لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد
كثيرًا ما تسألني الصديقات أو من تعرف أنني متزوجة من شخص من غير جنسيتي حول الزواج من جنسية أخرى، ربما لإشباع فضول لديهن أو ربما هنّ يفكرن في الارتباط بشخص من جنسية مختلفة ربما.. لكن إن قرأت الإحصائيات التي ترصد أعداد الذين يتزوجون من شخص من غير جنسيتهم سترى أن الأعداد في ازدياد، وربما راودتك فكرة الارتباط من جنسية مختلفة، وهذا أمر ليس بالضرورة أن يكون جيدًا أو سيئًا؛ لأن الأمر في النهاية يتوقف عليك وعلى الطرف الآخر.في تدوينة أخرى سوف أشارك نصائح أو أمور عليك التفكير فيها قبل الارتباط بشخص من جنسية أخرى، لكن قبل ذلك، أشعر أنه من الواجب على ذكر بعض العوامل الشخصية التي تجعل الفرد يتقبل فكرة الارتباط من جنسية أخرى أو العوامل التي تُسهّل من زواجك من شخص من غير جنسيتك وتجعل أمورك أسهل، لأنني أؤمن بضرورة ذكر العوامل التي بُنيت عليها تجربتك الشخصية وبأهمية إعطاء الصورة الكاملة عن تجربتك لآخرين.لكن في الوقت نفسه أنوّه إلى أن توفر هذه العوامل لا يعني بالضرورة أن ارتباطك بغير جنسيتك سيكون سهلًا وهينًا.. لا أبدًا.. فالأمر شائك ومعقد جدًّا، لكن هذه العوامل مجرد عوامل مساعدة فقط ومبنية على رأي وتجربة شخصية قد تكون قاصرة أو لا يمكن تعميمها:
1- سفرك ودرجة اختلاطك بجنسيات مختلفة
سفرك ودرجة اختلاطك بجنسيات مختلفة أحد الأمور التي تساهم في تسهيل تقبل فكرة الارتباط من شخص من جنسية مختلفة وتخلق لديك درجة جيدة من المرونة في التعامل مع الثقافات المختلفة. لا أعني أنك في حال لم تكن تعيش في دولة مختلفة عن دولتك أنك لست مرنا في التعامل مع الغير، بالطبع لا.. لكن اغترابك وعيشك في دول مختلفة يساهم بشكل كبير في فكرة تقبل الزواج من شخص من غير بلدك، فهو يُثري معلوماتك عن أبناء الجنسيات الأخرى ويُتيح لك فرصة إقامة علاقات شخصية معهم. أعتقد أنني لو لم أكن وُلدت في بلد غير بلدي ونشأت في بلد غير بلدي ودرست في بلد غير بلدي لما كنت لأتقبل فكرة الارتباط بشخص من جنسية مختلفة؛ لأن كل هذا جعلني أتقبل الفكرة أكثر وخلق لدي معرفة ومرونة في التعامل مع الجنسيات المختلفة.
2- السكن في بلد ثالث ليس بلدك أو بلد شريكك
حاليًا لا أعيش في بلدي ولا في بلد زوجي بل بلد ثالث آخر، وأعتقد أن وجود البلد الثالث أمر يُحيّد جزءًا كبيرًا من ثقافة بلدك وثقافة بلد شريكك، فلا يجعل من ثقافته أو ثقافتك هي الثقافة المهيمنة في العلاقة لكنه يخلق خليطًا جميلًا من الثقافات. وأعتقد أنك لو كنت تخطط للعيش في بلد شريكك أو في بلدك.. فإن هذا يُضيف طبقةً أخرى من التحديات التي يجب أن تكون مستعدا لها (لن أذكرها لأني لم أعشها شخصيًّا).
3- وجود فكرة قبول الزواج من جنسية أخرى منذ فترة طويلة
قبل أكثر من (10) سنوات.. أذكر أنني وضعت في رأسي فكرة الارتباط من جنسية أخرى، بمعنى أنه لا بأس في الزواج من جنسية أخرى غير جنسيتي، لا أعلم لماذا فكرت في هذا على الرغم من صغر سني وقتها ولم أكن أفكر حينها في الزواج، على أي حال.. أعتقد أن وجود تقبل فكرة الزواج من شخص من جنسية مختلفة في رأسك منذ سنوات طويلة أمر يساهم في تقبلك لفكرة الارتباط من شخص من غير جنسيتك ويجعلك مرنًا ومُرحّبا بهذا الأمر، وأمر الارتباط من شخص مختلف عنك في الثقافة أمر كبير فعلًا وينبغي عليك منذ وقت طويل أن تُهيئ نفسك لهذا التغيير.
4- وجود لديك إشكالية في الهوية أو هوية مركبة
عندما أعرّف بنفسي.. أذكر جنسيتي وأذكر الدولة التي وُلدت فيها والدول التي درست فيها، صحيح أنني لا أمتلك جنسية الدول التي قضيت فيها سنوات طويلة، لكن هذا لا ينفي أبدًا مدى تأثري بها وبثقافتها، لذلك فإنني أعدها جزءًا من هويتي وجزءًا مما يُركّبني. وإليكَ الشق الإشكالي في الأمر: لا أعتقد أنني سورية أصيلة.. وعلاقتي ببلدي الأم علاقة إشكالية يشوبها التعقيد، ربما أنا من تخليت عن ثقافتي -بإرادتي أو رغما عني- مما ترك مساحة فارغة لتملؤها ثقافات أخرى (وهذا الفراغ جيد بالنسبة للارتباط ببلد من غير بلدك).يعني إن كنت ترى نفسك خليطًا من الهويات ولا ترى بأنك مرتبط ارتباطًا وثيقًا ببلدك الأم.. فهذا الأمر -بغض النظر عن كونه سلبي أو إيجابي- يجعلك تتقبل فكرة الزواج من شخص من جنسية مختلفة؛ لأنك في هذا الارتباط ستبحث عن شيء يملأ الفراغ الذي الموجود لديك. ومجددًا.. لا أعني أن هذا الأمر جيد.. لكن هذا ما أراه.
في النهاية.. إن كل ما ذكرته هنا مبني على تجربة شخصية ورأي شخصي، يعني أنني قد أَصَبت أو أخطأت. وقبل أن تتخذ قرار الزواج من جنسية مختلفة عن جنسيتك.. ادرس الأمر جيدًا، ولا تنس أن تقرأ الجزء القادم من التدوينة والذي يتناول نصائح أو أمورًا ينبغي عليك التفكير فيها قبل الارتباط بشخص من جنسية مختلفة.
إليك أيضًا
تابع قراءة عشرات المقالات الملهمة على زد