لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد
اخلع نظارتك الرمادية وشاهد العالم على حقيقته، الافتراضات التي تستخدمها طوال الوقت، لا تفترضها لأن لديك قوة حدث، بل لأنها توفر على عقلك الكثير من التحليل والاستنتاج، وللأسف عقلك يصدق الخيال وتلك الافتراضات، فهو يقدر أن يعيش الوهم الذي تكّون به ويتعامل على أساسه ويأخذ قراراته، وإذا امتلكت الشجاعة والموضوعية وسألت نفسك ما الدليل على استنتاجي وتوقعي؟ لا تجد دليلًا، أو تجد أدلة غير مترابطة لأنك توهمت، ذلك لأن عقلك يحب الراحة، فهو يفضل أن يبذل أقل جهد ممكن، فتكون أسهل عملية تحليل (بما أن ذلك فإذن ذلك) فيصبح لديك نقطة عمياء في عقلك تشوه تفكيرك، هل تعلم ما ضرر ذلك؟ وما أثره على علاقاتك بمن حولك؟ما هو تشوُّه التفكير؟
أفكار تعيقك عن التفكير السليم ، تمنعك من رؤية الحقائق، والصور الكبيرة ، فتشوه الحقائق .بعض التشوهات الفكرية التي توصلك للافتراضاتتصرفاتنا غالبًا تكون حسب المعتاد والمتعارف عليه: نتصرف حسب ما تربينا وتأثرنا به في محيطنا، وفي المجتمع توجد مقولات وأفكار تتناقل بيننا، فتكون جزءًا من تفكيرنا دون أن ندري، فحوالي 80% من تصرفاتنا وقرارتنا اليومية جاهزة مسبقًا.عدم ملاحظة ما هو واضح بالفعل: ما حدث لن نقدر على رؤيته من جميع الجوانب في نفس اللحظة فهذا غير ممكن لجهازنا العصبي، ولذلك لا يصح اتخاذ قرار مجرد حدوث الموقف.رؤية المواقف من خلال معتقداتك أو ما تحبه أو ما تكرهه أو ما تؤمن به: مؤكد لن تكون رؤيتك صحيحه فأي تحليل برؤيته من منظورك فقط ستقع في فخ التوقعات المسبقة، وحكم الانطباع الأول، تلك الصورة التي تبنيها عن شخص لمجرد أن رأيت منه شيء مرتبط بصورة في رأسك تصدقها أو شيء لا تحبه فتقفل أبواب التواصل أو تفتحها بسرعة دون حذر، تذكر كمّ مرّة حكمت على شخص من الانطباع الأول واكتشفت مع الوقت أنه كان انطباعًا خاطئًا؟فخ التصنيف: عقلك يميل لتصنيف كل ما حوله ليسهل عليه تخزينه، والعودة له عند الحاجة، عقلك لا يحب النهايات المفتوحة، أو الصور الناقصة، وعندما يجد شيئًا غير مكتمل الصورة يكملها نيابة عنك إن لم تنتبه.القاعدة الذهبية: لا شيء يدل على شيء: دائمًا هناك قائمه لانهائية من الاحتمالات:الأخلاق: تجد شخصًا يريد (٤) مواصفات أساسية بمن ستكون شريكة حياته، ويحدث أن يصادف فتاة بها ثلاث صفات، غالبًا ما سيفترض عقله وجود الصفة الرابعة رغم عدم وجود دليل، أو فتاة خُطِبت لشاب فرأت منه اللين والتقدير في معاملاته مع أسرته فهو يساعدهم يدًا بيد، فافترضت أنه بالمثل سيعاملها وتكتشف في الزواج أنه كان يفعل ذلك لأنه يري برَّ الوالدين كنزًا، أما أفكاره عن الزوجة والتعامل معها مشوهة، إذن لا شيء يدل على شيء.المواقف الحسنة أو السيئة: لا تدل إلا على أن الشخص فعل ما فعله، وتعطيك مساحة له تختبرها بالوقت والمواقف، لا يعني أن تسيء الظن، ولكن لا تَبْنِ صورة وتوقعات من موقف واحد فهو غير كافٍ، فأنت لا تعلم النوايا الخفية.المظاهر: لا يعني أنه يركب سيارة أنه غني، ربما ليست سيارته ويعمل بها فقط، أو يقسط ثمنها، فقيادته سيارة لا تدل إلا على أنه يعلم القيادة. الذي يملك عضويه في نادٍ لا يدل على ثرائه، قد يكون جمع المال لدفع العضوية بأي وسيلة ولا يملك ماديًّا متطلبات ذهابه للنادي، فهل كل من يسافر للعمل بالخارج غني؟الصفات: تقع في التعميم عندما تصادف شيئًا ما مرة أو أكثر فتعممه على الجميع، مثل: هي كثيرة الضحك مؤكد أنها غير ناضجة، ما الدليل؟ كل الرجال خائنون، ما الدليل؟ هل قابلتهم كلهم وتعاملت شخصيًّا؟أبسط الأشياء أو أوضحها لا تدلّ على شيء سوى ما تراه: التي نطقت جملة إنجليزية ببراعة لا يدل أنها تتحدث إنجليزية، ربما لا تحفظ سوى تلك الجملة، أو مستواها متوسط وللتوّ أتقنت تلك العبارة فتستخدمها لتثبت حفظها.ضرر الاحتمالات والتخمينما بُني على باطل فهو باطل، مؤكد كل شيء استنتجته من سبب صغير، وجزء لا يذكر من الحقيقة ستكون استنتاجاتك مضحكة لك عندما ترى الصورة الكاملة. تجعلك تعيش بفكر سطحي غير داعم للنجاح والتطور. تبني توقعاتٍ على الآخرين دون دليل، فلا يفعلوها، فتتألم وتظن أنهم خذلوك، لكن توقعاتك خذلتك، فأنت حمّلتهم أثقال توقعاتك، وتجعل مسؤوليتهم تحقيقها، دون أن تتأكد هل يقدرون، أو هل يرغبون بذلك؟ ستأخذ قرارات مصيريه بناء على معطيات غير كافية أو مشوهة وفقًا لتفسيرك، فتصل لفشل في علاقات، أو عمل أو تمتنع من البداية فتغلق فرص كبيرة.رؤيتك للعالم وتفسيرك للأمور خاطئ، وفي المواقف الحياتية، لن تتعلم الدرس المطلوب، فيتكرر عليك الدرس بعدة طرق لكي تتعلم، وربما مع التكرار تتعرض للألم. الكثير من سوء الظن: كلما اعتمدت على الافتراضات، زاد وقوعك في سوء الظن الذي نهانا عنه رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، فتقع في ذنب، أو يشوه علاقاتك، وإذا لم تبح به، مرة بعد مرة ستبني كمًّا كبيرًا من التوقعات، التي تصنع بينك وبين الآخر حاجزًا.كيف تحمي نفسك من فخ التوقعات ؟
- ضع في اعتبارك أن لا شيء يدل عن شيء، وأن هناك دائما قائمة غير نهائية من الاحتمالات.
- تعلم منع إطلاق الأحكام على الآخرين.
- منع التوقعات من الآخرين، لا تَبْنِ آمالك على وعود قاطعة، وضع في اعتبارك ربما مع الوقت، يحدث ما يعيقهم عن تحقيق وعدهم، فتكون تلك ترتيبات الله لك.
- ضع في اعتبارك أن تحيزك لأفكارك كثيرًا يمنعك من الحقيقة.
- راقب فخ التصنيف، واصنع في رأسك ملفًا يخص كل ما هو غير مكتمل ومبهم وتتقبل وجوده، لأنه ربما يكون ملفًا غير محبب لعقلك.
- خذ وقتك لترى الصورة كاملة، اسأل واستفسر عن أي شيء.
- تذكر الحقائق ليست ما تراه: هي نصف الحقيقة، أو لا يمسها بأي شكل من الأشكال فشُكّ في ظنونك، فكّر أن هناك قائمة احتمالات.
- تعلم الأسئلة النقدية: التي تساعد في تكشف الحقائق وأبسط تلك الأسئلة (هل هذا حقيقي؟ هل ما أعرفه كل الحقيقة؟ ما الذي يؤكد ظني؟ هل هو دليل كافٍ؟ هل الأدلة مترابطة فعلًا؟ هل هذا يدل على استنتاجي؟ هل نظرت نظرة عن قرب وعِشت داخل بيته فتطلع على أسراره لتحكم؟).
- راجع كل الأفكار المتوارثة أو التي بها تعميم، وتظن أنها حقائق مُسَلم بها.
- ذكر نفسك أن النوايا خفيه: مهما حاولت لن تقدر على فهم نوايا من أمامك، لإنك بكل بساطة كثيرًا ما تفعل أشياء، أو يفلت لسانك بـكلمات، وتتعجب لما فعلت ذلك؟ ونواياك غير واضحة، فكيف تستنتج نوايا الآخرين؟
- في علاقاتك الشخصية لا تتخذ موقفًا أو قرارًا دون مواجهة واضحة، واطلب إجابات محددة، كيلا تترك مجالًا للظن، اسأله ماذا تقصد بالتحديد؟ إلى أن يكون كلام الآخر مجردًا من أي احتمال أن يحمل معنيين، في نهاية نقاشك أعِد عليه ما وصلك من كلامه ليؤكد عليه ولتمنع سوء التفاهم، وإلى أن تحدث المواجهة التمس له الأعذار.
- علّم نفسك حسن الظن: عن جعفر بن محمد الصادق أنه قال: إذا بلغك عن أخيك شيء تُنْكِره فالتَمِس له عُذْرًا واحِدًا إلى سبعين عُذْرًا، فإن أصبته وإلاَّ قُل لَعل له عذرًا لا أعرفه.