Loading Offers..
100 100 100

هل نحتاج طبيبًا نفسيًا؟

لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد

حكت لي صديقتي ذات مرّة أنها تعاني صعوبة في النوم، بسبب تفكيرها بموقف صعب أثقل كاهلها منذ خمس سنوات ويلازمها الخوف منذ حينها.قَررتْ اخيرًا أن تلجئ إلى طبيب نفسي لمعالجة هذه المشكلة. بعد بحث مطول وجدت طبيباً نفسياً ذو سمعة جيدة -على حسب قولها- في احدى وسائل التواصل الإجتماعي.بعد حديث مطول مع الطبيب وعدة أسئلة شخصية -دامت ساعات- اكتَشف أن صديقتي تعاني من إصابة روحية! (يقصد بهذا أن بها مسًّا أو عينّا أو سحرًا خبئه أحدهم في مكان ما) ونصحها بعدة أشياء من ضمنها أن تقرأ بعض السور أمام زيت وتدهن به جسدها، وأخبرها عن بعض الأعراض الجانبية التي ستعاني منها مستقبلاً في سبيل التخلص من الإصابة الروحية!لا أقصد شيئًا مهينًا أو عدم تصديق بالسحر أو المس أو الجن وما إلى ذلك فهذا موضوع آخر تمامًا، لكن أن يُفهم الطب النفسي بهذا الشكل، أو يُحوَر إلى مسألة دينية وروحية عوضاً عن مسألة نفسية.. فيالها من كارثة!بالرغم من أن صديقتي أرادت فقط أن تتحدث وأن تزيل ما بها من هموم بالحديث مع شخص يعرف تماماً ما يعانيه المرضى النفسيون، أو من لديهم أفكار وأحاسيس تنغص حياتهم، إلّا أن هذا انتهى بتشخصيها بإصابة روحية.أمرّ بلحظات عصيبة وفترات إكتئاب شديدة، إلى حد أن أفقد شغفي وشهيتي وحماسي للحياة كالبعض، وهذا شعور طبيعي يحتاج إلى مساعدة مختص..أعي ذلك تماماً. أردت دوماً زيارة طبيب نفسي، أردتُ أن أصبح خفيفة كالريشة. لكن بعد حادثة صديقتي -وبعيدًا عن التعميم- قررتُ أنْ اعالج نفسي بنفسي (ويالهَا من مهمة شاقة وطريق طويل!)أردت أن أعرف الأسباب التي تمنع البعض من زيارة طبيب نفسيّ، هل يجب علينا حقاً أن نحجز موعداً قد يكون السبيل الوحيد لتخفيف المعاناة أم نكمل حياتنا بتجاهل ما يتعبنا؟

لماذا يرتبط المرض النفسي بالجنون

لا يعي البعض أنه ليس من العيب أو من الخزي زيارة طبيبٍ نفسّي، انهُ ليس جنوناً أو محضَ لعبة. وكما يولي الجميع اهتمامًا بالصحة الجسدية فالصحة النفسية لا تقل أهمية عنها وفي كثير من الأحيان تؤدي الأعراض النفسية إلى مرض جسدي، فليس من المخجل أبداً طلب المساعدة من خبير.في مكان نشأتي، ما أن يبدأ نقاش عن هذا الموضوع حتى تتبعه موجة الدعابات والإستهزاء. هنالك الكثير من الصور النمطية التي يتم نقلها عن العلاج النفسي تمنع الأشخاص من طلب المساعدة، ونتيجة لذلك لا يسعون للعلاج أبداً.يقول جريجوري دلاك، مدير قسم الطب النفسي في جامعة ميشيغان:
"إن التحدث بصوت عالٍ عما يزعجنا يمكن أن يكون مفيدًا للغاية، التحدث مع شخص مدرب على التعامل مع القلق والاكتئاب سيكون ذو فائدة عظمى في التعامل مع الأعراض النفسية، وتوجيه بعض الأفكار السلبية وإعادتنا إلى الحالة العقلية السليمة حيث يمكننا المضي قدمًا مع هذه الصعوبات."
يفضل كثير من الناس  التعايش مع آلامهم ومشكلاتهم النفسية بعيداً عن الآخرين وعن التحدث عنها وإدراكها، متجاهلين أهمية الطبيب في مساعدة المريض على تجاوز أزماته عبر وضع خطة علاجية تساعده على الشفاء.لكن حقاً هل هناك ما هو أهم من الصحة النفسية؟! هل سأنام بضيق في صدري، أو أنهض من نوم طويل لا أريد الإستيقاظ منه كي لا أواجه الحياة، أم سأستسلم لنوبات الحزن المفاجئة التي لا أعرف بدايتها من نهايتها وأتعايش مع هذا كله وأتحمل تبعاته وتأثيراته على بدني بأعذار واهية؟ لا أعتقد أن هنالك ما يستحق أن نتجاهل أنفسنا من أجله! فلنعش حياة طيبة ونفعل ما يلزم لحياة أفضل .
إليك أيضًا:

تابع قراءة عشرات المقالات الملهمة على زد

ربما تستفيد من هذه المواضيع كذلك :

تعليقات الفيسبوك
0 تعليقات المدونة

تعليق الفايسبوك

01ne-blogger

إرسال تعليق

Loading Offers..