لتجربة قراءة أفضل تفضل بزيارة المقالة على زد
تعلم اللغات له متعة خاصة، يبدأ ظهور حب اللغات منذُ الطفولة، وبالنسبة لي كان بدأ حب اللغة الإنجليزية من الصف الرابع، ولاحظت معلمتي ما أطلقت عليه حس لغوي، فقد كنت أستشعر الكلمات وتناسق الجملة من تلقاء نفسي، كنت كثيرًا عندما أخطأ في تركيب الجملة أخبرها أنني أشعر أنها ليست صحيحة من وزنها الصوتي، كانت تبسم وتومئ بهز رأسها تعني موافقتي أنها ليست صحيحة، وتقول يعجبني حسك اللغوي، ذلك الدعم الذي قدمته لي معلمتي ساعدني في رحلتي لتعلم الإنجليزية وبناء الثقة، قد تظن أنها خبرات طفلة لن تفيد، وأحب أن أرد عليك بسؤال كم كان عمرك حين نطقت الكلمات الأولي؟بالطبع كنت طفلًا لم يكمل العام، ما أقصده أن الأطفال قادرون على التعلم والوعي باللغات، ويمكنك التعلم منهم تقنية تعلم اللغة، وبالفعل من أسلوبي الخاص وصلت لمرحلة أقدر فيها أن أحدث الأجانب في المرحلة الثانوية عندما أسافر داخل مصر للسياحة مع أسرتي، ولكن للأسف ارتكبت خطأ جعل مستوى اللغة يقل تدريجيًّا وهذا ما سأشارككم به الآن كي تتجنبوا الوقوع فيه.
حب الإنجليزية
كانت الإنجليزية بالنسبة لي شغف، ولغة وليست مجرد مادة أدرسها.
تطور الاستماع
كنت أشاهد في الطفولة قناة ديزني للأطفال، فكانت تعرض عليها مسلسلات كرتوني، مع الوقت وجدت أنني أقدر أن أميز الكلمات التي أدرسها بالمدرسة، وعندما أنظر للترجمة أجد أنني أصببت، فتحمست أن أركز أكثر لأتعلم كلمات جديده، وأحفظ كل ما أدرسه بالمدرسة.
حفظ الكلمات
وعندما كنت في الصف الخامس كانت وقتما تعطيني معلمتي الكلمات الجديدة أركز على نطقها جيدًا، وأحاول وضعها في جمل قصيرة، فشجعتني معلمتي للاستمرار على تلك الطريقة، فهي تثبت الحفظ، كنت مجرد أن أدون الكلمات أبدأ بترديدها إلي أن أضبط نطقها وأنطقها بسهولة، فأستخدمها وسط كلامي باللغة العربية، كان السرّ هو التطبيق السريع مجرد تعلم كلمة جديدة، وكان أهلي داعمين لي، وعلموني أنه يجب وقتما أقول أي كلمة إنجليزية، أضع ترجمة الكلمة بعدها فورًا، كي يفهمني الجميع، ولا يظن أحد أنني أقصد أن أشعرهم بجهل الإنجليزية.
التحدث
في العام الأول من المرحلة الإعدادية، بدأت تجربه الجمل الطويلة، وربطها ببعضها، واستغللت أن قريبتي التي في نفس عمري كانت تستوعب ما أقوله، فكنت أحكي لها ما حدث في مدرستي ويومي بالإنجليزية فقط، وعندما كانت يصعب علي وضع الكلمة المناسبة كنت أحاول توضيحها بكلمات بسيطة وبمحاولة وصفها بتعبيرات يدي ووجهي كالأطفال التي تتعلم الكلام، قررت تطويري أكثر فسجلت لحضور كورس لمعلمة كانت متقنة الحديث بطلاقة، فاستغللت الفرصة وكنت أتحدث معها وكانت تشجعني على عدم نطق أي كلمة باللغة العربية، وكان تقيمها الإيجابي لطريقة نطقي حافزًا لي.
الكتابة
ولممارسة وتأكيد ما أتعلمه كنت أفضل كتابة خواطري بالإنجليزية، وكان لتلك الطريقة إضافة ملحوظة في تطوير التهجي، والتأكد من صحة التراكيب اللغوية لكل جملة.
التفكير بالإنجليزية
كانت تلك خطوة فارقة بالاستمرار على التطبيق، أصبح قاموس لغتي أكبر وتراكيب الجمل لغويًّا أفضل بمجرد الاستعانة بالمنهج المدرسي، استطعت وصف ما أراه وأريد التعبير عنه برأسي بالإنجليزية، وتلك الطريقة ساعدت في وصولي لمستوى قوي من الطلاقة في الكلام دون تردد، فكان صوتي الداخلي وحديثي مع نفسي بالإنجليزية، وظهر ذلك في الثانوية فقد وصلت لمستوى من الطلاقة جعلني حين أنفعل وأغضب أجد نفسي دون أيّ عمد أتحدث الإنجليزية بسرعة كبيرة، فيضحك أهلي على طريقتي، فأنتبه أنني أتحدث بالإنجليزية.
التحدث أمام المرآة
كانت تلك وسيلة فعالة، فقد كانت بالنسبة لي وسيلة للتسلية، أصنع حوارًا مع نفسي وأحكي تفاصيل يومي، وأحاول قدر ما استطعت أن لا أنطق أي كلمة بالغة العربية، وأعتمد على الوصف والتعبير بيدي وبوجهي وتبسيط الكلمات، وأحاول أن يكون أسلوبي طبيعيًّا وليس متصنعًا.
سبب تراجع مستوى لغتي:
الخطأ الذي أخطأته أنني تأثرت ببعض التعليقات السلبية من الآخرين، التي كان مليئة بالإحباط، خاصه عندما قال أحدهم أنت لا تتقني سوى جانب واحد من اللغة، فكتابتك وخطك ليس في أفضل وضع، وبدخولي الجامعة كانت تلك الكلمات السامة أثرت بي بسبب تكرارها وبقيت في وعيي، وجعلتني أقارن مستوى لغتي بمن هم أفضل، ونسيت أن نقطة القوه عندي أنني كنت أقارن نفسي بنفسي وكل ما يشغلني رصد تطور طلاقة الكلام، وللأسف قلّت ممارستي وانشغلت بالجامعة.وبمرور الوقت بدأ لساني بالتجمد، وفرّت الكلمات من رأسي، ووصلت لأنني لا أقدر على الكلام كما اعتدت من نفسي، فقررت أن أعود لنفس المستوى القديم، فوقعت في فخ آخر، فقارت نفسي بمستواي السابق فأحبط برؤية الفرق، وكنت أريد العودة في أسرع وقت، وكانت تلك الفكرة ضاغطة، لأن المستوى الذي وصلت له في سنوات، مؤكد لن يعود في شهر.فبدأت المحاولة من جديد والبدء بكورس جديد في فترة الجامعة، كنت أمارس اللغة مع المعلمة فقط، وأسمع مقاطع بالإنجليزية على الإنترنت، عكس ما كنت أفعله في صغري، وكان ذلك فخًّا آخر أنني اعتمدت على الطريقة التقليدية، ولم آخذ نفس الخطوات التي قمت بها من تلقاء نفسي، ظنًّا أنها كانت طرقًا تناسب طفلة، وأنني كبيره فاعتمدت على الطريقة الأكاديمية فقط التقليدية، ولم أكن أدرك أن الممارسة كانت سرّ تعلمي، وعليّ أن أتحلى بالصبر، وفهمت بعد تحليلي والبحث عن تعلم اللغات، ومقارنته بأسلوبي في الصغر فوجدته أسلوبًا قويًّا وفعالًا لأي عُمْر، فالسر هو التعامل مع الإنجليزية كلغة، وليست مادة، فالحديث بها وممارستها كثيرًا الطريقة التي يستخدمها كل محبي تعلم اللغات حول العالم.
وفي النهاية.. انظر بين السطور سترى خطوات فعالة لتعلم اللغة، أولها استغلال كل الفرص الممكنة لممارسة اللغة لأطول فترة ممكنة منذُ أول يوم تبدأ في تعلمها.
إليك أيضًا
تابع قراءة عشرات المقالات الملهمة على زد