لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد
حياتنا مدرسة كبيرة لا تنتهي والكل يتعلم من أي شيء يلهمه، نتعلم من الأطفال العفوية والحب غير المشروط، ونتعلم من النمل النظام، ونتعلم من المواقف، ولكن التعلم إن لم تبحث عنه سيأتي بين يديك وربما تتعلم بالألم عن طريق الصواب والخطأ، والحقيقة إن الدنيا ستعيد عليك الدرس مرارًا وتكرارًا إلى أن تتعلم، وإذا كان كل موقف وصدمة تمرّ عليك تشاهد وتتألم فقط ستظل تتألم كثيرًا، إلى أن تقرر أن تقف لتحلل وتتعلم ما حدث لك بطريقه صحيحة، لأن في كل مرة كنت تتعلم درسًا سطحيًّا وتدفن ما حدث داخلك وتحاول التناسي، تحتاج أن تتعلم من خبرات الآخرين لتقصر على نفسك الطريق، ولكن احذر فليس كل من تعلم من حياته تعلم دروسًا حقيقية، فمن تتعلم منه تضع أمامك أن ما سيخبرك به ممزوج برؤيته الخاصة، واليوم سأتشارك معكم دروسًا أجمع عليها أجيال مختلفة بعقليات مختلفة.1. ممتلكاتك المادية لن تجعلك سعيدًا
يقول الأجداد لا شيء يساوي اجتماع العيلة، فكان لا يمسح دموعي سوى أحد أحبتي، وليس منديل الحرير الطبيعي، وكان يساندني ذلك الشاب اليتيم الذي دعمته في شبابي، وليست سيارتي الفاخرة، وكل من زرعت بها خيرًا وعطاء أسعدوني، فبعد سعيي الطويل خلف المال ظنًّا أنه سيمنحني السعادة، والتي كانت سرعان ما تختفي تلك السعادة بعد حصولي على ما كنت أريد امتلاكه، ومع الوقت أدركت أنني أبحث عن سراب، فكلها متع مؤقتة، والسعادة في العطاء، والأثر الذي تركته في الآخرين وفي أبسط الأشياء ممتلكاتك المادية لن تجعلك سعيدًا.
2. لن يرضى كل الناس عنك
بعد سنوات من الجهد يحاولون أن يثبتوا أنهم على صواب، كي يرضى عنهم من حولهم، إلى أن أهلكوا أنفسهم، وفي النهاية تعلموا الدرس من جُحا وحماره ولمن لا يعرف القصة سأمر عليها سريعًا للاعتبار: (عندما كان يسير جحا وابنه والحمار في السوق، سخر منه الناس أنه لا يركب الحمار، فركبه فقالوا عليه بلا رحمة ترك ابنه يسير وهو يركب الحمار، فنزل ووضع ابنه، فتضايقوا وقالوا: ابن عاق، ترك أبيك الكبير يسير، فقرر جحا أن يركبا سويًّا على الحمار، قالوا له: أنتم حمل ثقيل، كيف لا ترحم الحمار؟!، فجنّ جنون جحا وحمل الحمار، فضحك عليه الجميع وقالوا كيف تحمله ولا تركبه، ومن يومها قرر جحا أن لا يهتم لرأي أحد)، يقول لي أبي لن يرضي عنكِ كل الناس، فركزي على ورقة اختبارك في الحياة وأرضي رب الناس، فهم لم يجتمعوا على أن الله واحد أحد، فهل هناك أوضح من عظمة الله؟
3. في فراش موتك لن تتذكر إنجازاتك
لن تهمك قائمة إنجازاتك بقدر ما أعددته للآخرة، ولن تساندك إنجازاتك في عجزك بل العلاقات الطيبة التي ركزت على وجودها بجانب إنجازاتك، ولذلك لا تجعل طموحك يلهيك عن جوانب لا غنى عنها كالعلاقات العميقة الطيبة، وعن هدفك في الحياه هو النجاح في اختبار الآخرة.
4. أنت لست مثاليًّا
لو كان الله يريد أن يخلقك كاملًا لفعل ولكن الكمال لله وحده، المثالية في الدنيا غير منطقيه كيف ستتعلم إن لم تخطئ أو ترى غيرك يخطئ فتتعلم؟ هل ولدت ببرنامج في رأسك به كل ما هو صواب؟ أم كان عقلك فارغًا مثلنا تتعلم بالملاحظة والتجربة والتلقين والاكتساب؟ مؤكد لا، إذن لا ترهق نفسك بتلك الفكرة المرهقة، كل ما عليك فعله محاولة التعلم وتطوير نفسك لتكون أفضل نسخة منك يمكن أن تكونها.
5. استغل فترة شبابك قبل الندم
إلى متى تستغل أحلامك، فترة الشباب هي فترة طاقتك وحماسك، بينما أنت مركز على ما لا تملكه وتتحسر، عندما تمر فترة الشباب تلك ستتمنى لو أحسنت استغلالها أفضل استغلال، الصحة لا يُعلم إلى متى ستدوم، ربما فجأة تمرض أو تصيبك إعاقة وأنت كنت تؤجل أحلامك لحين الاستمتاع في الشباب فقط، ومن قال لك" إنك لن تقدر أن تتعلم الموازنة بين السعي وتحقيق نجاح والاستمتاع، ومن قال لك: إن رحلة السعي للأهداف لا تجلب لك سعادة؟ راجع مفاهيمك واكتشف أفكارك المُعيقة، لتبدأ الرحلة الممتعة، وتجني الثمار مبكرًا.