Loading Offers..
100 100 100

كيف تنجز كل أعمالك في دقيقتين أو ثلاث؟

لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد

الإنتاجية، الأوقات، الأهداف، كل هذه هي أدوات رفع وخفض يتمّ بها تقييم الأشخاص والمراتب؛ والعنوان الصحيح للنجاح الحقيقي هو أن تصوغ أهدافًا قوية تستنفد بها المراحل المتعددة في الحياة وفق آجالها القصيرة بالحصول على الحدود القصوى من الإنجاز والغايات مع تفادي الخسائر ما أمكن؛ ولكن العقبات كثيرة والموانع متعددة ليس أقلَّها تضييع وهدر الوقت مع ما يرافق ذلك من انتقاص كبير في الإنتاج يحصل به خلل فادح في سلَّم الأهداف.

ثم إن المؤسف حقًا هو أن هذا الفوات يحدث غالبًا بسبب تأخير غير مبرر أو خوف غير واقعي أو كسل غير أخلاقي؛ هذا الخلل العميق يمكن فعلًا تفاديه فقط من خلال اعتماد ما أصبح يُعرف بـ”قاعدة الدقيقتين” و “قاعدة الثلاث دقائق”.

دقيقتان لكل عمل يستغرق الدقيقتين

هذا مبدأ رئيس لاصطياد الأوقات الثمينة؛ فتلك التَّراكمية التِّي تسبِّب لك حالة الانسحاب والوقوع في الفوضى إنما هي اجتماع مزعج لمهامٍ لا تأخذ أكثر من دقيقتين؛ يمكنني كأم وربَّة بيت أن أُحصي مئة من الأعمال لا يستغرق إنجازها أكثر من دقيقتين: غسل كل إناء يتم استخدامه مثلاً؛ مسح كرسي الطِّفل، غسل حوض المطبخ، سقي نبتة الزينة، ترتيب سرير، تنظيم جارور، تغيير حفاظ، تنظيف طاولة، فرز أوراق، إرسال إيميل، طي وجبة غسيل… والكثير الكثير.

الفكرة هنا تقول بأن عمل الدقيقتين متاح له الوقت مهما كانت الظروف لا يمكن أن نُغلب عليه؛ فالقاعدة إذا تقتضي أن تقوم به دائمًا على كلِّ حال لا مجال لإرجائه ولا تحاول أبدًا أن تقبل من نفسك أعذارًا لعدم إنجازه لأنَّ الواقع أنَّ كلَّ تأخير في هذه الأعمال يشبه ضريبةً تزيد مع كلِّ مرورٍ للوقت، وما من منطق أبدًا لتكبّد خسائر جزافية من نوع التحول من مَهمَّة الدقيقتين إلى أعباء الأعمال الطويلة المتراكمة.

دقيقتان فقط لكلِّ المشاريع الكبرى

الوضع ليس أنَّك ستتعلَّم لغة في دقيقتين من الزَّمن؛ الفكرة الأقرب هي أن لا تتناول المشاريع من مستمسكاتها العظيمة؛ بل قم بتبسيط أركانها للدرجة القصوى حتى لا تصطدم بالعجز وكي تتجنب الألم؛ وبدل أن تحدِّث نفسك بأنك ستقوم بالعدْو لخمس كلمترات فكِّر فقط بربط حذاء الرِّياضة خاصَّتك في دقيقتين و“البقية ستأتي”.

وإذا أردت أن تقرأ مجلدًا لا بأس بقراءة صفحة يوميًا هذا أكثر إنتاجية من مقارعة المخاوف أو انعدام الأوقات الكافية لهذه الممارسة الطويلة؛ وإذا بدا لك أن الصلاة ستأخذ منك وقتًا لا تملكه فلا تفكر في أكثر من طرح السجادة، ودائمًا قبل أن تفكر في كسب المهارات ركِّز أولًا على إرساء العادات عند محاولتك تحقيق هدف جديد أو تثبيت روتين طويل، وستجد في قاعدة الدقيقتين فائدة قيِّمة حتى لو احتاج الأمر لتخصيص هاتين الدقيقتين فقط كل يوم لمشروعك فهما في النهاية أفضل من “لاشيء”

مثال ذلك: (ترسيخ عادة تنظيف الأسنان بالخيط) ولا يغرنَّك صغرهما أو أنهما تبدوان غير كافيتين.

ثلاث دقائق للروتينات

تنظيف المطبخ بعد يوم العمل الشَّاق يبدو مهمَّةً مستحيلة مؤلمة وبغيضة؛ لذلك نميل إلى المماطلة وكثير من السيِّدات يؤجلن العملية إلى أوقات أكثر مردودية، ولكن في الأمر خدعة: فعقولنا هي التي توهمنا عند مقارعة أيِّ عمل أنه “كبير ومخيف” والواقع أن الأهداف بالنظر إليها في مرآة المستقبل تبدو أكبر مما هي عليه، والحل في مقاربة الأعمال المتكررة والمهام اليومية والرُّوتينات الطويلة هو أن تتجنب التفكير في الأنماط العامة (الوقت الطويل والعمل المتعب والنتائج غير المرضية …)

وأن تقتصر الأداء في أن “تبدأ” لأنك إذا انطلقت في الإنجاز ستجد نفسك بعد ثلاث دقائق مندمجًا تمامًا وستمتنع عن التوقف وستلاحظ مباشرةً أن الأمر أسهل بكثير من توقعاتك، وقاعدة الثلاث دقائق تقول: “كلُّ عملٍ مهما بدا طويلًا ومملًا ومؤلمًا اصبر على البدء به ومباشرته لثلاث دقائق وسيتحول شعور الخوف والعجز عندها إلى رغبةٍ في الإكمال وإصرار على الانتهاء” فكلُّ الأعمال تكمن صعوبتها في البداية والفوز الحقيقي هو أن تبدأ بها.

القوة العقلية والحضور الذهني هما الضابط المنطقي للسيطرة على الأهداف وتحقيق الإنجاز وكثير من الناجحين هم أناس طبيعيون يتعرضون مثلنا للمخاوف النفسية المعيقة والعوامل المحبطة والآفات المعطِّلة؛ الفرق بيننا وبينهم أنهم يملكون المساحات الصغيرة من القرارات الصحيحة ويخلقون عادات ضامنة من أجل أن يعيشوا حياة سليمة بفواصل متواصلة تمتد لدقيقتين وثلاث دقائق قيِّمة فعلًا.

تابع قراءة عشرات المقالات الملهمة على زد

ربما تستفيد من هذه المواضيع كذلك :

تعليقات الفيسبوك
0 تعليقات المدونة

تعليق الفايسبوك

01ne-blogger

إرسال تعليق

Loading Offers..