لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد
على مَدى قرونٍ من الزمن تراكمت النَّظريات والأبحاثُ العِلمِية التي طَرحها العُلَماء السَّابقون وأصبَحَت مَوضِع جَدَل للكثير من الباحثين، فَمِنهُم مَن يَنتَقِدُها لِكونها مُجرّد خيال، والبعض الآخر يُشكك بها، ولكن بمرور الوقت وبالتزامن مع التقدم البشري والاختراعات أدّى ذلك إلى دفع المجتمعات لمعاودة النظر بجدية للبحوث والنَّظريات العلمية، وخصوصًا في العقود الأخيرة التي ظهرت من خلالها الإنجازات التي غيرّت مجرى الحياة البشرية ابتداءً من صناعة السيارات والطائرات إلى صناعة المكوكات الفضائية، فأصبح كل شيء ممكن في ظلّ هذا التطور الهائل، مما يفتح لنا أبوابًا واسعة للتساؤل: ما الإنجازات والابتكارات الأخرى التي يخبئها لنا المستقبل؟
ومِن هذا المُنطلق سَنعرِضُ لكم قائمة بآخر المشاريع والتطورات التكنولوجية التي من المُمكن أن تُغيّر حَياتنا جذريًّا.
مُراقبة الغازات الدفيئة بواسطة الأقمار الصناعية
من المعروف جدًّا أن الاحتباس الحراري له دَور مثيرٌ في تغيير المناخ وهذا حتمًا سيؤثر على حياتنا الاجتماعية على المدى البعيد، وتعتبر غازات الميثان وثاني أكسيد الكربون هي إحدى المصادر الرئيسية لظاهرة الاحتباس الحراري، وتعمل الدول بكل جهد للحدّ من الأضرار الناتجة عن ذلك، ففي نهاية عام (2015م) أصبحت ولاية كاليفورنيا موقعًا لأكبر تسرب غاز في الولايات المتحدة، وتمّ إعلان حالة الطوارئ وتمَّت السيطرة عليه بعد جهودٍ كثيفة.
فمن أجل منع تكرار هذه الحوادث في المستقبل تمّ تطوير جيل حديث من الأقمار الصناعية للكشف عن مستويات الغازات والملوثات الأخرى، وأطلقت وكالة ناسا الفضائية بالفعل أقمارها الصناعية لمراقبة الغازات الدفيئة، والقمر الصناعي (GOSAT) التابع لوكالة استكشاف الفضاء اليابانية وقمر (Sentinel-5) التابع لوكالة الفضاء الأوروبية، وكل هذه الأقمار تعمل على توفير البيانات اللازمة لقياس مستويات التلوث والحد من أضرار الاحتباس الحراري.
6 متاحف ومراصد ومرافق فضائية باستطاعتك زيارتها الآن من المنزل
10 نباتات اختارتها وكالة ناسا لتزين وتطهر فضاء منزلك أو مكتبك
تطوير مشروع سد هوفر
يُعتبر سدّ “هوفر” من أعظم المشاريع التي تم إنشاؤها في الولايات المتحدة خلال فترة الكساد الكبير، حيث يقوم السد بتوفير الطاقة لثلاثة ولايات يقطنها أكثر من (20) مليون شخص، أما في القرن الواحد والعشرين سوف يتم تطوير المشروع وتحويله إلى نظام عملاق لتخزين الطاقة، وستلعب المياه دَورًا مهمًّا في إنتاج الطاقة عن طريق بناء محطة ضخ كبيرة لصبّ المياه في بحيرة ميد الاصطناعية التي تُغذي السّد بشكلٍ رئيسي، وبالتالي سيتمّ التحكّم بمقدار المياه المخزنة في البحيرة بشكلٍ كامل.
وهذا يعني أن التحكم بالطاقة سيكون أكثر عملية وشمولية مما كانت عليه سابقًا، ويمكننا القول إن السَّد سَيكون أشبه بالبطارية الضخمة يمكن أن تستمد منها الطاقة حسب الحاجة، وتبلغ تكلفة المشروع (3) مليار دولار والمدة المقررة لاكتماله في عام (2028م).
السفر إلى الفضاء الخارجي
في الماضي السحيق كانت فكرة الطيران لا تأتي للإنسان إلا في المَنام، وفي أقصى الحالات كان يغمض عينية ويقف على مرتفع شاهق ويتخيل نفسه طائرًا يرفرف بجناحيه، ولكن مع مرور الزمن تم اختراع أول طائرة على يد الأخوين (رايت) وأصيب الناس بالصدمة عندما شاهدوا أول طائرة تحلق على ارتفاع منخفض، وكانت هذه التجربة المذهلة قد أَسَرَتْ قلوب الذين يحلمون بالطيران، ولكن مع ذلك بقيت تجربة الطيران صعبة المنال للجميع.
ومع تطور التكنولوجيا وبفضل الطيران التجاري قد تحقق هذا الحلم وأصبح بإمكان الجميع الطيران إلى أي مكان في العالم، لكن لايزال هناك حلمٌ آخر يرغب الجميع في تحقيقه وهو السفر الى الفضاء الخارجي ولتحقيق هذا الحُلم أعلنت وكالة ناسا الفضائية بأنها ستسمح للسائحين بزيارة محطة الفضاء الدولية بسعر 35 الف دولار لليلة الواحدة ، ويتم نقلهم بواسطة صواريخ SPACE-X أو BOIENG الفضائية .
التنقيب عن المعادن خارج كوكب الأرض
بسبب استمرار استنفاد الموارد الطبيعية على كوكبنا يُخطِّط العلماء للنظر إلى الفضاء الخارجي للبحث عن الموارد التي أصبحت شحيحة على كوكب الأرض، والحل لهذه المشكلة هو إجراء عمليات التنقيب في الكويكبات الأخرى، فهي من الممكن جدًّا أن تكون مصدرًا كبيرًا للمواد الخام، مثل: المعادن والحديد والوقود وغيرها الكثير من الموارد الطبيعية، فالمياه المتكونة في رواسب الكويكبات الطينية أيضًا تُعتبر من أهم الموارد المتاحة لأنها يمكن أن تكون وقودًا للمركبات الفضائية من خلال استخدام الهيدروجين والأكسجين الناتج عن هذه المياه، وبالفعل تم إطلاق قمرين صناعيين تابعَيْن لشركة Planetary Resources لاختبار المدار واستكشاف الكويكبات الأخرى للبحث عن الموارد الطبيعية.