Loading Offers..
100 100 100

راديو الإنترنت 2 (تجربة من الداخل)

لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد

في مقالي السابق ذكرت بداية دخولي هذا العالم الصوتي الإلكتروني، وعلى سوء ما قابلت به، عليّ كذلك الاعتراف إنه صقلني بالخبرات كما أثقلني بالخيبات، وفتح مداركي على تفاصيل جديدة على الفتاة الغرة الصغيرة التي دخلته بالصدفة لأصبح ما عليه الآن. وبالطبع لن أختال بذلك فما زالت الحياة تحوي أكثر وأقسى من مدى معرفتي وتجربتي، ولكن لا بأس فلنجعل ما مرّ لبنات حصننا من أي سوء مكتوب علينا -لحكمة- بالغد، ودون إطالة أكثر فالآتي كان تتمة قصتي في هذا العالم.جاءت التجربة المريرة الرابعة في عالم الإذاعة الإلكترونية مع اثنين أخوة قد تعرفت عليهما في آخر راديو عملت به، وعرفت أن أحدهما عمل في الراديو الأول الشهير ولكنى لم أنتبه أو أتذكره وقتها، كان الفتى طموحًا وتمكن من تجهيز مكان بشكل يقارب الجيد ولكن قبلها أقنعني بأن أكون معهما فأصبح من مؤسسي هذا النبت ليصبح مؤسسة مستقبلًا، وقد اقتنعت لدرجة جعلتني أقنع صديقًا آخر من الراديو الأول أثق به، وبالفعل أسسنا هذا المكان إداريًّا بالتعاون مع بعض الأصدقاء وبتمويل الأخوين ولكن بدون أجر لنا.بعدها وضعنا خططًا معهما لكى يمول هذا المكان نفسه بنفسه، ويحقق مكسبًا ماديًّا مع الحفاظ على مبادئه وتعاونه مع صغار الإعلاميين وحريته، ولكن وجدنا أن الاخوين يتعمدان بشكل هزلي التدخل في عملنا بشكل خاطئ، وتقديرًا لمجهودهما تجاوزنا في البداية الكثير، ولكن حين بدأ الامر يتجه للفوضى توقفنا بحزم ومنعناهما عن التدخل في كل من الإعداد والإذاعة، فأصبح لهما الجزء الصحفي والدعائي ففشلا في كليهما.واستمر الامر بتمويلهما الشخصي الذى اكتشفنا أنه من والديهما، وأن هذا الكيان ليس سوى محاولة من أبوين لدعم ابنيهما الفاشلين فانسحبنا. وما يشعرني بشيء من التسامح مع نفسى وعدم لومها على كل هذا الوقت والجهد المبذول هباء هو أن الكثير ممن عملت معهم هناك من النشء والموهوبين في تلك الفترة تعلموا من وجودي الكثير وحين تفرقنا لأماكن مختلفة أفادهم ما علمتهم إياه، أما الراديو فقد توقف شهرًا بعد رحيلي لأنى كنت صمام النظام وقتها هناك، وما جعلني أصر على الرحيل –رغم استمرارهما بعدي لفترة– أنهما متشبثان بالخطأ حتى لو خالفهما الجميع فقط لأنهم أصحاب المكان، ولا يعطون أحدًا حقه ماديًّا حتى لو اعترفا بمجهوده ودوره الكبير بالمكان أمام الجميع، أيضًا يجعلان أمهم تتدخل في مسار العمل، أليست أحد الممولين؟والنهاية والأسواء أنهما قبلا المال الحرام من النصب على حديثي التخرج وطلبة كلية إعلام بكورسات بمبالغ متوسطة مقابل تعليمهم القليل الذي لديهم ولا يستحق أن يُدفع له مال ويمكن تعلمه وسماعه من أي شخص بدون مقابل. بل وإعطاؤهم شهادات مختومة بختم مؤسستهم تلك وكأنها معتمدة من جهة كبيرة موثوقة، وبهذا أصبح المكان يمول ذاته بعد أن فشل في اجتذاب أي إعلانات، ومع ذلك لا يعطون أجورًا سوى للساعي حتي يأتي لينظف المكان ويبيعنا المشروبات.. ومن تلك المحطة قررت التوقف ولكن صديقة عزيزة من الإذاعة الأخيرة طلبت مني مساعدتها في إنشاء راديو آخر… وقد كان ولكن حين شعرت أن الأمر سيشابه ما سبقه لم أستمر ورحلت عن هذا المجال نهائيًّا. وصدق حدسي حين علمت أنها لم تُكمل مشروعها لسقوطها في خديعة من أوهمها بإمكانية تحقيق هذا الحلم.ومرت الأعوام بعد كتابتي لتجربتي تلك دون أن أخطو نحو هذا الطريق مجددًا، طريقًا قابلت به ضيوفًا على الإذاعات تمنيت لقاءهم يومًا لانبهاري بتميزهم سواء الفني أو الثقافي، وغيرهم لم يكونوا بالحسبان وظهروا بطريقي، وشخصيات ذات كيان باهر سواء داخليًّا أو سطحيًّا ساعدوني بشكل غير مباشر على تبين ذاتي وتقويمها من خلال تعاملي معهم. وظللت أشاهد ربما يوميًّا إذاعات تظهر وغيرها تختفي، وأصدقاء قدامى من تلك الإذاعات يتوهجون وغيرهم يغيرون المسار تمامًا، ثم توقفت عن المتابعة كليًّا بعد حين، وقد أيقنت أنني أخذت من هذا الطريق خلاصته كلها، وإنه لو فتح لي بابه سواء إلكترونيًّا أو أثيريًّا الآن سأرفضه بسعادة، بعد ما وصلت له من معرفة وخبرة وقناعة بأنه على ظلام بعض أجزائه، إلا أن البقية كانت كفيلة بتعليمي جيدًا دروسًا قيّمة في اتجاهات الحياة، أنواع البشر، جميل الأماني، صعوبة الواقع و ...... نفسي.
إليك أيضًا

تابع قراءة عشرات المقالات الملهمة على زد

ربما تستفيد من هذه المواضيع كذلك :

تعليقات الفيسبوك
0 تعليقات المدونة

تعليق الفايسبوك

01ne-blogger

إرسال تعليق

Loading Offers..