لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد
لست لوحدك… تذكر ذلك دائمًا. قبل عدة أسابيع كنت أعاني جدًّا من هذا الأمر لدرجة أني لم أستطع الهدوء واعتقدت أني وصلت إلى نقطة الانهيار، ولكن، لم تكن كذلك بالنسبة لي، بل كانت مرحلة انتقالية في الحياة. تخرجت من الجامعة، ولكن قبل ذلك كانت حياتي مزدحمة، لدي وظيفة بدوام جزئي عن بُعد وأيضًا أتدرب في شركة خارجية بمجالي وأعمل على مشروع تخرجي وأُقدس يوم الجمعة لأنه يوم راحتي الوحيد الذي استطعت تخصيصه مع الجدول المزدحم وتلاقي العمل مع التدريب والدراسة الحضورية. ولكن فجأة انتهى روتين الجامعة وانتهى التدريب وأنجزت مشروع التخرج وحتى وظيفتي توقفت في نفس الشهر إلى الآن.في شهر فقط صمتت حياتي المليئة بالكثير. شعرت وكأن حياتي انقلبت جدولي المزدحم أصبح شبه فارغ هاتفي المزحوم أصبح لا يراني للحظات كأن الحياة توقفت كل شيء أصبح يملؤه الصمت والمجهول أعترف بأنني كنت أكره المجهول جدًّا، ولكن الآن أصبح مقبولا بالنسبة ليّ. تقبلت الفكرة لعدة أسابيع فقط حيث شعرت وأخيرًا إجازة لكن شعرت أنه طالت الإجازة بعد أسبوعين تقريبًا.في تلك الفترة تزاحمت أفكاري مع توقف جسدي عن أي أعمال فأطلقت لأفكاري العنان دون توقف شعرت بالشكِّ في قدراتي تزعزع القليل من ثقتي بمبادئ الحياتية وكأن إيماني قد ثُقب ثُقباً خطيراً بالنسبة لي. أصبحت الحياة لا نهائية أصبح الصباح وهو ما يعرف عني حُبي العميق له هادئا وطويلا لدرجة أشعر فيها أنه لن ينتهي حاولت خلق نظامي الصباحي الذي أعجبت به لعدة أسابيع ومن ثم هوى إلى هاوية اللانهائي.
شعرت بفراغ داخلي
على صعيد الشعور أو الفكر، فكان أمرًا آخر كانت تدفق الأفكار والمخاوف والسيناريوهات العديدة والكثير من ماذا لو؟ والعديد من ماذا بعد؟ عندما نُفكر في المستقبل غالبًا يكون الشعور قلقًا توترًا وخوفًا لأنه مجهول بالنسبة لي شعرت وكأنني يجب أن أحفر طريقًا في جبل مغلق لكي أفهم مستقبلي. والأبشع بصراحة فقرة مواجهة تساؤلات الآخرين والرد عليها من "للحين متوظفتي؟" كيف متخرجة امتياز وتوزلا وظيفة قبلتك؟ "والأكثر إزعاجا" “طيب تزوجي على الأقل” وكأن حياتي المليئة بالخصوصية والخطوط الحمراء العريضة الممنوع الاقتراب منها أصبحت منزلًا من بلا أبواب.يسأل اسأل وثم يدخل عقلي في الكثير من الأفكار اللانهائية، ولكن بقي شكلي هادئًا مع ابتسامة صفراء وقلب ينبض بسرعة. أعتقد أن هذا حال جميع من يشعر بالضجيج الداخلي يميل للصمت والظهور كهادئ. لكن الحقيقة أننا نتبع هذا النهج لأننا نخشى ماذا سيحدث إن خرج كل هذا على السطح.
لِنَعُدْ للضجيج الداخلي والتشويش
اللذان تشعر معهما بحركة غريبة في رأسك شيء يشبه الصداع لكنه ليس صداعا لأن ما سيوقفه توقف هذه الأفكار ليس النوم أو أي مسكنات. ما يوقفه نفس عميق والتركيز عليه فقط ستشعر براحة فكرية لا تحاول إيقاف أي فكرة تحاول العبور لكن لا تعطها أي تركيز ستمضي. في هذه الفترة تبحث عن مصطلح أو مفهوم لكل شعور غريب لكي تفهمه أو على أقله يشعرك بالاطمئنان أنك لست لوحدك. الحل الذي أتبعته هو إصلاح هذا الإيمان الذي تزعزع ونتج عنه هزة فكرية وشاعرية مؤلمة إلى حدٍّ ما.حاول أن تجلس وتتنفس لمدة لو دقيقة واحدة ركز على تنفسك ستحظى في هذه الدقيقة براحة الفكر والنعاس لأنك وأخيراً تسمع داخل عقلك لا شيء سوى أنفاسك. وحاول أن تكتب أيضاً كل ما يقلقك ويؤلمك فقط تخيل وقوعه واجهه سيكون الموقف مليئا بالدموع وليكن. فأنت تريد إخراج ما في داخلك ليس بناء فكر جديد على سطح هشٍّ متزعزع قابل للانهيار في أي لحظة تقابل فيها شخص يرمي لك بحرًا من الأسئلة أو ترى فيلماً يتحدث عن حالتك وأحيانًا أي موقف مشاعري يجعل جميع مشاعرك على السطح لا تكن أنت أيضاً قاسياً على نفسك إن شعرت أنك تريد البكاء فأبكي أصرخ: قُل كل ما يكتمك ويحبس أنفاسك كل ما يجعلك تنام وتستيقظ لكن تملك على وجهك علامات وكأنك لم تنم لأيام.لأن الجسد نام لكن العقل مستمر في هذا العذاب المُضني. خصص لنفسك وقت يومي أنت لوحدك ورقة وقلم ومساحة تستطيع فيها أخذ خصوصيتك. أبدأ بكتابة كل ما يقلقك ويوترك ثم أبدأ بالمواجهة فكرةً فكرةً، أشعر مع كل واحدة على حدة بحياد تام جرد كل فكره من الشعور ربما هذا يكون بعيشك بخيالك أنها حدثت تماماً وإفراغ مشاعرك تماماً لدرجة لأتحمل هذه الفكر بعد الآن أي شعور يذكر فمثلًا بالنسبة لي. فكرة أَنِّي أكبر وأنا لم أحقق كل ما أُريد أَنِّي لن أصبح دائمًا ابنة الواحد وعشرين عامًا تؤلمني تُخيفيني لدرجة عميقة. فكرة العُمر لسنا دائمًا في سلام معه كان سخيفي لدرجة في عيد ميلادي 22 شعرت بأنني خلاص خرجت من عمر الشباب لأنه في عقلي 22 عامًا في الحياة بلا أي إنجاز كبير أو حتى وظيفة تُعطيني مُسمى أصف فيه نفسي. ولكن الآن أنا سعيدة جداً بعُمري لا أملك أي مشكلة مع فكرة العُمر أصبحنا بسلام.
تحدث إلى نفسك
جرِّد الأفكار من المشاعر ثم ابدأ بعيش ما هو مُتاح لك الآن في حياتك، اعمل على ما لديك الآن حرفة يدوية أي شيء تُبدع فيه وتساعد فيه غيرك ونفسك، اعمله بإحسان سيُتاح لك غير المتاح، بعده خذ بما تملك الآن وأمضي في طريقك ستتيسر لك الأمور لأنك رفعت استحقاقك لست فقط جالس تتمنى إنما تعمل تنتج شيئًا مفيدًا في هذا الكون. ابدأ بمُساعدة نفسك على تحقيق السلام الفكري ولمشاعري ثم اكتشاف ما تُريد أو حتى عيش التجارب لا تتوقف عن الإحسان لنفسك أو لغيرك فالله يُحب المحسنين.اعلم أنك الآن ربما تشعر بقليل من الراحة بعد هذه السطور، ولكن لحظة جلوسك مع نفسك وخالقك، وإبدائك المسؤولية اتجاه حياتك، والانطلاق بعمل ما هو مفيد أيًّا كان، ستتحسن حياتك ربما أكثر مما تعتقد.تذكر، جرِّد الفكرة من الشعور تُصبح لا شيء وتتصالح تمامًا معها، حتى لو حدثت لن تكون بسوء ما تتوقعه. واستمر بالإحسان للغير.
إليك أيضًا
تابع قراءة عشرات المقالات الملهمة على زد