لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد
حينما تقرأ العنوان سيتبادر إلى ذهنك أن البوم يعيش بالليل ويختفى بالصباح والعصافير العكس، ولكن هل تعلم أن البشر ينقسمون إلى بوم وعصافير، البوم هم أولئك الأشخاص الذين يعملون بكفاءة بالليل، لا يحبون الاستيقاظ في الصباح، العمل في الصباح يساوى نقمة عليهم، يحتاجون إلى الكثير من الكافيين للمقاومة والاستمرار، والأشخاص النهاريون أو طيور الصباح عكسهم، أولئك الأشخاص الذين يستيقظون في السادسة بكامل نشاطهم ويتوجهون للأعمال بنشاط، ينامون مبكرًا، ويحبون ساعات الصباح الأولى، ينجزون في الساعات الأولى من اليوم.
هل تتذكر الصديق الذي كان لا يذاكر سوى في الساعات المتأخرة من المساء، والآخر الذي يقول أن أفضل ساعات اليوم للمذاكرة هي بعد الفجر، وكلاهما يحاول إن يقنعك بأن طريقته هي الأفضل، لا طريقة تعد الأفضل إن هذا ما يناسبك وحسب. إذا كنت لا تعرف بعدُ أيّ نوع من الأشخاص أنت يمكنك مراجعة هذا الاختبار
لكن البشر ليسوا نوعين محددين فقط
من المهم أن نشير إلى أن أنواع الأشخاص النهاريين أو الليليين “الصِرفة” نادرة جدًّا. فإن حوالي (10) إلى (15) بالمائة فقط من الأشخاص يقعون ضمن أحد هذين النوعين. يميل الباقي إلى أن يكونوا مزيجًا من الاثنين، ويمكن أن يتغير تفضيل الأنشطة الصباحية أو المسائية بالفعل على مدار حياتنا. في حين أنّ معظم الأطفال يتجهون نحو الصباح، فإن هذا يتغير تدريجيًّا أثناء نموهم ونضجهم.
في أواخر مرحلة المراهقة أو مرحلة البلوغ المبكرة (حوالي 20 عامًا)، يميل الناس إلى أن يكونوا أكثر توجهًا نحو المساء، وهو تفضيل يبدأ في التحول مرة أخرى فقط عندما يصل إلى منتصف العمر. بعد سن الخمسين، يبدأ الصباح في الازدياد مرة أخرى. هناك أيضًا بعض الأدلة على وجود فرق بين الجنسين، حيث تكون النساء أكثر توجهًا نحو الصباح من الرجال، طبقًا لمقال نشره دكتور روميو فيتيللي على موقع (psychology today) بعنوان هل أنت شخص صباحي أم مسائي.
وعلى الرغم من بعض الدراسات التي تشير إلى أن الأشخاص المسائيِّين أكثر ذكاءً إلا أنهم يعانون من نمط الحياة الذي يقتضي أن يستيقظوا مبكرًا مما يؤثر على التركيز.
ما الذي يتحكم في ساعتك البيولوجية؟
طبقًا لدراسة راجعة لجامعة إكسترا فإن الجينات لها عامل كبير في كون الشخص ذا توجّه صباحي أم مسائي ففي عام (2017م) فاز ثلاثة علماء أحياء بجائزة نوبل في الطب لاكتشافهم (period gene) الذي يجعل أجسامنا تعرف أن ميعاد النوم قد حان كما أنه يتحلل بالنهار.
كما وجد أن الأشخاص المسائيِّين ارتبطوا على نطاق واسع بمجموعة متنوعة من حالات الاضطرابات العقلية والنفسية مثل الاكتئاب أو الفصام، فقد أظهر تقريرًا أن فرص الإصابة بالاكتئاب والاضطراب ثنائي القطب والوحدة تزداد فرصها لدى أولئك الذين بلغوا مستويات أعلى من النشاط بالليل.
في نمط الحياة الصباحي، ما الوظيفة المناسبة لبومة الليل؟
لأن أصحاب القدرة على العمل في الصباح لا مشكلات لديهم في التأقلم مع الأعمال الصباحية، ولكن من يشعرون بالظلم أو الحيرة تجاه أعمالهم هم بوم الليل الذين لا يتمكنون من التركيز في ساعات الصباح الأولى، وفقًا لموقع (the balance careers) فقد تمّ نشر ستة عشر وظيفة مثالية لمن يريدون العمل بالليل وهي:
1- طبيب طوارئ
2- مراقب الحركة الجوية
3- مساعد طبيب
4- أخصائي الموجات فوق الصوتية الطبية
5- ممرضة
6- ضابط شرطة
7- رجال الإطفاء
8- مسعف
9- حارس أمن
10- سائق تاكسي
11- مساعد تمريض
12- موظف استقبال في فندق
13- كاتب مستقل
14- ممثل في خدمة العملاء
15- عامل في مستشفى ومستشار سكني
فكل تلك الأعمال لا تخضع لموعد صباحي ثابت بل إنها تحتوى دائمًا على ورديَّتيْن صباحية ومسائية، وبالطبع يمكنك اختيار المسائية. كما أن وظيفة المستقل بما تحتويه من تخصصات عدة مثل الكتابة والتدقيق والمراجعة، أو التصميم إلى آخر كل ذلك لا ترتبط بدوام محدد بل تخضع لجدول أعمالك مما يمكنك من وضع مواعيد تناسبك.
تجربتي كبومة ليلية مع العمل في الليل
لم أكن أعرف ما هي البومة الليلة أصلًا كل ما كنت أعرفه أنني لم أتمكن من التركيز سوى بالليل، ففي ليالي الامتحان كنت أفضل النوم بالنهار ثم السهر للمذاكرة، لأنني لا أتمكن من التحصيل في النهار فقط أشعر بأن الكلمات تدخل إلى رأسي وتخرج منها بلا فائدة ولا تحصيل، وحينما عملت في مجال الكتابة شعرت أن الصباح يشتتني وأن ضوء النهار يحجب عني ما أريد كتابته وهو ما جعلني أشعر بالتأزم حينما اضطررت للعمل في الصباح.
فأصبحت أنام ساعتين في منتصف النهار لأعمل بالليل حيث أكتب ما أريد كتابته في الورق وبالنهار أنقله للحاسوب ثم أقوم بتسليمه، فلذلك إن العمل كمستقلة هو العمل الوحيد الذي وجدته مناسبًا لي، وهو الذي دفعني للبحث قبلًا عن الأشخاص المسائيين وكيف يمكننا العيش في عالم من التاسعة للخامسة، وأحيانًا من السابعة للثانية ظهرًا.
عملي في الصباح، ماذا أفعل؟
ولكن ماذا نفعل إذا كنا غير قادرين على تغيير الوظيفة إلى دوام مسائي، الحل الوحيد هو التأقلم أو التعود مع ذلك العمل، فكما قلنا سابقًا أن نسبة الأشخاص المسائيين أو النهاريين الصرفة هي نسبة قليلة، والباقي تتبادل النسب وتتفاوت، فإذا كنت من المحظوظين الذين لا يتمكنون من التكيف مع نمط الحياة النهاري لا حل سوى التغيير، أما إذا كانت هناك بعض المشكلات فقط مثل أن تحتاج للعمل بالليل ستستبدل ساعات من النهار بالنوم بدلًا من الأخرى بالليل، ستحتاج للقليل من الكافيين في الصباح، يمكنك أيضًا ممارسة الرياضة في الصباح لأنها تفيد في تنشيطك وجعلك متيقظًا ونشيطًا، وكذلك يمكنك أن تبتعد عن الأطعمة التي تسبب النعاس لأن مكوناتها تستلزم مجهودًا في الهضم.
هل تتأثر صحة البوم الليلي بنمط حياتهم
طبقًا لمقال تمّ نشره على موقع جامعة جنوب كاليفورنيا فإن نمط البوم الليلي يؤثر على الأشخاص، فبغض النظر عن نمط حياتهم، فإن الأشخاص الذين يبقون حتى وقت متأخر لديهم مستويات أعلى من الدهون في الجسم وزيادة خطر الإصابة بمشاكل صحية أخرى، مثل مرض السكري وانخفاض كتلة العضلات، فإلى جانب النوم الرديء الذي يحصلون عليه فإنهم يميلون إلى نمط حياة ضارٍّ وحافل بنشاطات غير صحيّة مثل تناول كميات من الطعام بالليل أو تناول الكحول، بل أن الأكثر ضررًا هو اضطرارهم للاستيقاظ مبكرًا من أجل أعمالهم مما يجعلهم لا يحصلون على القسط الكافي من النوم.
قراءات ذات علاقة:
5 مشروبات لذيذة تساعدك على النوم بشكلٍ أفضل
8 عادات تفعلها قبل النوم تساعدك في فقدان الوزن وعيش حياة صحية