أو جدتك المسنة حتى وافتهم المنية، قرارات تساهلت فيها مع نفسك ورفعت فيها راية الاستسلام مبكرًا وانتصر عليك شبح التأجيل وأخرج لك لسانه وأنت تعض أصابع الندم.

ارتباط تنظيم الأهداف بتحقيقها

ومن جهة أخرى يقول علماء النفس: إن معظم الأشخاص الناجحين يضعون الأهداف نصب أعينهم بشكل منظم، ويرتبط نجاحهم دائمًا بما يعرف بالجدول الزمني لكل مرحلة؛ وذلك بغرض قياس مدى تحقيق التقدم في مشاريعهم الحياتية بمرور الوقت، ومن مميزات تلك الطريقة الحكم المبكر على النجاح أو ضرورة الاستمرار أو التوقف وربما تعديل أهدافهم ومشاريع حياتهم أي بمعنى آخر ارتباط نجاحهم وتطوير شخصيتهم بشكل أو بآخر بعامل الزمن وعدم تأجيل أفكارهم الحياتية وخططهم المستقبلية قدر الإمكان.وعلى الجانب الآخر فالأشخاص الكسالى وضعيفو الهمم ينطبق عليهم أبيات الإمام الشافعي حين قال: "نعيب زماننا والعيب فينا .... وما لزماننا عيب سوانا". فهم دائمًا ما يعلقون شماعات الفشل والتراجع في مسارات الحياة على الظروف والأقدار والتقلبات الزمنية، وإذا دققت في معظم من يستندون في حياتهم على وجود مثل تلك العوائق لاكتشفت أن معظم الناجحين تعرضوا لما شابهها في بداية حياتهم وربما كانت ظروف أشهر رجال الأعمال والفنانين والعلماء والمشاهير أكثر صعوبة من هؤلاء الذين يلتزمون فقط بترديد عبارات الندم والحسرة على ما فات مقصرين في حق أنفسهم حتى ولو بالبحث عن أسباب ذلك، والتي يطل منها جليًّا دومًا عامل العشوائية في تنظيم الوقت وتأجيل مشروعاتهم.

الكلام الإيجابي لا ينفع دائمًا

ورغم محاولاتك لتصدير الطاقة الإيجابية لأحدهم بعبارات مثل "اللي سبق أكل النبق" أو ما شابه لن تجد منه إلا إلقاء التُّهَم على الغير ودائمًا لديه أشياء وأحلام ومشروعات مؤجلة، إما لا يبوح بها أو يدلي بها كَسِرّ عسكري خيفة سرقتها، رغم أنه لن يكلف نفسه حتى تجربة مدى ملاءمتها لإمكانياته وظروفه لكنه يفضل التأجيل على الفشل في الأمر ومن تأجيل لتأجيل ومن تراخٍ لآخر ومن تخوّف لهروب، ونهاية المطاف قطار عمر يمر يقارب من محطاته الأخيرة وصاحبه لا يزال يقف  محطة المغادرة محلك سر، فلا تحركه رغبة للمحاولة ولا تستفز مشاعره قدرة تغير من طريقة تفكيره إلا من رحم ربي.وينقسم البشر لمجموعات في مجابهة تأجيل مشاريع حياتهم، منهم المجبر على التأجيل وغالبًا ما يكون شخص لديه ظروف قد توصف بالفعل قهرية لكنه يحاول التغلب عليها، وبالتالي كبح جماح التأجيل وإخراجه من حساباته، وهناك آخرون من النوع المغامر ممن يتبعون "فاز باللذة كل مغامر" وأغلب الظن أن اندفاعه نحو هدفه بصدر مفتوح وسينجح ولكن بعد أن يتلقى في صدره سهام الزمن التي سوف تصقل مهاراته وتكسبه الخبرة اللازمة وهناك أيضا العقلاء والمخططون ممن يجيدون قيادة النفس وإدارتها ويملكون زمام أدواتها وعلى دراية تامة بكيفية إدارة حياتهم ومحاربة شبح تأجيل مشروعاتهم، وتحتوي القائمة أيضًا على أسرى ومحبي التأجيل والمستندين على كتفه وخالقي الأعذار  الذين يحبون غزل ثوب الطاقة السلبية حول أنفسهم والمحيطين.

"نملك السعي ولا نملك النتيجة"

وقد يصطدم عند البعض مفهوم محاربة التأجيل بالقدَر وتوقيته، وهذا صدام مخرجه في السعي كيفما قالوا يوما ما "أننا نملك السعي ولا نملك النتيجة" فهي بيد الله -عز وجل شأنه- إما أن تجلس منتظرًا أن تمطر عليك السماء سبائك من  الذهب أو عملات فضة نادرة أو أن ترث خزائن قارون أو حتى ترث عمّك المهاجر كندا أو أستراليا أو البرازيل فقد يعد هذا انتحارًا حياتيًّا وتكاسلًا عن سبب خلقك وهو تعمير الكون، والأمر هنا وخطورته لن تقف عند تأجيل المشروعات الحياتية بل سيضحي الأمر عادة، ربما تصل لتأجيل العبادات والتقصير فيها ومن ثم ضياع توجيه بوصلة حياته من شخص مؤجل لمشاريع حياته لذلك الذي خسر كل ما في حياته.لذا سنستعيذ بالله ونزيل غبار المؤجَلات عن صدورنا جميعًا، ونحاول أن تكون السنوات الباقية على وجه الأرض أملًا وعملًا وسعيًا، فكلما زاد السعي كلما تحسنت بعون الله وأمره النتيجة المرجوة وتحققت أسرع.
إليك أيضًا

تابع قراءة عشرات المقالات الملهمة على زد

ربما تستفيد من هذه المواضيع كذلك :

تعليقات الفيسبوك
0 تعليقات المدونة

تعليق الفايسبوك

01ne-blogger

إرسال تعليق

Loading Offers..