لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد
كانت أمي محقة عندما قالت: "انتبهي من الأشخاص الذين تحيطين نفسك بهم" بالرغم من أن هذه الكلمات تُقال في سن المراهقة إلا أننا بحاجة إلى اتباع هذه النصيحة في مرحلة البلوغ. على مايبدو، مازلنا نتأثر بسهولة بمن حولنا. نود أن نعتقد بأن كل خياراتنا بناء على تقييمنا المستقل وحُكمنا . لكن للأسف، ليس هذا هو الحال دائمًا. حتى عند البالغين، نحن عرضة لأن نكون مقلدين، وفقًا لدراسة جديدة في مجلة أبحاث المستهلك بعنوان: "social defaults : observed choices become choice defaults".على الرغم من أن الدراسات الأخرى أظهرت بأننا عرضة لنسخ لغة جسد الشخص الذي نتحدث معه، وقد ربطت بعض الدراسات أننا نواجه نفس المشاعر التي يشعر بها الأشخاص من حولنا.ما يظهره البحث
استنتج من سلسلة التجارب أنه عندما لا يكون للأشخاص رأي قوي حول الخيارات المقدمة لهم، فإنهم ببساطة يحاكون الأشخاص من حولهم. بدلًا من طرح الأسئلة، أو قضاء الوقت في التعرف على المنتجات، فأذعن الناس إلى ما يسمى "الدليل الاجتماعي".المشاركون في الدراسة اختاروا المنتجات التي كانت أدنى بشكل واضح لمجرد أنهم كانوا يقلدون الأشخاص من حولهم. و استنتج المؤلف ما يلي:"بحثنا يوضح أن الهيئة التلقائية للتأثير الاجتماعي أكثر انتشارًا مما كان يُعتقد سابقًا. يبدو أن العمليات الآلية التي تكمن وراء تقليد السلوك لا تؤثر فقط على التواصل اللفظي والعواطف والسلوك عندما يتفاعل الناس، ولكنهم يقلدون نفس تفضيلات المستهلكين الآخرين".
كيف نتجنب عقلية القطيع؟
بالتأكيد يمكن لبائعيّ التجزئة ومحترفي المبيعات استخدام هذه المعلومات لصالحهم. إنه يعطي مصداقية بأن "الجميع يقوم به" حين تريد أن يشتري المستهلك منتجًا معينًا. ولكن من المهم أن تكون مدركًا لميلنا الطبيعي إلى تبني عقلية القطيع عندما تكون في نهاية شراء الصفقة.سواء كنا نتحدث عن أيّ هاتف ذكي لنشتريه، أو عن أيّ برنامج نستخدمه فإن اختيار منتج بناءً على ما يفعله الآخرون قد لا يكون أداة حكيمة لصنع القرار. إليك خمس إستراتيجيات لتقليل: احتمالية الإذعان إلى "الدليل الإجتماعي" عند اتخاذ القرارات:1- توقف عن وضعية الطيار الآلي
عندما لا نتوقف ونأخذ الوقت للنظر في خياراتنا، فإننا نمرّ على الاقتراحات كما لو كنا في وضعية الطيار الآلي، بدلًا من إجراء بحثنا الخاص، سنلقي نظرة حول ما يفعله الآخرون وننسخ ببساطة ما نراه. بمجرد أن تدرك الميل الطبيعي للذهاب مع "الدليل الإجتماعي"، يمكنك البدء في اتخاذ قرارات أكثر وعيًا لنفسك.2- ابذل جهدك لتكوين رأيك الخاص
بدلًا من القول ببساطة "سآخذ مثل ما يأخذه"، طوّر رأيك، اكتفى الباحثون أنه عندما عرف الناس أنهم بحاجة إلى تبرير خياراتهم، كانوا أقل عرضة للتقليد الأعمى للآخرين. بدلًا من تبني عقلية القطيع، ثقّف نفسك بخياراتك حتى تتمكن من اتخاذ القرار الصائب.3- خذ الوقت الكافي لاتخاذ القرارات
كان المشاركون في الدراسة أكثر ميلًا إلى تقليد الأشخاص الآخرين عندما شعروا بالضغط للتسرع في اتخاذ القرار، خصص بعض الوقت من خلال طرح الأسئلة والتفكير في الخيارات المتاحة لك –حتى إذا كان هذا يعني أن تخاطر بأن تبدو غبيًّا أو تعطل الصف. فقط لأن الجميع يتخذون قراراتهم بسرعة لا يعني أنهم يعرفون الأفضل.4- كن على وعي بطرق الضغط التي تؤثر على اتخاذ قرارك
عندما كان المشاركون يفكرون في شيء آخر –مثل الأرقام التي طلب منهم تذكرها– كانوا أكثر عرضة لتقليد الآخرين. إذا كنت مضغوطًا بشأن شيء يحدث في حياتك الشخصية، أو تشتت انتباهك بسبب مشكلة أخرى تؤثر في عقلك، فأنت في خطر كبير لأن تكون مقلدًا، أدرك هذا الخطر، و إذا أمكن، قم بتأجيل اتخاذ القرار حتى تتمكن من التركيز على المهمة.5- كن على استعداد للتميز
تُظهر الدراسة أنه من المرحج أن ننسخ أشخاصًا آخرين عندما نفتقر إلى القبول الاجتماعي. في محاولة للتوافق مع الحشد، نوافق على الإجماع. لكن الناجحون لا يصلون للمقدمة عن طريق التمسك بالحشد. بدلًا من ذلك، فإنهم يسعون جاهدين للتميز ويتجرؤون على القيام بالأشياء بشكل مختلف.لا تسمح لأي شخص آخر أن يخبرك بما يجب أن تفكر به، أو تشعر به، أو تفعله. بدلًا من ذلك، كن واعيًا بكيفية تأثير الآخرين على خياراتك. خصص بعض الوقت لتقييم ما إذا كانت الخيارات التي تتخذها هي اختياراتك حقًّا أم لا، تذكر"it’s better to be known as a lone wolf than copycat".