Loading Offers..
100 100 100

قصة أول هبوط للإنسان على سطح القمر  

لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد

لطالما أثارت السماء فضول البشر، ودفعت العديد من المفكرين والفلاسفة والعلماء المخضرمين كي يتساءلوا عنها، حتى إنّ أغلبهم حاول استكشافها، وهناك من اجتهد في تصنيع آلة تساعده على التقرب من السماء وفهم مكوناتها جيدًا. وكان القمر هو المُكوّن الأكثر فضولًا بالنسبة إليهم فيها، لقد كان القمر يشكل شيئًا ماديًّا يصف الحبيب محبوبته به، وهناك من قدسوه وهناك من نظروا إليه نظرة تأملية آملين الإجابة على أسئلتهم الكثيرة بخصوصه.لقد كان الوصول إلى القمر حلمًا، تمنى الكثير من السابقين الوصول إليه واستكشافه، ولكنها الإمكانات الضعيفة مع نقص التقدم العلمي وقتها، بالرغم من الرغبة القوية، فإنّ القدر كتب عليهم أن يعيشوا في ذلك الزمان، الذي كان العلم فيه يحبو خطواته الأولى، ومن حسن حظنا نحن أبناء هذا الزمان أننا شهدنا على صعود وهبوط الكثير من الرحلات الفضائية، وأصبح الوصول إلى القمر ذلك الجسم الفضائي الجميل المعلق في السماء في الإمكان.

ناسا والفضاء

وكالة ناسا الفضائية، هي أشهر المؤسسات الدولية التي تهتم بعلوم الفلك والفضاء، واستطاعت أن تُجهز لأولِ رحلة للإنسانِ إلى الفضاء الخارجي. ومن قبلها، أرسلت ناسا العديد من المركبات الفضائية كاختبارٍ قبل إطلاق المركبة الفضائية الحاملة للبشر. وكان مشروع الصعود إلى القمر هذا يسمى أبولو، لكن لم تفلح هذه الرحلات في المرات الأولى، لقد زُهقت أرواح بعض من حاولوا الخروج إلى الفضاء، حتى أتى دور مركبة أبولو 11 بقيادة نيل أرمسترونج.لا بد وأنها كانت مخاطرة كبيرة من أرمسترونج وطاقمه، إلا أنه الفضول والشغف هما أكثر ما يدفع المرء لارتكاب المخاطرات والسفر لأبعد النطاقات، وهذا ما فعله هذا الكلام الشجاع، وبفضل خطواتهم هذه، استطاع البشر دراسة والكشف عن مكونات القمر وأُقيمت العديد من الدراسات على هذه العينات.

أول هبوط للإنسان على سطح القمر

في ستينيات القرن الماضي، قررت ناسا إرسال البشر إلى سطح القمر على متن أبولو 11، وكان على متن المركبة الفضائية الذاهبة: نيل أرمسترونج وبز ألدرن ومايكل كولينز. انطلقت الرحلة في 16 يوليو عام 1969م، وعادت بعد أيام قليلة إلى الأرض بسلام، وقد استطاعت أبولو 11 تحقيق مهامها الرئيسية وهي تنفيذ عملية هبوط للبشر على القمر وإحضار عينات من جسم فضائي آخر إلى الأرض.

ملخص الأحداث

بدأ التجهيز لهذه الرحلة المهمة في يناير من عام 1969م، في يوم 16 يوليو عام 1969م، في تمام الساعة 13:32:00 حسب التوقيت العالمي، انطلقت مركبة الفضاء الحاملة لرواد الفضاء أبولو 11 من مركز كينيدي الفضائي متوجهة نحو الفضاء الخارجي لاستكمال رحلتها إلى القمر وكانت تتكون من: مركز قيادة (CM) ومركز خدمة (SM) ومقصورة فضائية للرواد، وبعد ساعتين وثلاث وثلاثين دقيقة وصلت المركبة الفضائية إلى مدار الأرض، وأُعيد تشغيل محرك S-IVB من أجل تسريع حركة المركبة الفضائية سعيًا للوصول إلى السرعة العالية المطلوبة التي تساعد المركبة على التحرر من الجاذبية الأرضية.بدأت المركبة الفضائية تدخل في مدار القمر بعد انقضاء وقتٍ يُقدر بحوالي 75:50، ووضعت المركبة في مدار بيضاوي مائل بدرجة 1.25 درجة إلى المستوى الاستوائي للقمر. وبعد 80:12 ساعة، أُعيد تشغيل نظام الدفع لوحدة الخدمة وصار المدار دائريًّا فوق سطح القمر، واستغرق كل مدار حوالي ساعتين للتخطي.فُصلت الوحدة القمرية (LM) عن وحدة خدمة القيادة (CSM) في تمام الساعة 100:14، وفيها كل من نيل أرمسترونج وبز ألدرن، بينما استمر كولينز في مركز القيادة. وبعد الفحص الشامل لجميع أنظمة الوحدة القمرية عند الساعة 101:36 شُغِّل محرك الهبوط للوحدةِ القمرية لمدة 29 ثانية تقريبًا، وبدأت عملية الهبوط على سطح القمر. وفي الساعة 102:33 شُغِّل محرك الهبوط للمرة الأخيرة حتى هبط على سطح القمر، ونزلت الوحدة على القمر بعد 102:45:40 من انطلاق الرحلة.بعد الهبوط مباشرة، أجّل أرمسترونج وألدرن فترة النوم المجدولة، وقاما بإعداد الوحدة القمرية، لتكون جاهزة لأي إقلاع اضطراري مفاجئ واستعدا للهبوط على سطح القمر. يبدو أنهما لم يصبرا على فتح المركبة والنزول إلى القمر لأول مرة.بدأ تصوير أول نزول لأرمسترونج على سطح القمر، في تمام الساعة 109:24:19 من انطلاق الرحلة، وتبعه ألدرن بعد حوالي 19 دقيقة، بدأ الرواد في تجميع عينات من القمر حتى يأخذوها ليتم فحصها على الأرض، والتقطا صورًا للمنطقة الواقعة بالقرب من الهبوط. وبعد ساعتين وربع من النزول إلى السطح، بدأوا في الاستعداد للعودة مرة أخرى إلى القمر الصناعي وبعد ذلك نام كلاهما وبدأت الوحدة في الصعود مرة أخرى في اتجاه المدار القمري في تمام الساعة 124:22 بعد انطلاق الرحلة، أي بعد 21 ساعة و36 دقيقة من الهبوط على سطح القمر، وفي الساعة 195:18 بعد انطلاق الرحلة، سيكون أخيرًا على المحيط الهادئ على كوكب الأرض.احتفل العالم أجمع بهذا الحدث العظيم، وكُرم أبطال الرحلة، وأخيرًا تحقق حلم البشر وأصبح خيال كُتَّاب الخيال العلمي والفانتازيا واقعًا ملموسًا، وصُنعت العديد من الأفلام السينمائية حول هذا الحدث، وأطلق الكُتَّاب العنان لخيالهم ليبدعوا ويكسروا حاجز المستحيل الذي يقول إنّ صعود الإنسان للقمر يحدث في الخيال والروايات فقط.لقد نال نيل أرمسترونج شرف أن يكون أول إنسان يهبط على سطح القمر، ويخطو خطواته الأولى عليه وتبعه ألدرن، وقد تحقق ما تمناه أبناء البشر يومًا، بعد أن كان القمر بعيد المنال، ومجرد جسم فضائي لا يصل إليه أي إنسان، مما فتح أبواب الأمل أمام العلماء والباحثين لرفع سقف طموحاتهم للبحث في مسافات أبعد من القمر واستكشافها ودراستها جيدًا، وبالفعل استطاع البشر بعد ذلك إرسال مركبات فضائية لاستكشاف الكواكب والأقمار البعيدة. بالإضافة إلى ذلك، لقد كانت رحلة أبولو 11 بمثابة خطوة فعلية لكسر حاجز الخوف من المخاطرة والصعود إلى المجهول.
إليك أيضا

تابع قراءة عشرات المقالات الملهمة على زد

ربما تستفيد من هذه المواضيع كذلك :

تعليقات الفيسبوك
0 تعليقات المدونة

تعليق الفايسبوك

01ne-blogger

إرسال تعليق

Loading Offers..