Loading Offers..
100 100 100

هل يمكن للرسائل أن تغير من شكل العالم؟ 

لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد

نحن نجد الشجاعة أكثر في الكتابة، في سرد الكلمات دون تهتة أو تلعثم، في الكتابة ينمحي صوت حنجرتنا القادر على خذلاننا بطبقاته المتعددة التي تظهر في غير محلها، ولكن في الكتابة نستطيع سرد مشاعرنا وأفكارنا بيسر وشجاعة قد لا نفعلها في الواقع.وهنا رسائل غيرت من شكل العالم، وسردت مراحل تطور المشاعر والتجارب والأفكار، من أول الإسكندر الأكبر ورسائله مع دارا الثالث آخر ملوك الفرس، مرورًا برسائل حب تذيب القلب بين عاشقين فرّق الظلم بينهما (هلواز وابلار) حتى رسالة زوجة قصير روسيا تخبره فيها بأن كل شيء على ما يرام قبل سقوط إمبراطوريتهم بأيام.

بركان ويزوف كما لم نعرف من قبل

عام (79) ميلاديًّا دمرت مدينة بومبي الإيطالية التي كانت معروفة بتطورها وجمالها واهتمامها بالفن بسبب بركان ويزوف الذي تجاهل أهل المدينة الهزات الأرضية التي أحدثها ومنظر السماء المعتم، بلا كانوا يؤمنون بأن البركان سبب في الخير والازدهار، إلا أن تفاصيل حريق المدينة وما يجاورها من أنحاء ظلت مخفية علينا حتى وجدنا أحد الرسائل موجه للمؤرخ الكبير تَسِتس، يصف فيها يلني الأصغر (سياسي) موت عمه مختنقا برماد البركان مع وصف دقيق الي حد كبير أحداث التدمير التي حدثت آنذاك.

دانتي اليجيري يريد الحرية

قضي دانتي العشرين سنة الأخيرة من حياته منفيًّا عن موطنه الأصلي فلرنس وعندما صدر عفو مقابل مبلغ باهظ من المال مع سحق كرامته مقابل أن يرجع موطنه، رفض دانتي وقال أحب الجمل إلى قلبي في رسالة إلى أحد أصدقائه ويلكم، أليس في وسعي أينما حللت أن أنظر إلى وجه الشمس والنجوم، أليس في وسعي أن أفكر تحت أيّ سماء في أعظم الحقائق دون أن أكون مهانًا مُحقَّرًا في أعين مواطنيّ؟ ومات دانتي في جحيمه الدنيوي منفيًّا بأفكاره الخاصة ولم يتم العفو عنه إلا بعد موته بمائتي عام تقريبًا.

سينكا يندد بالعبودية

تتضارب الأقوال عن سينكا إلا أن الرسائل مرآة أصحابها، تعكس نفوسهم وأخلاقهم ومشاعرهم وأفكارهم. فنحن نعرف عن سينكا فلسفته الرواقية التي تدعو إلى إعلاء النزاعات العقلية بدلًا من رغبات الجسد حتى يصل الإنسان إلى حالة من الاتزان النفسي والجسدي، يذكر في أحد رسائله إلى صديقه لوسليس يندد بالمعاملة السائدة للعبيد آنذاك، ففي عصره كان ينظر إلى العبيد كأنهم بهائم لا بشر، لا عقل لهم ولا حقوق، هم مجرد ممتلكات صامتة، لا روح بها إلا لخدمة أسيادها.وهنا كان يدعو سينكا للتخلص من تلك الفكر المغلوطة عنهم، فهم بشر مثلنا مثلهم لديهم نفس عقولنا، وإن كل سيدًا فله سيد أعلى منه، فكان يندد بالطبقية الوحشة التي تقتل الناس وتزرع الخوف في قلوبهم، فالخوف والحب لا يجتمعان في قلب واحد، ولكن لا أحد استمع إليه حتى أجبره نيرون المجنون على الانتحار في آخر حياته.من الجميل أن نجد رسائل تندد بالظلم وتطلب بالحرية في عصور غابرة مظلمة، أن نعرف أن ما نطلبه هو مطلب قديم منذ الأزل، وأن المحرك الأول للإنسان هو التوق إلى الحرية، فمنذ قرون والإنسان يثور لأجل معيشة كريمة وحياة آدمية، وما زلنا حتى الآن نثور لنفس الأسباب، ومن الجيد معرفة أن الثورة هي الشيء الثابت في تطورنا؛ لأنها الشي الوحيد الذي يمنحنا بالتدريج حياة أفضل مليئة بالصلاحيات التي تمكنا أخيرًا من تيسير حياتنا كما نرغب.

فلاديمير لينين قائد الثورة البلشفية على فراش الموت

كان لينين علي فراش الموت عندما كتب رسالة لرفاقه في الحزب الشيوعي ليتجنبوا الانقسام من بعده، مستخدمًا في ذلك بُعد نظره وخبرته الطويلة في معرفة أفراد الحزب وأهوائهم، فأوصى بعزل ستالين (لكونه جاف أكثر من اللازم) من الأمانة العامة للحزب الشيوعي وهي المركز الذي يؤهله ليكون الرئيس القادم، وبدلًا منه يأخذ المنصب ليون تروتسكي لكونه لين الطباع صبورًا، إلا أن الرسالة وقعت في يد أنصار ستالين، وتم نفي تروتسكي وقتل باقي الأعضاء الأكفاء المذكورين في الرسالة، وبذلك أنشأ ستالين دولة دكتاتورية علي أنقاض الحلم الشيوعي الذي كان يهدف إلى بناء دولة عادلة أقرب إلى المثالية.فماذا لو نشرت تلك الرسالة في الموضع الصحيح لها، ماذا لو تولى تروتسكي الحكم، أكان العالم سيؤول إلى ما آل إليه اليوم، هل كانت روسيا واجهت كل تلك العقبات، أم أن شيئًا ما كان سيختلف، أكانت ستحظى بالحياة المرجوة أم أن الطريق سيكون واحدًا؟في الحقيقة نحن لا نعرف هي مجرد استنتاجات في النهاية، ولكن ما نعرفه أن الكثير من الرسائل حتما غيرت في شكل العالم وطرق استقبالنا لأفكار ومشاعر الآخرين، فإذا كنت ترغب بمعرفة المزيد من الرسائل عزيزي القاري، أرشح لك كتاب أشهر الرسائل العالمية، ترجمة محمد بدران ومن إصدار الهيئة العامة لقصور الثقافة.
إليك أيضًا
ذو القرنين المصري (قراءة في كتاب: ﻓﻚ ﺃﺳﺮﺍﺭ ﺫي ﺍﻟﻘﺮنين ﻭﻳﺄﺟﻮﺝ ﻭﻣﺄﺟﻮﺝ)معركة واترلو: هزيمة تختم رحلة نابليون العسكرية كليوباترا: قصة ملكة تربعت على عرش السلطة وانتهت حياتها بمأساة  

تابع قراءة عشرات المقالات الملهمة على زد

ربما تستفيد من هذه المواضيع كذلك :

تعليقات الفيسبوك
0 تعليقات المدونة

تعليق الفايسبوك

01ne-blogger

إرسال تعليق

Loading Offers..