لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد
هناك فيلم سينمائي للممثل الهندي المشهور "شاه روخ خان"، اسمه “My name is khan” بعيدًا عن قصة الفيلم، فالبطل كان يعاني من حالة نفسية تُسمى متلازمة أسبرجر، وهي شكل من أشكال التوحد، وهي مُدرجة في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية عن الجمعية الأمريكية للطب النفسي حتى عام 2013م، بعد ذلك أُدرجت جميع أنواع التوحد تحت متلازمة أسبرجر للبالغين (ASD)، التي تمثل اضطرابات طيف التوحد. بالرغم من أنّ هناك العديد من الناس والأطباء يستخدمون مصطلح متلازمة أسبرجر، إلا أنها جميعًا أصبحت تحت مسمى ASD.يتمتع أصحاب متلازمة أسبرجر بذكاءٍ عالٍ مقارنة بالآخرين، كما أنهم فصحاء، ويمتلكون مهارات لفظية أفضل من المستوى المتوسط، وبذلك نجد أنّ متلازمة أسبرجر واحدة من أشكال التوحد، لكنه عالي الأداء.أعراض متلازمة أسبرجر عند البالغين
- تكرار السلوك: ينخرط المصابون بمتلازمة أسبرجر في سلوكيات معينة، ويتمسكون بها، وقد لا يكتمل يومهم دون أن يفعلوها، ويمكن أن تتمثل هذه السلوكيات في تدوير شيء ما لعدد محدد من المرات، أو القيام بأداء شيء ما كل صباح قبل العمل، أو فتح الباب بطريقة محددة لا تتغير بالنسبة إليهم. هناك أشخاص غير مصابين بالمتلازمة قد ينخرطون في سلوكيات محددة وتصبح روتينًا بمرور الوقت، لكن هذا لا يعني أنهم مصابون بمتلازمة أسبرجر. في نفس الوقت قد يكون ذلك عرضًا لسلوكيات أخرى.
- عدم القدرة على فهم الأمور العاطفية: من أبرز الأعراض التي تميز هذه الحالة، فقد يَصعُب عليهم تفسير المشاكل العاطفية أو الاجتماعية مثل: القلق أو الحزن أو الإحباط. وهذه المشاكل غير مرئية وإنما نشعر بها دائمًا، لكنهم قادرون على تحليل الأشياء المرئية بشكلٍ منطقي. في نفس الوقت، يجدون صعوبة في التعامل مع الكلمات والسلوكيات العاطفية.
- استجابة عالية للمنبهات الحسية: لُوحظ أنهم يعانون من فرط الحساسية، ويُفضلون البقاء في الظلام، كما يميلون لشم الأشياء.
- صعوبة في الحياة الاجتماعية: يُعاني المصابون بالمتلازمة من التفاعلات الاجتماعية، فهم قليلو الكلام، وفي أغلب الأحيان، لا يستطيعون الاستمرار في التحدث.
- صعوبة في الكلام: كثيرًا ما يعاني أصحاب المتلازمة من تكرار الحديث، وقد يُساء فهمهم في بعض المواقف بسبب ذلك.
- قد يمتلكون مهارات لفظية استثنائية: يتمتع بعض من الذين يعانون من متلازمة أسبرجر بمهارات لفظية جيدة، تتراوح ما بين نموذجية إلى قوية، وبالتالي يصبح لديهم قدرة مذهلة على التعبير عن أفكارهم خاصة في المجالات التي يهتمون بها.
- يفتقرون إلى المهارات غير اللفظية: قد لا يلتقطون الإشارات غير اللفظية من الناس حولهم، مثل: لغة الجسد أو إيماءات اليد أو تعبيرات الوجه.
- لا يتواصلون بصريًا مع مُحدثيهم: عندما يتحدث أصحاب هذه المتلازمة مع أي شخص لا ينظرون إلى أعينهم مباشرة.
- يعانون من الخراقة: قد يجدون صعوبة في تنسيق حركاتهم وهذا عَرض شائع عند أصحاب متلازمة أسبرجر. وتتمثل هذه الصعوبات في عدم الجلوس أو المشي بشكلٍ صحيحٍ، وقد يجدون صعوبة في ربط الأحذية أو فتح المظروف أيضًا.
- التركيز العالي: يتميز أصحاب متلازمة أسبرجر بحالة فرط التركيز تجاه موضوع محدد، ويمتلكون عن هذا الموضوع قدرًا كبيرًا من الفهم والمفردات، ويُصرون على التحدث عنها عند تعاملهم مع الآخرين.
بعض الأعراض الإيجابية لمتلازمة أسبرجر
بالرغم من الأعراض السلبية لهذه المتلازمة، إلا أنّ أصحابها يتمتعون بعدد من المهارات الفردية التي تميزهم عن غيرهم. على سبيل المثال، يتمتع هؤلاء الأشخاص بقدرة هائلة على التركيز، وهذا يساعدهم على التعمق أكثر في القضايا التي تخصهم، والاهتمام بأدق التفاصيل التي تساهم في حل الكثير من المشكلات، وبالتالي يصبح هذا الشخص ناجحًا في حل مثل هذه المشكلات بشكلٍ فعّالٍ.كيف يمكن تشخيص متلازمة أسبرجر لدى البالغين؟
حتى وقتنا الحالي، لا يوجد أي اختبار أو معايير يمكنها تشخيص هذه المتلازمة. لكن عادةً، تظهر أعراض التوحد عند الأطفال في سنٍ مبكرٍ. في حالة ما إذا ظهرت أعراض هذا الاضطراب على طفل أو شخص بالغ، فمن المستحسن أن يلجأ إلى طبيب متخصص حتى يضع تشخيصًا واضحًا للحالة، من خلال تقييم بعض السلوكيات كالتالي:- الحياة الاجتماعية: من أهم الأشياء التي يسأل عنها الطبيب أو الأخصائي عند تشخيص حالة المتلازمة، والغرض من الأسئلة التي تدور حول الحياة الاجتماعية هو تقييم المهارات الاجتماعية للفرد وتحديد مدى تفاعله مع الآخرين، كما يقيس تأثير الأعراض على هذا الجانب من حياة الشخص.
- الأعراض الجسدية: سيقوم الطبيب بفحص جسم الشخص، للتأكد من عدم وجود أي ظروف صحية أخرى تؤثر عليه.
- بعض الأعراض الأخرى: مثل القلق والاكتئاب وفرط النشاط.. إلخ.
كيف يمكن علاج متلازمة أسبرجر عند البالغين؟
لا يوجد علاج لهذه المتلازمة، لكن هناك بعض الطرق والعلاجات التي تساعد في تخفيف حدة الأعراض كالتالي:- العلاج السلوكي المعرفي: يساعد هذا النوع من العلاج في التعامل مع بعض آثار التوحد، خاصةً الآثار العاطفية، مثل: القلق والعزلة. كما يمكن أن يساعد في تعلم مهارات اجتماعية جديدة تساعد على التعامل مع الآخرين بشكلٍ أفضل، وبفاعلية أكثر.
- علاج النطق: وهذا دور اختصاصي أمراض النطق الذي يساعد المصاب على التحكم في صوته وتعديله والتحدث جيدًا.
- العلاج المهني: يواجه بعض المصابين بالمتلازمة مشاكل في العمل، لكن بالرغم من ذلك، هناك من يمكنهم الاحتفاظ بهذه الوظائف بنجاح. أما في الحالة الأولى، فقد يساعد المعالج المهني الشخص المصاب بالمتلازمة، ويساعده على إيجاد حلول للمشاكل التي تواجهه في بيئة العمل، هذا بدوره سيُساعد المصاب على التطوير من ذاته والنجاح في العمل.
- العلاج بالأدوية: تُستخدم بعض الأدوية في علاج بعض الأعراض مثل: القلق أو فرط النشاط.