Loading Offers..
100 100 100

العجز الذي يشعر به الأشخاص المنغمسون في أنفسهم

لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد

عادةً ما يُشار إلى الأشخاص المنغمسين في أنفسهم بعدة صفات مثل: الأناني أو النرجسي أو متصالح مع ذاته ويخدمها. يتمتع هؤلاء الأشخاص بصفات إضافية، تساعدهم في تشكيل أسلوب مميز للشخصيةِ، ويتمثل هذا في طرق التفكير والتصرف في المواقف المختلفة والعواطف.تشير إحدى الدراسات إلى أنهم يعيشون حياتهم معتقدين –دون وعي منهم– أنهم خاملون ويُهيأ لهم أنهم عاجزون. ويُشار إلى نوع هذه الشخصية بالشخصية العاجزة، بالرغم من تفاصيل حياتهم وطرقهم الفريدة في التفكير والتصرف.في العادة، تُستخدم صفة عاجز، للتعبير عن شخص غير فعّال، وصاحب شخصية ضعيفة وغير قادر على اتخاذ قرارات فعّالة. وهذا يناسب الشخصية العاجزة، فهم أشخاص غير مسؤولين وغريبو الأطوار، ويلقون اللوم على الآخرين. ودائمًا ما تكون التزاماتهم في العلاقات مشروطة، كما أنهم متعجرفون، ويتعالون على الآخرين. ويعتقدون أنّ الاهتمام حق مكتسب، ليس فضلًا من غيرهم عليهم.

المشاكل الجوهرية المؤدية إلى تكوين الشخصية العاجزة

أهم المشاكل الجوهرية التي تتسبب في تكوين الشخصية العاجزة، هي التكيّف العاطفي، أو بعبارة أخرى، الاعتماد على الآخرين، وينمو هذا بداخل الطفل منذ الطفولة، فمعظم الآباء والأمهات يشفقون على أبنائهم، ويساعدونهم في أي شيء من طعام وشراب وارتداء الملابس وغسل الأسنان والواجبات المنزلية والاستذكار، كل شيء تقريبًا، فيظن الطفل أنّ هذا هو الطبيعي، وعليه الاعتماد على الآخرين في كل شيء. تجدهم كلما رغبوا في شيء أسرع آبائهم لتلبيتها.وبالتدريج يفقدون مفهوم الاعتماد على الذات، ولا يستوعبون معنى أنّ الحياة لا تُعطي كل شيء. وتظهر نتائج هذا التكيّف العاطفي (أو الدلال الزائد، من وجهة نظري الشخصية) في مرحلة البلوغ، وتتشكل الشخصية العاجزة، ويحتاجون لعدة متطلبات قد يُفاجئون من عدم وجودها كالتالي:
  • المطالبة بالدعم العاطفي: تطلب هذه الشخصيات من الآخرين تلبية طلباتهم بالرغم من أنهم غير عاجزين عن تلبيتها، ولكنهم يتكاسلون، وإذا رفض البعض خدمتهم، يدخلون في حالة من الغضب، وترتفع أصواتهم تعبيرًا عن الغضب. أستطيع القول أنّ ما يفعلونه أصبح حقًّا مكتسبًا، وهذه نتيجة طبيعية لما اعتادوا عليه في طفولتهم من الدلال أو الكسل.
  • تقلب الأفكار أو المتطلبات: يُلاحظ أنّ أصحاب الشخصيات العاجزة يُغيرون من مطالبهم حسب حالتهم المزاجية، فلا تَستعجب إذا رأيت أحدهم يطلب شيئًا الآن، ثم يُغيّر رأيه ويطلب العكس في اللحظات التالية. فهم لا يستطيعون الصمود أو التمسك بفكرة واحدة.
  • التصرف بعدم مسؤولية: في الطبيعي، تَعّوَّدَ الشخص صاحب الشخصية العاجزة على تحمل الآخرين لمسؤولياته. وهذا بدوره خلق له مفهومًا مُفاداه أنه لا يجب عليه تحمل أية مسؤولية، وبالتالي يُلقي مسؤولياته دائمًا على الآخرين.
  • اتخاذ موقف متعجرف: واحدة من أهم صفات الشخصية المتعجرف أنها تتعالى على الآخرين. يرجع ذلك لاعتيادِهم على التعامل كأطفالٍ. ويستمر هذا السلوك معهم حتى بعد البلوغ، فعندما يكونون في حاجة لشيء ما من الآخرين لا يطلبون، بل يأمرون ويتصرفون بغطرسة.
  • يتبعون الطريق الأسهل: دائمًا ما يتوقع أصحاب هذه الشخصية الكثير من الآخرين والقليل من أنفسهم. فهم يبذلون القليل عندما لا يجدون من يقومون بشيء من أجلهم.
  • الافراط في الاعتزاز بالذات: اعتاد أصحاب الشخصية العاجزة على تلبية طلباتهم من قِبل والديهم في سن الطفولة، حتى إنهم بالغوا في ذلك، فتَرسخ لدى هذا الطفل إحساسًا مُبالغًا فيه بذاته دون فعل شيء مميز.
  • لا يشبعون من الاهتمام: إنهم يعتادون على الاهتمام من الآخرين، ودائمًا ما يتوقعون المزيد والمزيد من الاهتمام اللانهائي، فهم لا يتفاعلون إلا بذلك الاهتمام.
  • التركيز على نقطة ثابتة: تُركز الشخصيات العاجزة على نقطة واحدة أو هدف محدد، فلا يتركون مجالًا لتوسيع آفاق تفكيرهم.
  • إلقاء اللوم على الآخرين: في كثير من الأحيان، يشعر هؤلاء بالخمول، حتى إنهم لا يقومون بعملهم على أكمل وجه، ولكي يبرروا فشلهم هذا، يُلقون باللوم على الآخرين.
  • الاعتماد على الغير: وهذا صفة بارزة لديهم، وتحدث بسبب التكيّف العاطفي الذي وجدوه في طفولتهم من آبائهم. ويشعرون دائمًا بأنهم في حاجة ماسة إلى الرعاية، وهذا يجعلهم عاجزين عن تقديم الحب والرعاية للآخرين الذين يحبونهم، سواء في المنزل أو العمل. ويعمل العلاج النفسي على هذه النقطة تحديدًا، حيث يقوم الأخصائيون النفسيون بإلغاء تكيّف هؤلاء.
  • يتخلصون من أولئك الذين يسببون لهم إحباطًا: عندما يستأذن أصحاب الشخصية العاجزة من أي شخص يسبب لهم إحباطًا، يتخلصون منه، فهم لا يتحملون خيبة الأمل.
  • الضمير ليس ثابتًا: تفتقر الشخصيات العاجزة إلى ضمير ثابت، ويتقلب ضميرهم تبعًا لرغباتهم أو حالتهم المزاجية.
كل هذه الصفات السابقة تُشكل الشخصية العاجزة التي لا تستطيع التعامل مع قوانين الحياة التي تفترض أنّ البشر كائنات اجتماعية، وعليهم التعاون سويًّا كي يرتقوا ببعضهم. في كثير من الأحيان، لا يستطيع أصحاب هذه الشخصية الاقتناع بهذه الحقيقة الحياتية المهمة للغاية، فقد اعتادوا الأنانية، ولا يدركون معنى العطاء. وإذا لم ينتبهوا لحالتهم هذه لن يجدوا الراحة في الحياة. وغالبًا لا ينتبهون من تلقاء أنفسهم، فمن أهم مبادئهم أو صفاتهم المُكابرة. لذلك، من الصعب عليهم أن يعترفوا بحالتهم هذه أو يصدقوها.من الضروري أيضًا نشر الوعي بين الآباء والأمهات. إنّ الإفراط في الاهتمام لا يفيد الطفل –كما يعتقدون– وإنما يتسبب في إلحاق ضررٍ كبيرٍ لهم في المستقبل، وهذا ظُلم كبير للطفل، فما قدمه إليه آباؤه بحسن نية، يتسبب في تعاسته طوال حياته. لذا يجب على الأسرة إدراك هذا الأمر جيدًا أثناء عملية التربية. ويزرعون فيهم صفات جيدة مثل الاعتماد على الذات، والتفكير بالآخرين، وجعلهم يستوعبون فكرة أنّ الحياة لا تُعطي كل شيء، وأنّنا جميعنا مُعرضون للتنازل عن أشياء مُقابل أخرى. وعلينا سداد الاهتمام الذي نناله من الآخرين، ولا نبخل بما لدينا. وتبني المبادئ الحسنة وعدم ربط الضمير بالحالة المزاجية أبدًا.
إليك أيضًا

تابع قراءة عشرات المقالات الملهمة على زد

ربما تستفيد من هذه المواضيع كذلك :

تعليقات الفيسبوك
0 تعليقات المدونة

تعليق الفايسبوك

01ne-blogger

إرسال تعليق

Loading Offers..