Loading Offers..
100 100 100

[سلسلة] من تجربتي الذاتية: كيف تقوم بإعداد البرامج التليفزيونية كالمحترفين

لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد

أخبرتكم خلال مقالاتي السابقة في سباق الخمسين عن التأليف والصحافة والترجمة وكتابة الأبحاث؛ لكني لم أحدثكم من قبل عن إعداد البرامج، في البداية سأخبركم لماذا دخلت مجال الإعداد، بدأ شغفي تجاه هذا المجال في عامي الثاني بالجامعة، وتحديدًا بعد أسيمنت (تكليف تطبيقي) طُلب من كل الدفعة أثناء دراستنا لمادة الإذاعة والتليفزيون، كان المطلوب مشاهدة تتر البداية لمسلسل (Dexter) الأمريكي، وعندما سألتنا الدكتورة عن رأينا رفعت يدي وذهبت للمنصة ووقفت بجوارها وشرحت ماذا فهمت من التتر.وكانت إجابة الأسيمنت كالآتي: "الصورة بألف كلمة"، واكتشفت أن التتر فعلًا بدون ما يوضح أو يلمح أن ديكستر مرجان قاتل متسلسل قام من خلال عرض روتينه اليومي في أقل من دقيقتين منذ استيقاظه حتى خروجه من منزله بإعطاء المُشاهد فكرة أنه شخصية مهووسة بالقتل، دعونا إذن ندخل في عالم الإعداد ونتحدث خلال النقاط العشرة القادمة عن كل المعلومات التي يجب معرفتها عن شخصية المُعدّ، وكيف تسير عملية الإعداد.

1- الموهبة

قبل أن تشرع في دخول عالم الإعداد التليفزيوني اسأل نفسك أولًا، هل تمتلك موهبة الكتابة أم لا؟ فأي شخص يمتلك موهبة الكتابة أو تخرّج من عالم الصحافة لا يحتاج لأي دراسة مُسبقة للدخول لمجال الإعداد، أما بالنسبة لهؤلاء الذين لا يملكون مهارات الكتابة؛ فعليهم أن يحضروا مزيدًا من الدوارات التدريبية ويمارسوا مهنة الإعداد تحت إشراف مُعدِّين محترفين.

2- الخلفية المعرفية

وهنا يجب أن تعلم كل كبيرة وصغيرة عن الموضوع المراد بثه علي شاشة التليفزيون؛ فلو تحدثت مثلًا عن ظاهرة التوكتوك في بعض البلدان عليك أولا أن تعرف من أول بلد استحدثت تلك الظاهرة، وإيجابيات وسلبيات الظاهرة، بجانب معرفة آراء المواطنين، وهكذا.

3- معرفة المجتمع

في إحدى المحاضراتي أخبرتنا دكتورة سوزان القليني أن إحداهن لم تعرف ماذا يعني "الزير"، ولهذا السبب رفضوها ولم يسمحوا لها بالعمل في إعداد البرامج، وهنا أريد أن أوضح نقطة هامة جدًّا ألا وهي الانخراط في المجتمع، ومعرفة مشاكله وقضاياه، والعقبات التي تواجه المواطنين، لأن المُعد الناجح هو من يشعر بمشاكل الآخرين ويسعى لإيجاد حلول لها من خلال برامجه.

4- الإبداع

أخبروني هل ستتابعون برنامج فكرته مكررة؟ بالطبع لا؛ لهذا السبب يجب أن يتحلى المُعدّ بصفات التجديد والإبداع وابتكار أفكار جديدة لبرامجه وطرق عرض الفكرة.

5- الأمانة العلمية

أهم صفة يجب أن يتحلى بها المُعدّ هي المصداقية وعرض المعلومات بدون تحريف، فكل مهنة يجب أن تلتزم بأخلاقيات عمل معينة، وأخلاقيات عمل المُعدّ كأخلاقيات عمل الصحفي وأولهم الأمانة في عرض الأخبار والمعلومات بدون تشويه أو تحريف.

6- معرفة القوانين

أحيانا كنت أقول لنفسي: ما فائدة التشريعات الإعلامية ولماذا ندرس مادة خاصة بالحقوق من الأساس؟ لكني اكتشفت أن التشريعات الإعلامية فادتني فيما بعد، فأيّ صحفي يجب أن يعرف متى يعامل كشخصية اعتبارية ومتى يتعامل كسلطة رابعة، كذلك المُعدّ يجب أن يعرف جيدًا التشريعات الصحفية والإعلامية لتفادي التحدث عن أي فكرة مخالفة لقوانين العمل الإعلامي.

7- أدرس الواقع جيدًا

بعد اختيار الفكرة يجب على المُعدّ أن يدرس الموضوع من كل جوانبه، ولا يتحدث عن الظاهرة كالتلوث والسحابة السوداء بناء على المقالات التي صدرت منذ سنوات، فلا بأس من دراسة تاريخ الظاهرة لكن عند التحدث عن فكرة ما يجب أن تُعرض بناء على الواقع الحالي.

8- المرونة

أثناء وبعد عملية الإعداد سيضطر المعد لتغيير الأسكربت (السيناريو) أكثر من مرة بسبب مشكلة مع المصادر أو ضيق الوقت أو حتى إعادة صياغة الفكرة من البداية؛ لذا يجب أن يتحلى المعد بالمرونة ويتقبل أي تغييرات تطرأ على عمله.

9- الثقافة العامة

مُعد البرامج والصحافيين يجب أن يمتلكوا خلفية ثقافية أوسع وأشمل من أي شخص عادي؛ لأن العالم كله ينتظر منهم المعلومات والأفكار؛ لذا يجب أن يتحلوا بثقافة عامة في المجالات المختلفة، ويجب أن يسبقوا العالم كله بخطوة.

10- عملية الإعداد

وهنا سأحدثكم سريعًا عن كيف تسير عملية الإعداد.

أولًا: مرحلة اختيار الفكرة

وفيها يختار المُعدّ الفكرة بناء على المشاكل والقضايا التي تمس حياة المواطنين؛ كأن يتحدث عن كيفية الاعتناء بالصحة وتقوية المناعة، أو كيف تستطيع تحصيل العلم من خلال البرامج التعليمية وتعتاد على التعليم الإلكتروني، وهكذا.

ثانيًا: الجمهور المستهدف

ونستطيع تحديد الجمهور المستهدف من خلال تحديد الغرض الذي نصبو إليه من البرنامج؛ ففكرة التعليم الإلكتروني ستستهدف كل الأسر التي لديها أطفال في المراحل التعليمية المختلفة، وفكرة الصحة والمناعة ستستهدف الجمهور العام كله.

ثالثًا: جمع المعلومات

وهنا أهم وأصعب مرحلة، وهي البحث عن أي معلومة تخص الموضوع واختيار المصادر الذين سيوضحون الفكرة للمشاهدين من خلال تحليل الأرقام والبيانات.
1- كتابة الأسكربت
وتتلخص مرحلة كتابة السيناريو في كتابة كل شيء يتعلق بالبرنامج، ليس فقط الحوار بين المذيع وضيوف البرنامج؛ لكن السيناريو يتضمن الصور المعروضة ومقاطع الفيديو -إن وجدت- وحتى الموسيقى التصويرية للبرنامج.
2- الاتصال والتنسيق مع المصادر
وهنا يبدأ المُعدّ في الاتفاق مع ضيوف البرنامج، وإعداد خطة بديلة إذا ما اضطر أحد الضيوف إلى الاعتذار عن الحضور في آخر لحظة.

في الختام

في بداية عملي في مجال الإعداد لم أعرف ماذا تخبئه لي الأيام؛ فمؤخرًا أصبحت أقوم بالإعداد لمقالاتي وكأنها برنامج تليفزيوني؛ فأصبحت أسجل مقاطع صوت وخلفية صوتية، وأتحكم في نبرة صوتي بناء على موضوع المقالة، مع اختيار الصور المختلفة للمقالة، ومن تلك التجربة اكتشفت أن الإعداد حلقة في سلسلة تبدأ بالكتابة وتنتهي بعرض الفكرة وتحليلها من خلال حوار موضوعي مدعوم بالصور والفيديو والبيانات الإحصائية واستقصاءات الرأي.
إليك أيضًا

تابع قراءة عشرات المقالات الملهمة على زد

ربما تستفيد من هذه المواضيع كذلك :

تعليقات الفيسبوك
0 تعليقات المدونة

تعليق الفايسبوك

01ne-blogger

إرسال تعليق

Loading Offers..