لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد
مرحلة روضة الأطفال تصادف مرحلة
الطفولة المبكرة، أي مرحلة خروج الأطفال للعالم، مما يعني أنك كمعلم/ معلمة في روضة الأطفال، تقع على عاتقكم مسئولية كبيرة جدًّا، لأنكم تأخذون الأطفال من أيديهم الصغيرة وتنطلقون بهم نحو العالم، إن ما يراه الطفل في معلمه يجعله لا يصدق غيره، يراه هو البطل هو ذلك الشخص الذي يعلمني ويجيب أسئلتي، هو ذلك الذي يعرف كل شيء، يرى الأطفال هذا فعلًا، يرون أن المعلم قادر على معرفة الكثير من الأشياء، يتوقعون إيجاد إجابات أسئلتهم الطفولية الغضة لديكم، يرون أنكم لا تخطئون، لذلك فأنتم في موقع شديد الخطورة، لأن كل حرف ستغرسونه سيحفر داخلهم وحينها لن يتم محوه على الأقل بسهولة.
ما الذي يجب أن يتوافر في معلم الروضة؟
الأمانة
احتفظ بقناعاتك لنفسك، دعها عند باب الفصل، جاوبهم بحيادية، لا تحاول استخدامهم لإخراج جيل يتلو أفكارك، فبعيدًا عن المسألة القانونية، إن أنت غيرت قناعاتك مستقبلًا لأنك وجدتها خاطئة، ستشعر بذنب لن يكفيه ندم، وستحيا معذبًا لأنك خنت أمانتك.
الخيال
إن لم تمتلك خيالًا اصنعه بحسن الاطلاع، ستعرف أشياء كثيرة جدًّا منهم، ستدهشك أسئلتهم الطفولية، لذا احشد خيالك لتوصل إجابة طفولية يمكنها أن تساعدهم، يمكنها كذلك أن تقنعهم وترضي فضولهم الطفولي.
الصبر
من المهم أن تمتلك الصبر، وان لم تمتلك الصبر تدرب على الصبر، لأن الأطفال في تلك السن قادرين على إثارة جنونك، لذلك قبل ان تختار ذلك التخصص إن كنت لا تجيد التعامل مع الأطفال فلا تختره، لكن إن كان حدث وفات الأوان، فتعلم الصبر، عاملهم بما يستحقونه، إنهم أطفال لا يعرفون أفكار الكبار، لن تكون استجاباتهم واحدة، وستكون بدائية بشدة، لذلك تعلم الصبر عليهم، ومجاراتهم.
أفكار لمساعدة معلم الروضة
قراءة القصص
القصص هي أكثر ما يحبه الأطفال، لذلك الشخص الذي يمتلك مخزونًا كبيرًا من القصص هو الذي يفوز بصحبتهم دائمًا، كما أن القصص تنمي مفرداتهم اللغوية وتوسع قواميسهم، وتجعلهم دائمًا في الصدارة، حينما يستمعون إلى القصص منك أول الأمر، وبعد ذلك يتعلمون القراءة ويعاودون قراءتها سيشعرون بالفخر لأنهم تمكنوا من قراءة ما كان يحكى لهم، كما أن القصص تنمى لديهم ملكة الاستماع والتي سيحتاجونها للتعرف على الحروف الصحيحة في عملية الإملاء.
بعض الأناشيد البسيطة لن تضرالأناشيد البسيطة ستنمى مهارات الأطفال، ستساعدهم في نطق الأحرف بشكل صحيح خاصة وإذا بقي الأطفال يرددونها، كما أنها ستساعدهم فيما بعض، يمكنك إضافة بعض الموسيقى ليتعلم الأطفال تذوق الموسيقى وجمالها، وتشجع أولئك الأطفال الذين لديهم ذكاء موسيقي على اكتشاف ذكائهم.
علمهم تحمل المسئولية
أسند إليهم بعض المسئوليات، مثل الحفاظ على نظافة الفصل، أو حمل حقائبهم أثناء ذهابهم للمدرسة، او عودتهم منها، كذلك شجعهم على تحمل مسئولية أفعالهم، وأن من يخطئ عليه أن يعترف بشجاعة، ثمن شجاعتهم، اتفق معهم على عقاب مناسب للمخطئ، الذي يكرر الخطأ أكثر من مرة متعمدًا، لكن لا تعاقبهم بشدة، لخطأ بسيط عارض قد لا يقصده الطفل.
علمهم كل شيء من البداية
بدءًا من فتح وإغلاق باب الحمام، إلى كيفية غسل اليدين، الحروف منذ البداية، معنى القصة، وما هي الأغنية، كيف يكتبون اللغة العربية من اليمين، واللغات الأجنبية من اليسار، أن يكتبوا فوق الأسطر، أن يستخدموا الممحاة، تخيل أن ذلك الطفل قد ولد حالًا لا يعرف شيئًا، وكما أخبرتك سابقًا كن صبورًا، لأن استجابة الأطفال تتباين، وكذلك المهارات التي يكتسبونها قبل مرحلة الروضة، وكذلك التي يكتسبونها أثناء الدراسة.
خطط لكل شيء
التخطيط هو مفتاح نجاحك مع الأطفال، فكر في كل دقيقة في الحصة الدراسية وكيف يمكنك أن تستغلها من أجل تحقيق أكبر استفادة، لا تترك شيئًا للظروف او حتى تكتفي بالتخطيط العادي، الأطفال مفاجآت متحركة لذلك لا تجعل مفاجآتهم تنال منك، خطط كيف سيمر اليوم بدقة.
الكثير من الأنشطة تضمن انتباههم
الأطفال يتشتت انتباههم بسرعة شديدة، لذلك عليك أن تبقيهم حاضرين بقوة في حصتك، لن يتم ذلك إلا من خلال الكثير من الأنشطة، يمكنك استخدام الكروت، الأغنيات، الأناشيد، قص القصص، فيلمًا تعليميًّا قصيرًا، كل ذلك خلال يوم واحد، وفي بعض الأحيان في حصة واحدة، لأنهم أطفال.
استقبلهم بمرح في اليوم الأول
لأن الانطباع الأول يدوم، فلذلك احرص على أن يكون اليوم الأول لطلابك مميزًا، إنها خطوة جديدة بالكلية عليهم، ستجد الكثير من الأطفال يبكون، يصرخون يشعرون بأنهم انتزعوا عنوة من ذويهم، سيظل بعض الأطفال منخرطين في البكاء طوال اليوم،
لذلك إليك عدد من الحلول التي يمكنها أن تجعل يومهم الأول أجمل:1- ابدأ اليوم بفيلم كرتوني يحبه الأطفال، يمكنك سؤالهم.2- يمكنك أخذهم في جولة للتعرف على مبنى الروضة، للتعرف على العاملين والمعلمين.3- يمكنك أن تصنع بعض الأشياء البسيطة من الورق المقوى مثل سماعة الطبيب، مسطرة المهندس، كتاب من أجل أولئك الذين يريدون أن يصبحوا معلمين، وشاح أسود بلاستيكي لمن يحبون أن يمتهنوا المحاماة، حتى يشعروا بأن ذلك هو ما سيوصلهم لما يريدون أن يصلوا له.
اصنع قناة اتصال بينك وبين الوالدين
لأنك حينما تصنع تلك القناة بينك وبين الوالدين ستتمكن من الاطلاع على ما يخص ذلك الطفل، ستتمكن من معرفة ما يعانيه، ما الذي يؤثر على أدائه، وكذلك بعض النصائح التي ستمكنك من التعامل معه، وتجاوز الكثير من المشكلات التي قد يتعرض لها الطفل، فإن لاحظت أن الطفل انطوائي، لا يقوم بعقد الصداقات مثلًا، يمكنك معرفة أسباب المشكلة من الوالدين، ومعرفة إن كانت الانطوائية سمة فيه، أم أن هناك ما يضايقه من الزملاء، لذلك لا يعقد الصداقات معهم.
ساعدهم على تكوين الصداقات
يشعر الكثير من الأطفال بالوحدة، وقد يكرهون المدرسة لأنهم لا يجدون أصدقاء يحبونهم، أذكر أنني كنت أذهب للمدرسة للقاء أصدقائي بنسبة (80%) في المائة مقابل التعلم نفسه، لأن الرفاق وحدهم هم من يقومون بجعل الحياة أفضل وأجمل، لذلك ساعد أطفالك على عقد صداقات مع بعضهم بعضًا، قم بصنع فرق متناسبة منهم، أو قسمهم لمجموعات، طبقًا لصفاتهم المتشابهة، اطلب منهم العمل معًا على مشاريع صغيرة، على سبيل المثال رسم لوحة والقيام بتلوينها، حدثهم عن مفهوم الصداقة، اقصص عليهم القصص عنها، ساعدهم للتغلب على خجلهم، بدمج الخجولين مع الاجتماعيين، لأن الاجتماعيين سيساعدون أولئك الآخرين الذين لا يجيدون عقد الصداقات.
احمهم من التنمر
قم بحمايتهم من التنمر عن طريق الحكايات، والنصائح والإرشادات، عرفهم ما هو التنمر من اليوم الأول لهم، أخبرهم عن تبعاته المؤذية على الآخرين، لاحظ ما يفعلونه، وقم بتدقيق النظر معهم، إن دورك ليس قاصرًا على تعليمهم الحروف بل ما هو أكبر من ذلك.
اعقد معهم الصداقات
لا تكن أبدًا ذلك المعلم ثقيل الظل الذي يخافه الجميع، فإن ظننت أن هذا ما سيعطيك الهيبة، فسيحدث ذلك بالفعل، لكنها ستكون هيبة تمتزج بالكراهية، لأننا لا نحب أولئك الذين لا نتمكن من الحديث أمامهم، لأنهم يشبهون سجاني الزنازين، لذلك صادقهم، كن قريبًا منهم، استمع إليه، ومنهم.
إليك أيضًا
تابع قراءة عشرات المقالات الملهمة على زد