لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد
عندما نقرأ قصة، فإننا نعيش في طياتها، ننظر للعالم من عيون شخصيتها، نشعر بهم، ونتفاعل معهم، نسقط على أنفسنا مشاعرهم، نتحمس لهم ومعهم، ونغضب لهم ومنهم، عندما يخذلنا العالم ونشعر بالغربة والوحدة، دائمًا يوجد كتاب بين أيدينا يشاركنا صوت أفكارنا ووحدة مشاعرنا المنفصلة عن الواقع. حيث يوجد الموسيقى والسينما والأدب، توجد الحياة.دائمًا ما رافقتني الكتب في أحلك الأوقات وأكثرها اضطرابًا وأيضا في لحظاتي السعيدة والمريحة. ومع ترشيحات سينمائية من الأصدقاء وأخرى اكتشفتها بنفسي، ولكني توصلت في النهاية إلى أن السينما والأدب ساعدوني على فهم العالم بشكل أفضل.
أفلام وأشياء أخرى لليالي المظلمة
/1989/ the legend of 1900
وجدت
هذا الفيلم بالصدفة وأنا أبحث عن فيلم أبدد به ليلة ثقيلة، لينتهي الليل وأنا أشعر بالخفة والحزن في آن واحد. يبدأ الفيلم بافتتاحية عظيمة، تلك النوعية من الافتتاحيات هي المفضلة لدي، ثم تبدأ قصة الفيلم، صبي لقيط يجده أحد البحارة في قاعة السهر الخاصة بالطبقة الارستقراطية، ليتبنه بعدها ويصبح اسمه 1900، ومن هنا يتحول تدريجيًّا لأسطورة تجيد عزف البيانو، أسطورة إنسانية رقيقة، لا تتخطى اليابس أبدًا، لا تكتشف بلدانًا جديدة، فقط السفينة موطنه الأبدي، وفي المرة التي قرر أن يترك موطنه لأجل من يحب يتراجع خوفًا من كل الأشياء التي يجاهلها، من الاختيارات غير المحدودة، من زحمة كل شي لا يعرفه، حتى تنتهي حياته بانتهاء العمر الافتراضي للسفينة.تقيم الفيلم 8.1 / 10
بول أوستر يضمد جروحك
في روايته "
صانست بارك" والتي رصدت الكساد الاقتصاد الأسوأ من عقد، عام 2008م، قام بنسخ الشخصيات بخيوط من حرير، وكانت براعة السرد وعذوبته كفيلة بأن تجعلني أتوحد مع شخصيات الرواية لدرجة جعلتني أرى نفسي وسط الثلج وفي العمل الشاق وفي الاضطرابات النفسية العنيفة التي تضرب عالم أبطاله ولكن رغم ذلك، يجد الجميع طريقه، يمضون بألم، ليواجه المزيد من المتعة والمصاعب والآلام مع أمل أن تقل تلك الآلام أو تنتهي إلى الأبد ، وبأننا جماعة البشر في شكلهم الهش لا نملك شيئًا سوى تلك اللحظة الراهنة، والتي بدورها سوف تمضي الآن .يعرض أوستر شخصياته على الملأ، وبشكل حميمي يخاطب ذاتك، ومشاعرك المدفونة التي لا يعرفها سواك، لتكون طرفًا في محادثة بالغة الخصوصية بينك وبين أفراد على الطرف الآخر من العالم يشاركوك مشاعرك المضطربة، لتدرك أن كل جزء منك من الممكن أن يوجد بآخر، وأن جدرانك العالية من الممكن اختراقها بالكثير من التفاهم والحب والقبول، ومن هنا تنبع روح الأدب الجيدة، بساطة في السرد ووضوح في المشاعر والأفكار التي تهبك طريقًا للنجاة.أرشح لك قراءة الرواية من إصدارات دار المتوسط من ترجمة سامر أبو هواش.
أغوتا كريستوف وتحفتها المجرية
أثناء بحثي في أحد قنوات التلجرام على كتاب لأقرأه، وقع اسم "
الدفتر الكبير" تحت عيني بمحض الصدفة، بدأت في تصفحه و لم أفق إلا وأنا أبحث في روايات أخرى لنفس الكاتبة، لأجد أن تلك الرواية جزء في ثلاثيتها الرائعة، (الدفتر الكبير، البرهان والكذبة الثالثة) بشكل مبدع ومختصر، كتبت أغوتا، كان الرواية الأولى صادمة للغاية، قصيرة مختصرة، أحاديث مقتضبة، وعالم الحرب الأسود أمامك بوحشيته وعنفه، وطفلان يحاولان النجاة فيه عن طريق الملاحظة والتقليد ، والتعلم الذي حرم عليهما، ليتحولان بدورهما إلى قساة بعاطفة منطقية واختيارية للغاية. وكأن الكاتبة كانت تحاول التخفف مما يثقل كاهلها ولكن في شكل مختصر, وصادم وبديع إلى أبدع حد.تروي أغوتا الحكاية كلها في سيرتها الذاتية (الأمية)، بهدوء امرأة وصلت إلى سن لا ترى في الحياة أي متعة أو رغبة سوى كوب قهوة في الصباح لأن المكوث في الفراش بشع للغاية وأيضًا التحرك من حين إلى آخر .تفضل الوحدة والانعزال في منزلها الهادي الصغير، لتنعم بأيام من الراحة بعد حياة مليئة بالمشقة والترحال وقصتين من الزواج المجهض.برغم قسوة كتابات أغوتا فإنها من كتبي المفضلة، فهي موهبة متفردة وكاتبة لديها من عبقرية السرد ما يكفي ليفجر عقلك دهشة لتلك الحكايات في ثلاثيتها القصيرة لن تستغرق سوى يوم لتكمل قراءتها أو على أقصى تقدير يومين.أرشح لك قراءتها بشدة، الثلاثية من إصدار منشوارت الجمل ترجمة محمد آيات حنا.و حتى مقال جديد نقدم فيه الكتب والأفلام التي نجد فيها العزاء والهدوء، نتمنى لك عزيزي القارئ مشاهدة وقراءة غاية في المتعة واللطف .
إليك أيضًا
تابع قراءة عشرات المقالات الملهمة على زد